Photo courtesy of Benjamin Netanyahu Facebook page

أخبار

نتنياهو غاضب من تصريحات وزرائه.. والخلاف يتفاقم بينه وبين مجلس الحرب

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

November 12, 2023

رأى خبراء أن مشهد تصافح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وعضو مجلس الحرب، بيني غانتس، وتجاهلهما لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عقب مؤتمر صحفي مشترك بينهما، دلالة على تفاقم الخلافات بين الجانبين.

وأظهرت الصور نتنياهو وهو يلملم أوراقه ويهم بمغادرة المنصة دون تعليق بعد أن نهض غالانت وغانتس وتصافحا متجاهلين إياه، في حين علقت وسائل إعلام إسرائيلية على هذه اللقطة بالقول: “اثنان ضد واحد، هذا هو محور الحرب”.

بداية الخلاف

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فإن بوادر الخلاف بين أركان مجلس الحرب الإسرائيلي ظهرت خلال الأسابيع الأولى من الحرب على غزة، حين امتنع نتنياهو عن الإجابة عن أسئلة صحفيين إسرائيليين بشأن أنباء عن حصوله قبل أشهر على تقارير من الشاباك والاستخبارات العسكرية تحذر من احتمالات نشوب حرب، لكنه لم يتعامل معها.

واحتدمت الخلافات حين نفى نتنياهو تقارير أخرى ذكرت أن المؤسسة العسكرية والأجهزة الاستخباراتية قدمت تقارير له مطلع العام الحالي حذرت فيها من اندلاع حرب على عدة جبهات، ولم تستبعد سيناريو هجوم مباغت قد تشنه حماس على غلاف غزة.

وبرز الخلاف واضحًا حين اتهم نتنياهو -في تغريدة – الجيش وأجهزة الاستخبارات بالمسؤولية عن الإخفاق في التحذير ومنع أحداث 7 أكتوبر الماضي.

وقوبلت تغريدته بانتقادات شديدة اللهجة من شركائه في الائتلاف الحكومي الطوارئ وأعضاء مجلس الحرب، حتى أن غانتس خاطب نتنياهو قائلا: “عندما تكون إسرائيل في حرب، على القيادة أن تتحلى بالمسؤولية والقيام بخطوات صحيحة ودعم قوات الجيش والأمن لتحقيق ما يطلب منها”، وجدد غانتس دعمه الكامل لقادة الجيش والاستخبارات ورؤساء الأذرع الأمنية،

كما شن زعيم المعارضة، يائير لبيد، هجومًا على نتنياهو، متهمًا إياه بالتهرب من المسؤولية وإلقائها على القيادات العسكرية والأمنية، مما دفع نتنياهو لحذف تغريدته والاعتذار عن مضمونها والاعتراف بأنه “أخطأ”.

انقسام متزايد

ويرى خبراء أن الانقسام المتزايد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية ليس إلا محاولة من كل طرف للتهرب من المسؤولية والظهور بمظهر البطل أملًا في تجنب المحاسبة القادمة.

وقال الخبراء إن جميع الأطراف في إسرائيل تعرف أن الحرب ستنتهي والمساءلة ستحدث، وكل منهم يحاول الظهور بمظهر البطل سواءً نتنياهو أو أعضاء حكومته، حيث يشعر نتنياهو بأن أركان حكومة الحرب يمثلون تهديدًا له وخصوصًا غالانت وغانتس.

في حين يرى آخرون أن هذه الخلافات التي تعيشها حكومة إسرائيل طبيعية في ظل الظروف الحالية، لأنها تتعامل مع قضايا أمنية وسياسية مختلفة في وقت واحد، ولأنه لا يوجد أحد يملك رؤية واضحة لما بعد الحرب.

وقال الخبراء إن نتنياهو سيحاكم في النهاية بسبب تعامله مع الأزمة، كما أنه يواجه في الوقت الحالي الكثير من التساؤلات بشأن المحتجزين والضحايا من الجانبين، ويواجه أيضًا ضغوطًا كبيرة من قوى خارجية مثل الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين يطالبونه بحل الوضع سريعًا.

وأضافوا أن حكومة إسرائيل تفقد شرعيتها السياسية داخليا مع امتداد أمد الحرب، مؤكدين أن هناك تململا متزايدا ومطالبات بمحاكمة نتنياهو الذي بدأ يدرك أنه لم يعد يملك الكثير من الوقت، خاصة وأن هناك فقدان ثقة متزايد فيه، ومطالبات له بالاستقالة، ودعوات لمحاسبته.

غضب نتنياهو

من ناحية أخرى أثارت تصريحات وزراء في الحكومة الإسرائيلية غضب نتنياهو بسبب ما تتضمنه من انتقادات لأدائه وفضح لمخططاته.

وفي هذا الإطار قال وزير الزراعة الإسرائيلي، آفي ديختر، إن نزوح سكان شمالي قطاع غزة جنوبا بطلب من الجيش الإسرائيلي “تكرار للنكبة الفلسطينية”.

وفي مقابلة مع القناة الـ 12 الإسرائيلية علق ديختر على مشاهد نزوح آلاف الفلسطينيين إلى جنوب غزة بأنه يمثل “نكبة غزة 2023″، على حد تعبيره.

وأضاف أنه لا يعرف كيف سينتهي الأمر في نهاية المطاف، أو ما إذا كان سيسمح لمن أجبروا على النزوح من شمال غزة بالعودة إلى منازلهم.

وتابع: “نحن الآن عمليا نكرر النكبة، هذه نكبة غزة، ولا مجال لخوض حرب إذا ما كانت الجماهير موجودة بين الدبابات والجنود.. هذه نكبة غزة 2023”.

وأثارت تصريحات ديختر غضب نتنياهو، الذي سارع بمطالبة وزراء حكومته بعدم التفوه بأي تصريحات قد تسبب ضررًا لإسرائيل، ووجه حديثه لهم قائلًا: “عليكم ألا تتفوهوا بأي شيء إن كنتم لا تعرفون تأثير ذلك”، وأضاف: “لكل كلمة وزنها على صعيد الموقف الإعلامي لإسرائيل في العالم”.

وكان وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، قد طالب بضرب قطاع غزة بقنبلة نووية، وأثار تصريحه غضبًا واسعًا حتى من حلفاء إسرائيل، مما أغضب نتنياهو واضطره إلى قد تعليق مشاركة إلياهو في اجتماعات الحكومة الإسرائيلية.