أخبار أميركا

ترامب يتراجع عن الانسحاب الكامل من سوريا ويُبقي 200 جندي لحفظ السلام

في خطوة مفاجئة تؤشر إلى تراجع الرئيس ترامب عن قرار الانسحاب الكامل من سوريا، أعلن البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية ستترك 200 جندي أمريكي في سوريا لفترة من الوقت بعد انسحابها.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز – في بيان الجمعة – إن بقاء مجموعة من القوات الأمريكية يأتي لحفظ السلام هناك. وكان أن الانسحاب الأمريكي من سوريا – الذي أعلن عنه ترامب منذ شهرين – قد فاجأ الحلفاء، لا سيما قوات سوريا الديمقراطية التي تخوض آخر معاركها ضد داعش في شمال البلاد.

ووفقا لوسائل إعلام غربية، فإن التزام الولايات المتحدة ببقاء 200 جندي قد يشجع الحلفاء الأوروبيين على الموافقة على إرسال قواتهم الخاصة، وربما إنشاء بعثة دولية أكبر لحفظ السلام.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنه من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان والجنرال جوزيف دانفورد – رئيس هيئة الأركان المشتركة – مع نظيريهما التركيين في واشنطن لمواصلة المناقشات حول المنطقة الآمنة.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب ونظيرة التركي رجب طيب أردوغان تحدثا هاتفيًا الخميس واتفقا على مواصلة التنسيق بشأن إنشاء منطقة آمنة محتملة.

روسيا تراقب

من جانبه قال المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، إن روسيا تراقب وتتابع باهتمام تطور موقف الولايات المتحدة من سحب قواتها من سوريا.

وأضاف بيسكوف- في تصريح صحفي الجمعة: “نحن لم نفهم حتى الآن عما يجري الحديث، حيث جرى إطلاق تصريحات أمريكية في البداية بالانسحاب من سوريا، والآن نرى تعديلات جديدة في هذا الموقف”.

وتابع: “نسمع أحيانا تصريحات مختلفة من هيئات أمريكية مختلفة، لذلك نحن نراقب باهتمام كبير ودقيق كيف يتطور موقف الولايات المتحدة حيال هذه المسألة، ونحن نحلل حاليًا هذه التصريحات”.

سبب التغيير

فيما كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية الأسباب وراء الإعلان المفاجئ للإدارة الأمريكية بإبقاء 200 جندي كقوة لحفظ السلام في سوريا بعد قرارها الأخير بالانسحاب الكامل من البلاد.

وأشارت نيوزويك إلى أن الهدف الأول من نشر القوات الأمريكية هو لنزع فتيل أي توتر في المناطق الساخنة، وفي ظل مناقشات أمريكية تركية بشأن إنشاء “منطقة آمنة” بين القوات التركية والقوات الكردية على أمل تجنب المزيد من العنف.

ورأت المجلة أن معارضة الأكراد لمنطقة عازلة تسيطر عليها تركيا، ربما يكون السبب وراء بقاء الجنود الأمريكيين لنشرهم في نقاط التوتر هذه في محاولة لتهدئة التوترات.

وأوضحت المجلة أن قوات سوريا الديمقراطية (أغلبها من الأكراد) التي تعتبرها واشنطن حليفا في الحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وتسيطر الآن على الكثير من الأراضي في شمال وشرق سوريا، لكن مدى علاقاتها المستقبلية مع الحكومة السورية في عهد الرئيس بشار الأسد لا يزال غير واضح.

ونوهت المجلة بالتهديدات التركية في الشرق بشن عدوانها لطرد القوات الكردية – التي تعتبرها أنقرة إرهابية – من المناطق الشمالية من سوريا.

ونوهت نيوزويك أنه على الرغم من أن تقهقر داعش إلى آخر معقل لها في – قرية باغوز المدمرة بالقرب من الحدود العراقية – فإن التنظيم لم يهزم بعد. ففي الأسبوع الماضي، حذر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل من أن التنظيم ما زال لديه مقاتلين وقادة وموارد، وأن هناك حاجة لجهود متضافرة لقمع عودته.

واختتمت المجلة الأمريكية بالقول إنه لا تزال الغارات الجوية الأمريكية والقوات الخاصة تدعم حملة قوات سوريا الديمقراطية لدحر بقايا داعش، ومن المرجح أن يظل عدد من الأمريكيين مع هدف محدد هو منع عودة ظهور داعش أو الجماعات المتطرفة المماثلة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين