ألقت الشرطة القبض على المشتبه به في إطلاق النار على ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني كانوا يحضرون تجمعًا لعيد الشكر بالقرب من حرم جامعة فيرمونت مساء السبت الماضي.
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد دفع المتهم، الذي يدعى جايسون إيتون، ببراءته خلال جلسة في المحكمة عقدت له اليوم الاثنين للاستماع إلى مذكرة التهم الموجهة إليه.
وقرر القاضي إيداع المتهم، البالغ من العمر 48 عامًا، في الحجز دون كفالة. وأكد مكتب المدعي العام لولاية فيرمونت، أن التحقيقات لاتزال جارية فيما إذا كان الحادث جريمة كراهية مرتبطة بالأحداث الدائرة في الشرق الأوسط.
وعبرت والدة المشتبه به، في تصريحات لمنصة “ديلي بيست“، عن صدمتها من الحادث، مشيرة إلى أن “جايسون واجه الكثير من الصراعات في حياته، لكنه شخص طيب ومحب”.
وقالت إنه “عانى في السابق من الاكتئاب ومشكلات أخرى تتعلق بالصحة العقلية”، مشيرة إلى أن ابنها، الذي تنقل في وظائف مختلفة، كان “طبيعياً تمامًا في عيد الشكر الأخير، ولم يأت على ذكر أي شيء عن الحرب بين إسرائيل وحماس”.
وأضافت: “إنه، مثلنا جميعا، يعتقد أن العالم في حالة من الفوضى.. إنه شخص روحاني”، مضيفة “لا أستطيع أن أصدق أنه سيفعل شيئا مثل هذا.”
Vermont shooting suspect Jason J Eaton, 48, is seen in mugshot as his 'shocked' mother says he was acting normal days before 'attacking Palestinian students in hate crime' https://t.co/OPw14HuwG3 pic.twitter.com/5TvsbNeg19
— Daily Mail Online (@MailOnline) November 27, 2023
اعتقال المتهم
وقالت إدارة شرطة بيرلينغتون في بيان لها إن عملاء من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات اعتقلوا جايسون جيه إيتون (48 عامًا) أثناء قيامهم بتفتيش منطقة إطلاق النار في بيرلينغتون أمس الأحد، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“
وجمعت السلطات الأدلة أثناء تفتيش شقة إيتون التي تقع في مبنى أمام موقع إطلاق النار. وقالت الشرطة إنه تم استدعاؤه للمحاكمة اليوم الاثنين، ودفع ببراءته من التهم المنسوبة إليه.
وقالت السلطات في وقت سابق إن الهجوم الذي أدى إلى إصابة الطلاب الثلاثة يوم السبت ربما كان جريمة كراهية.
وقال قائد شرطة بيرلينغتون، جون مراد، في بيان أمس الأحد، إن الطلاب الثلاثة كانوا يسيرون بعد زيارتهم لمنزل أحد أقارب الضحايا عندما واجههم رجل أبيض يحمل مسدسًا.
وأضاف: “أطلق الرجل ما لا يقل عن أربع طلقات من المسدس تجاههم ولاذ بالفرار.. لقد أصيب الضحايا الثلاثة، اثنان في الجذع وواحد في الأطراف السفلية”.
جريمة كراهية
وقالت اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز ADC في بيان لها إن هناك سبب للاعتقاد بأن إطلاق النار وقع لأن الضحايا عرب، مشيرة إلى أن الشبان الثلاثة كانوا طلاب جامعيين أمريكيين من أصل فلسطيني، واثنان منهم مواطنون أمريكيون والثالث موجود في البلاد بشكل قانوني.
وأوضحت ان الطلاب الثلاثة يبلغون من العمر 20 عامًا، وهم هشام عورتاني من جامعة براون، وكنان عبد الحميد من جامعة هارفارد، وتحسين أحمد من جامعة ترينيتي”.
وبحسب البيان فقد “اجتمع الطلاب معًا للاستمتاع بعطلة عيد الشكر، وكان الضحايا الثلاثة يرتدون الكوفية الفلسطينية ويتحدثون اللغة العربية، عندما قام رجل بالصراخ عليهم ومضايقتهم، ثم أطلق النار عليهم، واثنان من الطلاب يرقدان حاليًا في وحدة العناية المركزة، فيما يخضع الثالث للعلاج من إصابته بجروح خطيرة”.
ودعت لجنة ADC سلطات إنفاذ القانون في ولاية فيرمونت إلى التحقيق في الحادث باعتباره جريمة كراهية، كما تواصلت اللجنة مع وزارة العدل ومكتب التحقيقات لدعوتهم أيضًا إلى إجراء تحقيق فوري في الحادث باعتباره جريمة كراهية.
وقال عابد أيوب، المدير التنفيذي لـ ADC: “نصلي من أجل الشفاء التام للضحايا، وسنقف على أهبة الاستعداد لدعم العائلات بأي طريقة مطلوبة. وبالنظر إلى المعلومات التي تم جمعها وتقديمها، فمن الواضح أن الكراهية كانت عاملاً محفزاً في إطلاق النار هذا، ونحن ندعو سلطات إنفاذ القانون إلى التحقيق في الأمر على هذا النحو. ونؤكد أن تصاعد المشاعر المعادية للعرب والفلسطينيين التي نشهدها غير مسبوق، وهذا مثال آخر على تحول تلك الكراهية إلى العنف”.
بيان عائلات الضحايا
وقال بيان صادر عن عائلات الضحايا: “كآباء، لقد صدمتنا الأخبار المروعة التي تفيد باستهداف أبنائنا وإطلاق النار عليهم في بيرلينغتون، فيرمونت. في هذا الوقت، شاغلنا الأساسي هو تعافيهم الكامل وحصولهم على الدعم الطبي المهم الذي يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة”.
وأضاف: “نحن قلقون للغاية بشأن سلامة أبنائنا. وندعو سلطات إنفاذ القانون إلى إجراء تحقيق شامل، بما في ذلك التعامل مع هذا الأمر باعتباره جريمة كراهية. لن نشعر بالارتياح حتى يتم تقديم مطلق النار إلى العدالة”.
وتابع البيان: “علينا أن نضمن حماية أبنائنا، وعدم تكرار هذه الجريمة البشعة. لا ينبغي لأي عائلة أن تتحمل هذا الألم والمعاناة. أبناؤنا طلاب مخلصون يستحقون أن يكونوا قادرين على التركيز على دراستهم وبناء مستقبلهم”.
وقالت العائلات في بيانها: “نحن ممتنون للأطباء والممرضات الذين يعملون بلا كلل لإنقاذ حياة أبنائنا، ولمسؤولي المدينة الذين يولون اهتمامهم الكامل لجريمة الكراهية المروعة هذه سعيًا لتحقيق العدالة. ونحن نقدر تدفق الرعاية من مجتمعنا”.
واختتم البيان قائلًا: “نطلب ألا يقوم أحد بالتبرع لأي جهة تجمع التبرعات ما لم تنظمها عائلاتنا على وجه التحديد. وفي هذا الوقت، نطلب الخصوصية لمنحنا المساحة لتزويد أبنائنا بالدعم الذي يحتاجونه لتجاوز هذه المأساة”.
Official joint statement from the families of Hisham Awartani, Kinnan Abdalhamid and Tahseen Ali Ahmad, three Palestinian college students shot in Vermont: pic.twitter.com/FqHUOVR5lZ
— IMEU (@theIMEU) November 26, 2023
التحقيقات مستمرة
من جانبه أعرب قائد شرطة بيرلينغتون، جون مراد، عن تعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم، مشيرًا إلى أنه لا توجد معلومات إضافية تشير إلى الدافع وراء ارتكاب الحادث.
وأضاف: “في هذه اللحظة المشحونة، لا يمكن لأحد أن ينظر إلى هذا الحادث ولا يشك في أنه ربما كان جريمة بدافع الكراهية. لقد كنت على اتصال بالفعل مع شركاء التحقيق والادعاء الفيدراليين لمواجهة ذلك إذا ثبت بالفعل”.
وتابع: “الحقيقة هي أننا لا نعرف حتى الآن القدر الذي نريده من المعلومات، لكنني أحث الجمهور على تجنب التوصل إلى استنتاجات بناءً على تصريحات من أطراف غير معنية والذين يعرفون أقل من ذلك”.
الاستهتار بحياة الفلسطينيين
من جانبها نشرت مدرسة “الفرندز” في رام الله بفلسطين بيانًا على صفحتها بموقع فيسبوك قالت فيه إن الشبان الثلاثة من خريجي المدرسة الخاصة التي تقع بالضفة الغربية.
وفي بيان لاحق رحبت المدرسة بإعلان اعتقال المشتبه به المتورط في الهجوم على الشبان الثلاثة، مشيرة إلى أن “هذا التطور يجلب قدرًا من الراحة لمجتمعنا، الذي اهتز بشدة بسبب هذا العمل العنيف الذي لا معنى له”.
وحثت المدرسة السلطات على “إجراء تحقيق شامل في هذا الهجوم، بالنظر إلى إمكانية أن يكون بدافع الكراهية. حيث تشير طبيعة وظروف هذه الحادثة إلى هذا الدافع، ومن المهم للغاية أن يتم التحقيق في هذه الزاوية بشكل شامل لضمان تحقيق العدالة”.
وأضافت: “من الضروري أيضًا معالجة السياق الأوسع في فلسطين، والقضية الملحة للغاية في قلب هذا الحادث، وهي تجريد الفلسطينيين من الإنسانية وحرمانهم من حقهم في الحياة”.
وتابعت: “من المؤسف أن هذا الحادث هو مثال آخر على تناقص الاهتمام بأرواح الفلسطينيين ومعاناتهم وإنسانيتهم المتأصلة. وليكن هذا الحادث تذكيرًا صارخًا بالحاجة الملحة إلى مواجهة وتغيير الخطاب الذي يعتبر الفلسطينيين أقل من إنسان؛ ويرفض معاملتهم على أنهم أشخاص يستحقون التعاطف والرحمة والحق في الحياة والحرية والسعادة”.
إدانة الكراهية
ورداً على حادث إطلاق النار، شجع زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الناس على “إدانة الارتفاع المذهل للكراهية ضد العرب وكراهية الإسلام في أمريكا بشكل لا لبس فيه”.
وقال الزعيم الديمقراطي في بيان نشره على موقع X: “لا ينبغي أبدًا استهداف أي شخص بسبب انتمائه العرقي أو الديني في بلدنا.. لن ندع الكراهية تنتصر”.
My statement on the violent shooting of Three Palestinian Students in Vermont. pic.twitter.com/Hk4dZORngY
— Hakeem Jeffries (@RepJeffries) November 26, 2023
كما ندد السيناتور بيرني ساندرز بإطلاق النار قائلًا: “إنه لأمر صادم ومزعج للغاية أن يتم إطلاق النار على ثلاثة شبان فلسطينيين في بيرلينغتون، فيرمونت.. الكراهية ليس لها مكان هنا أو في أي مكان.. نتطلع إلى تحقيق كامل في الحادث.
ووصف حاكم ولاية فيرمونت، فيل سكوت، حادث إطلاق النار بأنه مأساة، ودعا سكان الولاية إلى الاتحاد و”عدم السماح لهذا الحادث بالتحريض على المزيد من الكراهية أو الانقسام”.
فيما أصدر فرع فيرمونت- نيو هامبشاير لمنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، والذي حث على إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، بيانًا قال فيه إنه “شعر بالفزع جراء حادث إطلاق النار”.
وقالت المنظمة في بيان لها: “نحن متضامنون مع الطلاب وأسرهم وجميع المتضررين من عمل الكراهية الواضح هذا، ونحن متضامنون مع جميع الشعب الفلسطيني في فلسطين، وفي جميع أنحاء العالم، وهنا في فيرمونت – ونحن ملتزمون بإنشاء فيرمونت آمنة ومرحبة للجميع”.
وقالت اللجنة اليهودية الأمريكية، وهي منظمة مناصرة للشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم، عبر منصة X أيضًا إنها “شعرت بالرعب من الهجوم، وحثت سلطات إنفاذ القانون على التحقيق في هذا العمل باعتباره جريمة كراهية محتملة”.
We are horrified by the shooting attack against three Palestinian college students in Burlington, VT.
We hope for a quick recovery for the victims and the swift apprehension of the perpetrator.
We urge law enforcement to investigate this act as a possible hate crime.
— American Jewish Committee (@AJCGlobal) November 26, 2023
وفي الشهر الماضي، اتُهم مالك عقار في ولاية إلينوي بارتكاب جريمة كراهية بعد قيامه بطعن صبي مسلم يبلغ من العمر 6 سنوات وإصابة والدته بجروح خطيرة في ضواحي شيكاغو. وقالت الشرطة وأقاربه إنه استهدف الضحايا بسبب عقيدتهم.
واتسعت المظاهرات وتصاعدت التوترات في الولايات المتحدة مع ارتفاع عدد القتلى في الحرب بين إسرائيل وحماس.