قال رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي، الذي أطاح به فصيل من حزبه في وقت سابق من هذا العام من منصبه، إنه سيستقيل من الكونغرس في نهاية الشهر الجاري، وفقًا لما ذكرته شبكة “ABC News“.
وكتب مكارثي في مقال افتتاحي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال: “لقد قررت مغادرة مجلس النواب في نهاية هذا العام لخدمة أمريكا بطرق جديدة، أعلم أن عملي قد بدأ للتو”.
وينهي هذا الإعلان سقوط مكارثي من قيادة الحزب الجمهوري بعد صعوده إلى منصب رئيس مجلس النواب في تصويت تاريخي من 15 جولة في وقت سابق من هذا العام.
وتصاعدت التكهنات حول مستقبل مكارثي بعد أن قامت مجموعة من 8 نواب جمهوريين بهندسة الإطاحة التاريخية به قبل أقل من شهرين بسبب خلافات شخصية وسياسية، وبعد هزيمته، أرسل رسائل متضاربة حول ما إذا كان سيسعى لإعادة انتخابه أم لا، أو سيكمل بقية فترة ولايته المقرر أن تنتهي في يناير 2025، أو سيغادر مجلس النواب مبكرًا.
وأصرَّ مكارثي على أنه سيظل مشاركًا في المساعدة في تجنيد وجمع التبرعات للمرشحين الجمهوريين في مجلس النواب، ممارسًا واحدة من أعظم نقاط قوته كزعيم لمجلس النواب.
وأضاف: “سأواصل توظيف الأفضل والألمع في بلادنا للترشح للمناصب المنتخبة، والحزب الجمهوري يتوسع كل يوم، وأنا ملتزم بتقديم خبرتي لدعم الجيل القادم من القادة”.
ومع ذلك، فإن رحيله سيقلل مرة أخرى من قوة أحد أقوى جامعي التبرعات في حزبه، حيث قال النائب ريتشارد هدسون، الجمهوري عن نورث كارولينا، والذي يرأس ذراع حملة الجمهوريين في مجلس النواب: “إن مساهمات كيفن مكارثي لبلدنا ولتنمية الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب لا مثيل لها، لقد جمع كيفن شخصيًا ـ الذي يتمتع بعقل سياسي حاد للغاية ـ مئات الملايين من الدولارات وقام بتجنيد مئات المرشحين المتنوعين الذين قادونا من عمق الأقلية إلى الأغلبية”، وتابع: “هذا التفاني في بناء حزبنا ولد من حب قوي للبلد وقلب للخدمة يحفز كيفن في جوهره”.
وعلى الفور، سيؤدي رحيله عن الكونغرس إلى تقليص هامش الجمهوريين الضئيل بالفعل، والذي تقلص بعد طرد النائب السابق جورج سانتوس، الجمهوري عن ولاية نيويورك، من مجلس النواب الأسبوع الماضي في أعقاب تقرير أخلاقي لاذع وعدد كبير من الاتهامات الفيدرالية.
لن يتمكن رئيس مجلس النواب مايك جونسون إلا من خسارة 3 أصوات من الحزب الجمهوري على كل إجراء قبل أن ينخفض إلى ما دون الأغلبية البسيطة، وأشاد جونسون بمكارثي لقيادته في منشور له على موقع “X” وقال إن مكارثي وزوجته جودي “خدما بإخلاص وضحيا كثيرًا من أجل خير بلادنا وقضيتنا”.
ومن المرجح أن يفتح إعلان مكارثي قبل الموعد النهائي لتقديم طلبات الحملة الانتخابية في كاليفورنيا في 8 ديسمبر، الباب على مصراعيه أمام المرشحين للترشح لمنطقة الكونغرس الخاصة به، والتي تضم جزءًا كبيرًا من الوادي المركزي بالولاية، وسيتعين على حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم الدعوة لإجراء انتخابات خاصة ليحل محل مكارثي.
ومكارثي هو المشرع الثالث الذي سيستقيل من الكونغرس الـ 118 بدلاً من إكمال فترة ولايته الكاملة التي تبلغ عامين، وينضم إلى النائب الديمقراطي ديفيد سيسيلين من رود آيلاند والنائب الجمهوري كريس ستيوارت من ولاية يوتا، اللذين استقالا في وقت سابق من هذا العام.
وتنهي استقالة مكارثي مسيرته المهنية التي استمرت 16 عامًا في مجلس النواب، وتم انتخابه لأول مرة لعضوية الكونغرس في عام 2006 وبعد حوالي 4 سنوات تم انتخابه ليكون هو “سوط الأغلبية” بالمجلس، كما شغل منصب زعيم الأغلبية وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب قبل صعوده التاريخي إلى منصب رئيس مجلس النواب في وقت سابق من هذا العام.