خبراء: نتنياهو مات سياسيًا ويسعى لإطالة أمد الحرب في غزة لإنقاذ نفسه

أكد خبراء ومحللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مات سياسيًا، وأصبح من المؤكد أن الأحداث الأخيرة ستطيح به وبحكومته، وستجعله بلا حصانة في مواجهة عدة محاكمات، سواء بسبب اتهامات الفساد التي كانت تلاحقه سابقًا، أو بسبب فشله وفشل حكومته في منع هجمات حماس في السابع من أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى فشله في إدارة الحرب على غزة.
وقال الخبراء إن نتنياهو يتبع سياسة حرق الوقت في حربه على قطاع غزة، خاصة بعد زيادة المطالبات داخل إسرائيل باستقالته هو وقادة الجيش والمخابرات، وهو ما يجعله يطلق التصريحات من وقت لآخر حول أن الحرب سوف تمتد لعدة شهور، فضلًا عن اختياره أهدافًا غير واقعية قد لا تكفيه سنوات لتحقيقها مثل القضاء على حماس وإنهاء التهديدات القادمة من قطاع غزة.
ويرى معارضو نتنياهو في الداخل الإسرائيلي أن أحد أسباب إطالة الحرب، هو الإبقاء على نتنياهو والقيادة المسئولة عن الإخفاقات في مناصبهم، والاستفادة من الوقت لأغراض ومصالح شخصية أو حزبية، مشيرين إلى أن المطالبة باستقالة نتنياهو وحكومته بدأت ترتفع أيضًا في صفوف اليمين من حلفائه، وليس بين معارضيه فقط.
مات سياسيًا
في هذا الإطار قال جدعون ليفي، كاتب الرأي في صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، في تصريحات لشبكة CNN: “نتنياهو، من وجهة نظري، هو رجل ميت سياسيًا.. لن ينجو من هذا الفشل الذريع الذي هو مسؤول عنه، ولكنه يعلم أنه لن يمسه أحد حتى تنتهي هذه الحرب، وبالتالي فهو يركز على إطالة أمد الحرب”.
وأضاف: “آمل حقًا ألا يكون الأمر كذلك، ولكن بالفعل كذلك. لأنه طالما أن الحرب مستمرة فلن يمس أحد نتنياهو”.
وشدد ليفي على أن “نتنياهو خسر. وبدا ذلك واضحًا في ظهوره العلني، فهو ليس نتنياهو الذي نعرفه. تسمع ذلك في حزبه، الناس يتحدثون عنه بشكل مختلف عما كان يحدث قبل السابع من أكتوبر. لذا ستُظهر الفترة المقبلة كيف سينتهي الأمر، لكن في نهاية اليوم سيتعين عليه التنحي بطريقة أو بأخرى”.
وأعرب ليفي عن أمله “ألا تتجدد الحرب، لأنها خلقت بالفعل ما يكفي من الكوارث لكلا الشعبين. الإسرائيلي والفلسطيني”
لكن ليفي أشار إلى أن نتنياهو ليس لديه الآن “أي طريقة أخرى سوى التهديد بمواصلة الحرب لأن هذا هو نفوذه. لكن ربما تمنعه بعض الديناميكيات الجديدة وبعض الضغوط الأمريكية من العودة إلى ميادين القتل والتدمير، وآمل أن يتم تحقيق إطلاق سراح كل الرهائن بدون مواصلة الحرب”.
أهداف مجلس الحرب
وقال محللون سياسيون، لـ”إرم نيوز“، إن نتانياهو يحاول بالفعل إطالة أمد الحرب في قطاع غزة؛ “هربًا” من الملاحقات القضائية، وحفاظًا على وحدة حزب الليكود الذي يواجه انتقادات متزايدة.
وأشار المحللون إلى أن هناك كثيرون في الشارع الإسرائيلي يرفضون وقف الحرب، خاصة وأن الأهداف التي أعلنها مجلس الحرب لم تتحقق بعد.
ويأتي ذلك وسط الحديث عن ضغوط أمريكية جدية من أجل وقف القتال في غزة، والبحث عن استراتيجية للخروج من الحرب تضمن إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس في غزة، يقابله إطلاق سراح جماعي للأسرى الفلسطينيين.
ويعتبر معارضو وقف الحرب يعني عدم تحقيق الأهداف التي كانت قد أعلنتها إسرائيل، وعلى رأسها القضاء على حماس وإنهاء حكمها في قطاع غزة، وقد هدد وزير الأمن الإسرائيلي، ايتمار بن غفير، بالإطاحة بالحكومة الإسرائيلية في حال توقف الحرب بغزة.
وقال الخبراء إن “نتنياهو يرغب في استمرار القتال لاعتبارات شخصية، منها الهروب من المحاكمات المؤجلة، وخوفًا من إسقاط حزب الليكود أمام المزايدات من أحزاب اليمين المتطرف، وكذلك رغبة الجيش الإسرائيلي في عملية رد الاعتبار ورد الصفعة التي تلقاها في هجوم السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى الرغبة الإسرائيلية الجامحة في الانتقام على المستويين الرسمي والشعبي.