وجّه مجموعة المشرعين الأمريكيين رسالة إلى مالك منصة (X) إيلون ماسك، اليوم الثلاثاء، عبروا فيها عن قلقهم من أن المنصة تتربح على ما يبدو من الحسابات المميزة التي تشجع على العنف ضد الإسرائيليين.
وفي الرسالة التي وجهها 27 من المشرعين الديمقراطيين إلى الرئيسة التنفيذية لمنصة (X)، ليندا ياكارينو، أشار المشرعون إلى تقارير من منظمات غير ربحية أظهرت أن الأشخاص الذين لديهم حسابات X Premium “يمجدون أعمال العنف الهمجية ضد الإسرائيليين”.
وقال المشرعون: “أظهرت هذه التقارير أن منصة (X) تستفيد من انتشار هذه الدعاية البشعة والضارة من خلال رسوم الاشتراك في الحساب وعائدات الإعلانات”، مضيفين أن الكثير من المحتوى المسيء ظل موجودًا على المنصة على الرغم من الإبلاغ عنه من قبل الباحثين.
وقال المشرعون إن منصة (X) استفادت من هذه المنشورات من خلال رسوم الاشتراك وكذلك الإعلانات المعروضة في الردود على كل من المنشورات المميزة والعادية.
وأشار المشرعون أيضًا إلى أن الولايات المتحدة صنفت حماس كمنظمة إرهابية في عام 1997، مما يعني أنه من غير القانوني تقديم دعم مادي أو معنوي لها عن علم.
وأضافوا: “ليس هناك غموض حول ما إذا كانت مقاطع الفيديو العنيفة التي تنتجها حماس مؤهلة للتداول على منصة (X) بموجب هذه السياسات، خاصة وأنها مقاطع فيديو تحمل العلامة التجارية والأيقونات الرسمية لحماس”.
ووفقًا لوكالة “رويترز” تعد هذه الرسالة أحدث تطور في الانتقادات التي طالت منصة (X) ومالكها إيلون ماسك بزعم أن منصته لا تتخذ إجراءات ضد المنشورات التي تشجع على العنف ضد الإسرائيليين، وتستفيد منها ماليًا.
وانخفضت إيرادات إعلانات منصة X في الولايات المتحدة بنسبة 55% على الأقل على أساس سنوي منذ استحواذ إيلون ماسك على الشركة. حيث غادر المعلنون المنصة منذ أن اشتراها ماسك مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر 2022 بسبب بعض منشوراته المثيرة للجدل وتسريح الموظفين الذين عملوا على الإشراف على المحتوى.
دعوى قضائية
وكان ماسك قد أقام دعوى قضائية ضد مجموعة Media Matters for America لمراقبة وسائل الإعلام، اتهم فيها المجموعة بأنها شوهت سمعة منصة (X) بعد أن نشرت تقريرًا قالت فيه إنها وجدت إعلانات لشركات بما في ذلك “أي.بي.إم” و”آبل” و”برافو” و”أوراكل”، “إلى جانب المنشورات التي تروج لهتلر وحزبه النازي على منصة إكس”، مما دفع بالعديد من الشركات العملاقة إلى تعليق إعلاناتها في تلك المنصة.
وجاء في البيان الذي نشره ماسك عبر حسابه الرسمي بمنصة X أن “شركة Media Matters for America نشرت هذا الأسبوع تقريرًا شوّه تمامًا تجربة المستخدم الحقيقية على منصة إكس، وذلك في محاولة أخرى لتقويض حرية التعبير وتضليل المعلنين”.
وأضاف: “على الرغم من موقفنا الواضح والثابت، فقد شهدت (X) عددًا من الهجمات من مجموعات ناشطة مثل Media Matters ووسائل الإعلام القديمة، التي تسعى إلى تقويض حرية التعبير على منصتنا لأنها تعتبرها تهديدًا لسردها الأيديولوجي”.
وتابع: “تسعى تلك المجموعات إلى مهاجمة مصادر إيراداتنا عن طريق خداع المعلنين على منصة إكس”.
وأضاف ماسك: “كما رأينا في بعض أنحاء العالم، عندما يتم سلب حرية التعبير، يصبح الأمر خطيرًا وصعبًا للغاية.. لهذا السبب ناضل الأشخاص الذين سبقونا بشدة من أجل حماية ذلك الحق. دون حرية التعبير نفقد الضوابط والتوازنات المهمة لديمقراطية مزدهرة”.
وختم بالقول: “يجب أن ندافع عن حقوقنا الفردية كما لو أننا ندافع عن حقنا في الحياة، حيث أن ازدهار مجتمعنا يعتمد على ذلك”.
وفي محاولة منه لإثبات عدم تربح المنصة من المنشورات على حساب أي طرف نشر ماسك تغريدة قال فيها إن منصته ستقوم بالتبرع بجميع عائدات الإعلانات والاشتراكات المرتبطة بمنشورات الحرب في غزة إلى المستشفيات في إسرائيل والصليب الأحمر والهلال الأحمر في غزة.
X Corp will be donating all revenue from advertising & subscriptions associated with the war in Gaza to hospitals in Israel and the Red Cross/Crescent in Gaza
— Elon Musk (@elonmusk) November 21, 2023
انتقاد البيت الأبيض
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد كان البيت الأبيض قد أدان ما وصفه بـ”الترويج البغيض” لمعاداة السامية من قبل مالك منصة (X)، وذلك بعد تبنيه منشورا ينطوي على نظرية مؤامرة “معادية للسامية”.
وجاء ذلك بعد أن كتب مستخدم على منصة (X)، الأربعاء، منشورًا اتهم في “المجتمعات اليهودية بنشر الكراهية ضد البيض”، وهي نظرية مؤامرة معادية للسامية تحظى بشعبية كبيرة بين المتعصبين للعرق الأبيض. وعلّق ماسك على المنشور بقوله: “لقد قلت الحقيقة الفعلية”.
واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بايتس، أن “من غير المقبول تكرار كذبة بشعة بهذا الشكل. وأضاف: “ندين بأشد العبارات هذا الترويج البغيض لمعاداة السامية والكراهية العرقية، والذي يناقض قيمنا الأساسية كأمريكيين”.
As I said earlier this week, “decolonization”, “from the river to the sea” and similar euphemisms necessarily imply genocide.
Clear calls for extreme violence are against our terms of service and will result in suspension. https://t.co/1fCFo5Lezb
— Elon Musk (@elonmusk) November 17, 2023
وكان ماسك قد هدد من قبل باتخاذ إجراءات قانونية بحق أطراف أخرى، منها رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة غير ربحية تكافح معاداة السامية حملها ماسك مسؤولية خسارة منصة إكس بعض عوائدها من الإعلانات. لكنه لم يرفع دعوى قضائية ضدها حتى الآن.
The split second court opens on Monday, X Corp will be filing a thermonuclear lawsuit against Media Matters and ALL those who colluded in this fraudulent attack on our company pic.twitter.com/55vl7PspaQ
— Elon Musk (@elonmusk) November 18, 2023
وقالت “رابطة مكافحة التشهير” إن معاداة السامية ارتفعت على منصة (X) منذ استحواذ ماسك عليها، مشيرة إلى أن الأعمال العنصرية والمعادية للسامية في الولايات المتحدة وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 30 عامًا.
ويعيش في الولايات المتحدة أكبر عدد من اليهود في العالم بعد إسرائيل. وبلغ عدد اليهود البالغين في الولايات لمتحدة نحو 5.8 ملايين عام 2020، يضاف إليهم 2.8 مليون بالغ آخر أحد والديه يهودي.
وقالت الرابطة إن أمريكا شهدت في 2021 عددًا قياسيًا بلغ 2717 من الأعمال المعادية للسامية من اعتداءات وهجمات كلامية والتسبب بأضرار مادية، بزيادة نسبتها 34% على مدى عام”. كما أحصت المنظمة نفسها 3697 عملًا معاديًا للسامية في 2022 بزيادة نسبتها 36% خلال عام واحد وغير مسبوقة منذ 1979..