أخبارأخبار العالم العربي

إسرائيل قتلت 3195 طفلًا في غزة خلال 3 أسابيع بما يتجاوز عدد من قتلوا في 24 دولة بها نزاعات مسلحة

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة أن عدد الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة خلال 3 أسابيع يتجاوز عدد الذين قُتلوا في الصراعات المسلحة التي حدثت على مستوى العالم منذ عام 2019.

وقالت المنظمة في تقريرها إنه منذ 7 أكتوبر الجاري تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 3195 طفلًا في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وأكد التقرير أن هذا يعني أن عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة خلال ثلاثة أسابيع فقط، هو أكثر من عدد من قُتلوا في النزاعات المسلحة على مستوى العالم – في 24 دولة – على مدار عام كامل، على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وأشارت إلى أنه في الإجمالي، قُتل ما مجموعه 2985 طفلًا في 24 دولة في عام 2022، وقُتل 2515 طفلًا في عام 2021، و2674 طفلًا في عام 2020، بينما في عام 2019 قتل 4019 طفلا في الصراعات المسلحة حول العالم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة حول الأطفال والنزاعات المسلحة.

وأوضح التقرير أن الأطفال يشكلون أكثر من 40% من إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة القصف الإسرائيلي على غزة والذي تجاوز حتى الآن 8380 شخصًا، كما يمثل الأطفال أكثر من ثلث إجمالي الوفيات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع افتراض وجود 1000 طفل آخرين في عداد المفقودين في غزة مدفونين تحت الأنقاض، فمن المرجح أن يكون عدد القتلى من الأطفال أعلى من ذلك بكثير.

وضمت منظمة إنقاذ الطفولة صوتها إلى المطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية أعلنت عن “عمليات برية موسعة” في القطاع مما سيؤدي إلى المزيد من القتلى والجرحى.

أرقام مروعة

وقال جيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأرض الفلسطينية المحتلة: “لقد أدت ثلاثة أسابيع من العنف إلى انتزاع الأطفال من عائلاتهم وتمزيق حياتهم بمعدل لا يمكن تصوره. إن الأرقام مروعة، ومع استمرار العنف وتوسعه في غزة في الوقت الحالي، لا يزال العديد من الأطفال معرضين لخطر جسيم”.

وأضاف: “إن وفاة طفل واحد هو عدد كبير للغاية، ولكن ما نشهده حاليًا انتهاكات جسيمة ذات أبعاد أسطورية. ووقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لضمان سلامتهم. ويجب على المجتمع الدولي أن يضع الناس أمام السياسة – فكل يوم نمضيه في النقاش يترك أطفالاً بين قتيل وجريح. الأطفال يجب حمايتهم في جميع الأوقات، خاصة عندما يبحثون عن الأمان في المدارس والمستشفيات”.

6 آلاف طفل جريح

وتفيد التقارير بأن هناك ما لا يقل عن 6360 طفلاً في غزة أصيبوا أيضًا جراء القصف الإسرائيلي، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 180 طفلاً في الضفة الغربية.

وأكد التقرير أن خطر وفاة الأطفال بسبب الإصابات أصبح أعلى من أي وقت مضى، خاصة بعد أن أفادت الأمم المتحدة بأن ثلث المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة لم تعد تعمل بسبب انقطاع الكهرباء و”الحصار الشامل” الذي تفرضه حكومة إسرائيل، والذي يمنع دخول البضائع مثل الوقود والدواء. ووفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود فإن النقص في التخدير الناتج عن ذلك يعني بتر إصابات الأطفال دون تخفيف الألم.

وأكد التقرير أن منظمة إنقاذ الطفولة تشعر بقلق بالغ من أن العملية البرية الموسعة التي تنفذها القوات الإسرائيلية في غزة ستؤدي حتماً إلى سقوط المزيد من الضحايا بين الأطفال، مع تعرض أجساد الأطفال بشكل خاص للأسلحة المتفجرة.

وأكدت المنظمة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، داعية جميع أطراف الصراع إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية حياة الأطفال، كما دعت المجتمع الدولي إلى دعم تلك الجهود.

استهداف متكرر

جدير بالذكر أن استهداف قوات الاحتلال للأطفال ليس جديدًا، ففي عام 2000، وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحتها للطفل محمد الدرة البالغ من العمر 11 عامًا آنذاك، حيث تعرض لإطلاق النيران بشكل مباشر من قبل الاحتلال، وهي الواقعة التي أدت لاشتعال انتفاضة الأقصى في ذلك الوقت.

كما استهدفت إسرائيل الرضيعة إيمان حجو، التي لم تكن قد أكملت من العمر 4 أشهر، حيث اخترق جسدها الصغير أحد شظايا الدبابات في مخيم خان يونس وهي في حضن والدتها.

وشهد عام 2014 مذبحة لأطفال عائلة بكر، حيث وجهت الزوارق البحرية لجيش الاحتلال قذائفها نحو أربعة أطفال يلعبون على الشاطئ، مما جعل عائلتهم يجمعونهم أشلاء.

وكان قصف المستشفى المعمدانى آخر حلقة في مسلسل استهداف الأطفال، حيث تسبب القصف في مقتل أكثر من 500 شخص معظمهم من الأطفال والنساء الذي احتموا بالمستشفى خوفًا من الغارات.

تجربة مريرة

وكان الطبيب البريطاني الفلسطيني، غسان أبو ستة، قد روى ما يحدث على الأرض، قائلًا: “لا يوجد مكان أكثر عزلة في هذا الكون من سرير طفل جريح لم يعد لديه عائلة تعتنى به”.

وكان أبو ستة يعمل جراحًا متخصصًا في التجميل في بريطانيا، وهو يعمل الآن في مستشفى الشفاء في غزة، حيث يعالج المصابين جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع.

وقال إن 40% من المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى أطفال. وأضاف: “كلها إصابات بالانفجار. وهناك إصابات فظيعة بالشظايا والحروق، وسقوط الحجارة، فالناس أخرجوا من تحت أنقاض بيوتهم”.

ووصف المشهد في المستشفى بأنه ظاهرة “الطفل الجريح الذي فقد جميع أفراد عائلته”. ويضيف: “يتكرر هذا المشهد كل يوم، إذ يقال لنا هذا الناجي الوحيد في العائلة”.

وقال إنه عالج طفلة عمرها 5 أعوام تعاني من الحروق، وطفلة أخرى عمرها 4 أعوام تعانى من حروق في الوجه وإصابة في الرأس، وأضاف أن هاتين الطفلتين كانتا فقط من جرى استخراجهما من تحت أنقاض المنزل.

وقبل أيام، وجد نفسه يعالج ابنة إحدى الطبيبات في مستشفى الشفاء، وقتلت الطبيبة مع ابنتها الأخرى، وأصبحت الطفلة الجريحة هي الناجية الوحيدة.

صدمة شديدة

وكشفت تقارير عديدة أن الأطفال في غزة باتوا يعانون من أعراض صدمة شديدة، بالنظر لمشاهد القتل والدمار التي يعيشونها كل يوم تحت القصف والقتل، مشيرة إلى أن التأثير النفسي للحرب بدأ يظهر على الأطفال، خاصة ما يتعلق بالصدمات النفسية الشديدة، والتي تتمثل أعراضها في الخوف، والعصبية، والتشنجات، والسلوك العدواني، والتبول في الفراش، وعدم ترك والديهم أبدًا.

وأوضحت أن الأطفال يتحملون وطأة الصراع المتصاعد حاليًا، مضيفة أن الضرر النفسي المتمثل في الخوف المستمر على حياتهم، ورؤية للدمار الكارثي لمنازلهم وممتلكاتهم، والتشريد المؤقت أو حتى الدائم، والمعاناة من انعدام الأمن الغذائي، لها عواقب طويلة الأجل.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى