أخبارأخبار أميركا

الحرب على غزة تعصف بشعبية بايدن.. وترامب يتقدم عليه لأول مرة

نبأ غير سار يتلقاه الرئيس جو بايدن وهو يحتفل بعيد ميلاده الـ 81، فقد تراجعت شعبيته بشكل كبير بسبب تعامله مع الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة NBC news انخفاض نسب الموافقة على أداء بايدن الوظيفي وانخفاض نسبة تأييده لأقل مستوى خلال فترة رئاسته، لتصل إلى 40% فقط، بسبب تعامله مع ملف السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالحرب في غزة.

وكشف الاستطلاع أن بايدن تخلف عن الرئيس السابق، دونالد ترامب، لأول مرة في منافسة افتراضية للانتخابات الرئاسية التي ستجرى العام المقبل.

كما أظهر الاستطلاع تآكل شعبية بايدن بشكل أكثر وضوحًا بين الديمقراطيين الذين يعتقد أغلبهم أن أمريكا بالغت في دعمها العسكري لإسرائيل في حربها على غزة.

وأشار إلى أن بالنسبة للأفراد الذين تتراوح أعمارهم من 18 الى 34 عامًا، رفض 70% منهم تعامل الرئيس بايدن مع الحرب، بينما وافق 40% فقط من الناخبين على أداء بايدن الوظيفي ورفضه 57%، وهو ما يعد أدنى مستوى تأييد لبايدن على الإطلاق، وأعلى مستوى لرفضه على الإطلاق منذ دخوله البيت الأبيض.

أسباب التراجع

وقال ناخبون ممن تم استطلاع آرائهم إنهم لا يؤيدون دعمه لإسرائيل، بينما قال آخرون إنهم لا يوافقون على أداء بايدن الوظيفي بسبب “الوعود الفاشلة، والقروض الطلابية، والسياسة الخارجية بشكل عام”.

وقال خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي، جيف هورويت: “جو بايدن في مرحلة تأييد منخفضة جدًا خلال فترة رئاسته، وجزء كبير من هذا التراجع في التأييد، خاصة داخل ائتلاف بايدن، يرجع إلى الطريقة التي ينظر بها الأمريكيون إلى تصرفاته في السياسة الخارجية”.

بينما قال مسؤول استطلاعات الرأي الجمهوري، بيل ماكينتورف، إن “هذا الاستطلاع مذهل، بسبب ما كشفه من تأثير الحرب بين إسرائيل وحماس على شعبية بايدن”.

لكن هورويت حذر من أن بايدن يمكنه إعادة هؤلاء الديمقراطيين الساخطين والناخبين الشباب إلى الحظيرة. وقال: “هؤلاء أشخاص لديهم سجل حافل في التصويت لبايدن والديمقراطيين”.

وأضاف أن هناك متسعًا من الوقت – والمزيد من المفاجآت السياسية المحتملة في المستقبل – من الآن وحتى يوم الانتخابات 2024، والتي قد تؤدي لتحول المشهد السياسي مرة أخرى.

وتابع قائلًا: “إن أحكام هيئة المحلفين في محاكمات ترامب، والأحداث غير المتوقعة الخارجية والمحلية على حد سواء، وقسوة الحملة الانتخابية، كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى قلب المشهد الموجود حاليًا”.

تحوّل كبير

ورغم أنه مجرد تغيير إجمالي طفيف عن شهر سبتمبر، عندما بلغت نسبة تأييد بايدن 41%، إلا أن ما يبرز في الاستطلاع الجديد هو التحول الذي حدث بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا. ففي سبتمبر، قال 46% من هؤلاء الناخبين إنهم يوافقون على أداء بايدن الوظيفي، والآن انخفضت نسبة تأييد بايدن بين هؤلاء الناخبين إلى 31%، بينما لا يوافق 62% على تعامل بايدن مع السياسة الخارجية

وفي انخفاض آخر بالنسبة للرئيس، وافق 33% فقط من جميع الناخبين على تعامل بايدن مع السياسة الخارجية، وهو ما يمثل انخفاضًا بمقدار 8 نقاط عن سبتمبر.

ويقارن ذلك بـ 62% من الناخبين، بما في ذلك 30% من الديمقراطيين، الذين يقولون إنهم لا يوافقون على تعامل الرئيس مع السياسة الخارجية.

ويوافق 34% فقط من إجمالي الناخبين على طريقة تعامل بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس، مقابل 56% يقولون إنهم لا يوافقون على ذلك.

وحسب الحزب، يقول نصف الناخبين الديمقراطيين فقط (51%) إنهم يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب، مقارنة بأغلبية المستقلين (59%) والجمهوريين (69%) الذين يقولون إنهم لا يوافقون على ذلك.

وفيما يتعلق بالاقتصاد، يقول أقل من 4 من كل 10 ناخبين – 38% – إنهم يوافقون على تعامل الرئيس مع هذه القضية، وهو ما يزيد بمقدار نقطة واحدة عن شهر سبتمبر.

انقسام بشأن الحرب

ويأتي استطلاع الرأي بعد أكثر من شهر من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والحرب اللاحقة في غزة، والتي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين.

ووجد الاستطلاع أن أغلبية من الناخبين الأمريكيين، 47%، يعتقدون أن إسرائيل تدافع عن مصالحها في الحرب، وأن عملياتها العسكرية في غزة لها ما يبررها.

وبالمقارنة فإن 30% يعتقدون أن العمليات العسكرية الإسرائيلية قد تجاوزت الحد وغير مبررة. ويقول 21% آخرون إنهم لا يعرفون ما يكفي لإبداء رأيهم.

ومع ذلك، من بين الناخبين الديمقراطيين، يعتقد 51% أن إسرائيل قد ذهبت أبعد من اللازم، مقابل 27% يقولون إن العمليات العسكرية الإسرائيلية مبررة.

وبينما يؤيد أغلبية الناخبين (55%) تقديم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لإسرائيل، فإن ما يقرب من نصف الديمقراطيين (49%) يقولون إنهم يعارضون هذه المساعدة.

ترامب يتقدم للمرة الأولى

ووفقًا لما أظهره الاستطلاع فقد تخلف بايدن عن دونالد ترامب للمرة الأولى في مباراة افتراضية لانتخابات 2024، حيث حصل ترامب على دعم 46% من الناخبين المسجلين، بينما حصل بايدن على 44%.

وفي سبتمبر، كان الرجلان متعادلين (بنسبة 46% لكل منهما). وفي يونيو، تقدم بايدن على ترامب بفارق ضئيل بأربع نقاط (49% مقابل 45%). وبينما تغير دعم بايدن على مدار العام، فإن دعم ترامب لم يتزحزح إلا بالكاد.

وفي الاستطلاع الحالي، يتمتع بايدن بمزايا على ترامب بين الناخبين السود (69% إلى 20%)، والنساء (52% إلى 39%)، والناخبين البيض الحاصلين على شهادات جامعية (51% إلى 40%).

وفي الوقت نفسه، يتمتع ترامب بالتفوق بين الناخبين البيض (53% إلى 39%)، والرجال (55% إلى 35%)، والناخبين الريفيين (58% إلى 35%).

والجدير بالذكر أن ترامب يتمتع بميزة طفيفة بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا (46% إلى 42%) – وهو انعكاس عن نتائج الانتخابات السابقة واستطلاعات الرأي السابقة التي أجرتها شبكة إن بي سي نيوز.

لكن النتيجة تتفق مع استطلاعات وطنية حديثة أخرى تظهر أن ترامب أكثر قدرة على المنافسة بين الناخبين الأصغر سنا مما كان عليه في السابق، كما أنها تتفق مع صراعات بايدن الشاملة مع هذه الفئة العمرية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين