المصدر: وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)

أخبار

هيومن رايتس ووتش: إسرائيل ترتكب جرائم حرب بحق المستشفيات ولم تقدم دليلًا يثبت استغلال حماس لها

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

November 14, 2023

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن هجمات الجيش الإسرائيلي المتكررة، وغير القانونية على المستشفيات والمرافق والطواقم ووسائل النقل الطبية أدت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، ويجب التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب.

وأشارت المنظمة في تقرير لها إلى أنه على الرغم من ادعاءات الجيش الإسرائيلي في 5 نوفمبر بشأن استخدام حماس للمستشفيات، إلا أنه لم يتم تقديم أي دليل يثبت ذلك أو يبرر حرمان المستشفيات وسيارات الإسعاف من الحماية التي ينص عليها القانون الإنساني الدولي.

وقالت المنظمة إنها حققت في الهجمات التي حدثت على عدد من المستشفيات، أو بالقرب منها، بين 7 أكتوبر الماضي و7 نوفمبر الجاري. وإنها تحدثت لشهود نازحين و16 عاملاً طبيًا ومسؤولي المستشفيات في غزة، وحللت بيانات مفتوحة المصدر وتحققت منها، بما فيها فيديوهات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى قواعد بيانات منظمة الصحة العالمية.

وخلصت المنظمة إلى أنها لم تتمكن من تأكيد الادعاءات الإسرائيلية، وأنها لم ترَ أي معلومات تبرر الهجمات على مستشفيات غزة، أو تشير لاستغلال حماس لها.

قتلت الغارات الإسرائيلية على المستشفيات المئات وعرضت العديد من المرضى لخطر جسيم لأنهم غير قادرين على تلقي الرعاية الطبية المناسبة#إسرائيل #غزةhttps://t.co/XcHxvOgYnS pic.twitter.com/IfP2gHg4ar

— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) November 14, 2023

ونبهت المنظمة إلى أن المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى هي أهداف مدنية تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، ولا تفقد المستشفيات حمايتها من الهجوم إلا إذا استُخدمت لارتكاب “أعمال ضارة بالعدو”، وبعد تحذير ضروري.

وحتى لو استخدمت القوات العسكرية مستشفًى بشكل غير قانوني لتخزين الأسلحة أو إقامة معسكر للمقاتلين الأصحاء، فعلى القوة المهاجمة إصدار تحذير لوقف سوء الاستخدام هذا، وتحديد مهلة زمنية معقولة لإنهائه، وعدم شن هجوم قانوني إلا بعد تجاهل هذا التحذير.

وينبغي ألا يستخدم أمر المرضى والطواقم الطبية وغيرهم بإخلاء المستشفى إلا كملاذ أخير. ويجب حماية الموظفين الطبيِّين والسماح لهم بأداء عملهم.

وعلى جميع الأطراف المتحاربة أن تحرص باستمرار على تقليص الضرر بالمدنيين. وتعتبر الهجمات على المستشفيات المستخدمة لارتكاب “أعمال ضارة بالعدو” غير قانونية إذا كانت عشوائية أو غير متناسبة. والهجمات التي تكون فيها الخسائر المتوقعة في أرواح المدنيين وممتلكاتهم مفرطة مقارنة بالمكاسب العسكرية الملموسة والمباشرة هي هجمات غير متناسبة.

وتنمو المخاوف بشأن الهجمات غير المتناسبة فيما يتعلق بالمستشفيات، إذ أن مجرد التهديد بهجوم أو أضرار طفيفة يمكن أن يكون له آثار هائلة على حياة أو موت المرضى ومن يقدم إليهم الرعاية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد ادعى في 27 أكتوبر أن “حماس تستخدم المستشفيات كبنية تحتية إرهابية”، ونشر لقطات تزعم أن حماس تعمل انطلاقًا من أكبر مستشفى في غزة، وهي “مستشفى الشفاء”. وزعمت إسرائيل أيضا أن حماس كانت تستخدم المستشفى الإندونيسي لإخفاء مركز قيادة وسيطرة تحت الأرض، وأنها نصبت منصة إطلاق صواريخ على بعد 75 متر من المستشفى.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذه الادعاءات ليست محل اتفاق، ولم يتم تأكيدها، ولم تظهر أي معلومات تثبت صحتها أو تبرر الهجمات على مستشفيات غزة.

وحتى لو كانت الادعاءات الإسرائيلية دقيقة، فإن إسرائيل لم تثبت أن الهجمات التي تلت ذلك على المستشفيات كانت متناسبة.

الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مستشفيات #غزة فاقمت تدمير القطاع الصحي المحاصر وينبغي التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب

لم تقدم #إسرائيل حتى الآن أدلة جدية على أن المستشفيات تُستخدم لأغراض عسكرية

تقرير جديد من @hrw_ar: https://t.co/XcHxvOgYnS pic.twitter.com/rZN7plP3wo

— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) November 14, 2023

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن 521 شخصًا على الأقل، بينهم 16 عاملاً طبيًا، قُتلوا في 137 هجومًا على الرعاية الصحية في غزة حتى 12 نوفمبر. وهذه الهجمات، إلى جانب قرارات إسرائيل قطع الكهرباء والمياه وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، تعيق بشدة إمكانية الحصول على الرعاية الصحية.

وجدت الأمم المتحدة حتى 10 نوفمبر أن ثلثي مرافق الرعاية الأولية ونصف المستشفيات في غزة لا تعمل، في حين تتعامل الطواقم الطبية مع أعداد غير مسبوقة من المصابين بجروح خطيرة.

كما نفدت الأدوية والمعدات الأساسية من المستشفيات، وقال الأطباء إنهم اضطروا إلى إجراء عمليات دون تخدير واستخدام الخل كمطهر.

وقال قيوم أحمد، المستشار الخاص للحق في الصحة في هيومن رايتس ووتش إن “الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي ألحقت أضرارا بالمستشفيات والعاملين في الرعاية الصحية، التي تضاف إلى الأضرار السابقة جراء الحصار غير القانوني، دمرت البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة. قتلت الغارات على المستشفيات المئات وعرضت العديد من المرضى لخطر جسيم لأنهم غير قادرين على تلقي الرعاية الطبية المناسبة”.

وأضاف: “الهجوم الإسرائيلي الواسع على نظام الرعاية الصحية في غزة هو هجوم على المرضى والجرحى، والأطفال في الحاضنات، والحوامل، ومرضى السرطان. يجب التحقيق في هذه الأفعال باعتبارها جرائم حرب”.

دعوة مشتركة من المديرين الإقليميين لصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إلى تحرك فوري لوقف الهجمات على الرعاية الصحية في غزة.https://t.co/PP4dCpIkOp@UNFPA_Arabic @UNICEFmena @WHOoPt pic.twitter.com/jMPIFuW4JH

— WHO Regional Office for the Eastern Mediterranean (@WHOEMRO) November 12, 2023

وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة الإسرائيلية أن تنهي فورا الهجمات غير القانونية على المستشفيات وسيارات الإسعاف وغيرها من الأعيان المدنية، فضلا عن الحصار الشامل الذي تفرضه على قطاع غزة، والذي يرقى إلى جريمة الحرب المتمثلة في العقاب الجماعي.

وعلى “لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل” التحقيق في الهجمات الإسرائيلية غير القانونية على ما يبدو على البنية التحتية الصحية في غزة.

ودعت المنظمة الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا وغيرها من الدول تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل طالما استمرت قواتها بلا عقاب في ارتكاب انتهاكات خطيرة وواسعة ترقى إلى مستوى جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين.

وعلى جميع الحكومات أن تطالب إسرائيل بإعادة تدفق الكهرباء والمياه إلى غزة والسماح بدخول الوقود والمساعدات الإنسانية، وضمان وصول المياه والغذاء والأدوية إلى السكان المدنيين في غزة.