حالة من الجدل أثيرت مؤخرًا في عالم كرة القدم بعد تقديم مقترحات قابلة للتنفيذ من أجل زيادة احترام حكام المباريات، تحسين سلوك اللاعبين تجاه الحكام، وتقليل فرص الاحتكاكات المباشرة بين الطرفين، والتي تؤدي إلى إفساد المشهد وإثارة التوتر وربما العنف خلال المباريات.
في هذا الإطار برز مقترح بأن يتم تجربة “صناديق الخطيئة” في المستويات العليا من لعبة كرة القدم، وذلك بعد أن تم تنفيذها بنجاح على المستوى الشعبي.
وأعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، الهيئة المشرعة للرياضة على مستوى العالم، في اجتماعه الذي عقد أمس في لندن، أنه يجب تجربة “صناديق الخطيئة” في الحالات التي يتم فيها معارضة الحكام وارتكاب مخالفات تكتيكية محددة.
وقال المجلس في بيان له صدر عقب الاجتماع أنه تم التركيز خلال الاجتماع على التطبيق الأكثر صرامة لقوانين اللعبة ضد اللاعبين والمدربين الذين يظهرون سلوكًا غير محترم تجاه الحكام.
وأضاف أنه في أعقاب التوصيات المقدمة في أكتوبر من قبل اللجان الاستشارية الفنية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، فقد دعم المجلس تنفيذ تجربة مقترحة تتيح تطبيق عمليات الطرد المؤقت للاعبين المتجاوزين، فيما يعرف باسم (صناديق الخطيئة).
وعلى عكس البطاقة الحمراء، فإن تفعيل مقترح “صناديق الخطيئة” سيعني مغادرة اللاعب للملعب لفترة زمنية محددة والعودة إلى المباراة لاحقًا، على غرار لعبة الرغبي التي يخرج فيها اللاعب لمدة 10 دقائق وفقًا لتجربة تم تقديمها بنجاح منذ أكثر من 20 عامًا.
وكجزء من التدابير الإضافية التي تهدف إلى تحسين سلوك اللاعبين، دعم مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) أيضًا تجربة مقترحة تتيح قادة الفرق فقط التواصل مع الحكم في بعض المواقف الكبرى في المباريات، لمنه حدوث احتكاكات بين اللاعبين والحكام، خاصة في الحالات الكبرى التي تشهد تجمع المثير من اللاعبين حول الحكم مما قد يؤدي لحدوث تطورات تهدد سلامة الحكم.
كما تم أيضًا إطلاع الأعضاء على التجربة الناجحة التي شملت ارتداء حكام المباريات كاميرات لردع حالات سوء السلوك الخطير تجاههم أثناء المباريات.
IFAB Annual Business Meeting approves trials to improve participant behaviour in football
➡️ News release: https://t.co/8BVDvamgHc pic.twitter.com/IsSKMS0rkZ
— The IFAB (@TheIFAB) November 28, 2023
قرارات أخرى
وفي إطار القرارات الأخرى اتفق الأعضاء على الحاجة إلى مواصلة تطوير تقنية التسلل شبه الآلية لمساعدة حكام المباريات داخل الملعب على تسريع عملية اتخاذ القرار فيما يتعلق بحالات التسلل.
وتم الاتفاق أيضًا على أنه بعد التجربة الناجحة للاستعانة بقرار الـ VAR التي أجراها FIFA، والتي يعلن فيها الحكم القرار النهائي بعد مراجعة الـ VAR، يجب على الجمعية العمومية أن تنظر في إدراج هذا الإجراء الفعال في قوانين اللعبة.
كما ناقش الاجتماع استراتيجيات معالجة الوقت الضائع في المباريات، والتكتيكات التي تهدف إلى تعطيل إيقاع اللعبة، بما في ذلك تقييد حراس المرمى بست ثوانٍ، وتأخير إعادة التشغيل، وإدارة وقت الإصابات.
وقال مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم إن أي تغييرات مقترحة على قوانين كرة القدم سيتم النظر فيها للموافقة عليها في الثاني من مارس من العام المقبل، وسيتم دمج التغييرات التي تتم الموافقة عليها في القوانين اعتباراً من الأول من يوليو.
ردود فعل متباينة
ووفقًا لشبكة CNN فقد أثار مقترح تطبيق صناديق الخطيئة ردود فعل متباينة على مستوى العالم، حيث تم دعم هذا الإعلان من قِبل “Ref Support UK”، وهي مؤسسة خيرية تمثل مصالح حكام المباريات، ووصفت التغييرات بأنها “إيجابية” قائلة: “هذه خطوة إيجابية كبيرة للأمام في معالجة السلوك السيء في لعبتنا، وهي أحسن لجميع الأطراف المعنية”.
فيما قال الحكم السابق بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم قائلًا: “كانت التجربة ناجحة للغاية في المسابقات الشعبية، نحن نتحدث الآن عن رفعها إلى مستوى أعلى”.
فيما قال جيمي كاراغر، مدافع منتخب إنجلترا ونادي ليفربول السابق: “لم أكن أبدًا معجبًا بصناديق الخطيئة من قبل، لكننا نشاهد الكثير من المباريات التي تحتوي على بطاقات حمراء، وبالنسبة لي فإن ذلك يفسد اللعبة”.
وأضاف: “أعرف أنه في بعض الحالات يكون هناك مخالفات تحتاج إلى ما هو أكثر من البطاقة الصفراء، ولكن اللون الأحمر يبدو قاسيًا، وقد يكون هناك الكثير من الأشخاص غير راضين عن اللون الأصفر لبعض اللاعبين، لكنني لا أريد لهم اللون الأحمر، لذا فإن البطاقة البرتقالية يمكن أن تكون حلًا ضمن مقترح صناديق الخطيئة، كما سيكون من الجيد السماح لقائد الفريق فقط بالتحدث إلى الحكم”.
في المقابل كان هناك معارضون لمقترح صناديق الخطيئة، ومنهم قائد نادي تشيلسي السابق، جون تيري الذي قال: “أنا شخصيًا لا أحب ذلك، لأن مستوى التسامح والتناقضات من الحكام سيختلف كل أسبوع”.
وأشار آخرون إلى أنه في ظل الجدل الدائر حول قرارات حكم الـ (VAR)، فإن لعبة كرة القدم ستضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى قوانينها من خلال إدخال صناديق الخطيئة.