أخبارأخبار أميركا

في رؤيتها لما بعد الحرب: أمريكا ترفض إعادة ترسيم حدود غزة والتهجير القسري للفلسطينيين

قالت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إن عددًا كبيرا للغاية من الفلسطينيين يقتلون في غزة، داعية إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين.

وأكدت هاريس، في مؤتمر صحفي على هامش قمة COP28 في دبي، أن “إسرائيل لديها حق مشروع في شن عمليات عسكرية ضد مسلحي حماس، الذين شنوا هجمات عليها في 7 أكتوبر، لكن بينما تدافع إسرائيل عن نفسها، من المهم أن تعرف كيف تدافع.. فوقف الولايات المتحدة واضح لا لبس فيه: يجب احترام القانون الإنساني الدولي.. لقد قُتل عدد كبير جدًا من الفلسطينيين الأبرياء، وبصراحة، حجم معاناة المدنيين، والصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة، مدمرة. إنه أمر مفجع حقًا”.

ووفقًا لوكالة “رويترز” تطالب الولايات المتحدة بشكل متزايد إسرائيل بتضييق منطقة القتال خلال أي هجوم على جنوب غزة وضمان مناطق آمنة للفلسطينيين.

وقالت هاريس: “بينما تواصل إسرائيل تحقيق أهدافها العسكرية في غزة، نعتقد أنه يتعين عليها أن تفعل المزيد لحماية المدنيين الأبرياء”.

وقالت هاريس للصحفيين إنها والرئيس الأمريكي جو بايدن يجريان بالفعل مناقشات مع فريق الأمن القومي وشركائهم في المنطقة حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه المسار المستقبلي لغزة والضفة الغربية.

وفي إشارة إلى رؤية أمريكا لغزة ما بعد الحرب قالت هاريس في رسالة موجهة إلى إسرائيل، إن الولايات المتحدة لديها 5 مبادئ وهي: لا تهجير قسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، لا إعادة احتلال لغزة، لا حصار لغزة، لا إعادة لرسم حدود غزة وتقليص أراضيها، ولا لاستخدام غزة كمنصة للإرهاب”.

وأشارت هاريس إلى أنها في محادثاتها مع القادة العرب في دبي “اقترحت على وجه التحديد ثلاثة مجالات للتركيز”، لافتا أولاً إلى إعادة إعمار البنية التحتية الحيوية في غزة، ثم تعزيز الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وأخيرًا، تنشيط هيكل الحكم في السلطة الفلسطينية.

وأضافت: “يجب على المجتمع الدولي أن يخصص موارد كبيرة لدعم التعافي على المدى القصير والطويل في غزة، على سبيل المثال، إعادة بناء المستشفيات والمساكن، واستعادة الكهرباء والمياه النظيفة، وضمان إمكانية فتح المخابز وإعادة تزويدها بالمخزون”.

وتابعت: “في نهاية المطاف، يجب تعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لتتولى المسؤوليات الأمنية في غزة، ولكن حتى ذلك الحين يجب أن تكون هناك ترتيبات أمنية مقبولة لإسرائيل وشعب غزة والسلطة الفلسطينية والشركاء الدوليين”.

وأكدت أنه بالنظر إلى المستقبل، ينبغي تعزيز السلطة الفلسطينية إلى درجة تمكنها من حكم الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت: “نريد أن نرى غزة والضفة الغربية موحدة تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ويجب أن تكون الأصوات والتطلعات الفلسطينية في قلب هذا العمل”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال إنه غير مستعد للسماح للسلطة الفلسطينية بشكلها الحالي بإدارة غزة بعد انتهاء الحرب. وأضاف: “السلطة الفلسطينية لا تحارب الإرهاب. إنها تمول الإرهاب ولا تعلم السلام وتدعو إلى اختفاء إسرائيل. هذه ليست الهيئة التي ينبغي أن تدخل هناك”.

ووفقًا لشبكة CNN فقد قالت هاريس إنه بمجرد انتهاء الحرب، ينبغي متابعة جهود إعادة البناء بهدف تحقيق حل الدولتين الذي تعيش فيه إسرائيل والفلسطينيون في سلام، في إشارة إلى الهدف الذي سعت إليه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ولم يؤت ثماره.

وأضافت: “عندما ينتهي هذا الصراع، لن تتمكن حماس من السيطرة على غزة، ويجب أن تكون إسرائيل آمنة. يحتاج الفلسطينيون إلى أفق سياسي مفعم بالأمل، وفرصة اقتصادية وحرية، ويجب أن تكون المنطقة على نطاق أوسع متكاملة ومزدهرة. وعلينا، يجب أن نعمل على تحقيق هذه الرؤية”.

وتحكم السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وسيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007 من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتحكم القطاع منذ ذلك الحين.

وكانت الكيفية التي ينبغي بها إدارة غزة في مرحلة ما بعد الصراع الحالي هي القضية التي أربكت زعماء المنطقة وخبراء الشرق الأوسط.

وناقش المسؤولون الأمريكيون تعزيز السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من توسيع نطاق عملها ليشمل غزة، ولكن لم يتم الاتفاق على خطة ثابتة حول هذا الأمر بعد.

وقد أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين سراً عن شكوكهم حول قدرة السلطة الفلسطينية على حكم غزة بعد الحرب. واتهم المنتقدون السلطة بالفساد وسوء الإدارة، وأظهرت استطلاعات الرأي أن مصداقيتها منخفضة لدى الفلسطينيين.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى