عصيان داخل الخارجية الأمريكية بسبب تعامل واشنطن مع الصراع بين إسرائيل وحماس

ترجمة: مروة مقبول – بعث وزير الخارجية أنتوني بلينكن برسالة إلى موظفي وزارة الخارجية وسط معارضة داخلية بشأن تعامل واشنطن مع الصراع بين إسرائيل وحماس، وشكرهم على الجهود المبذولة لتأمين المغادرة الآمنة للأمريكيين في جميع أنحاء المنطقة “تحت ضغط هائل”. كما سعت الرسالة، التي استعرضتها صحيفة وول ستريت جورنال، إلى معالجة الغضب الذي أثاره الصراع.

دعم لا يتزعزع رغم الانتقادات

ذكرت صحيفة VOA News، أن الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن قد وقفوا بحزم إلى جانب إسرائيل خلال الأزمة. وقد أثار موقفهم، بتأييدهم العلني لرد إسرائيل الانتقامي على الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 أكتوبر مخاوف بين بعض مسؤولي وزارة الخارجية. فقد كان العدوان الإسرائيلي المدمر على غزة، والذي أدى إلى مقتل آلاف الفلسطينيين، وتدمير أحياء بأكملها، وقطع إمدادات المياه والكهرباء، مصدر إزعاج لأغلب الموظفين داخل الوزارة.

وعلى الرغم من الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار، تواصل واشنطن دعمها لإسرائيل، حيث تقدم شحنات يومية من الأسلحة والذخيرة. وقد أدى ذلك إلى استقالة جوش بول، مدير مكتب شؤون الكونغرس والشؤون العامة في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية للشؤون العامة بالخارجية الأميركية، والذي يتعامل مع عمليات نقل الأسلحة، احتجاجًا على نهج إدارة بايدن تجاه الأزمة واستمرار المساعدات العسكرية لإسرائيل.

عمل بول في وزارة الخارجية لمدة 11 عامًا. وأدان في خطاب استقالته الهجوم الذي شنه مسلحو حماس على المدنيين الإسرائيليين. لكنه أكد على أن الرد الذي تتخذه إسرائيل، ومعه الدعم الأمريكي لهذا الرد وللوضع الراهن للاحتلال، لن يؤدي إلا إلى معاناة أكثر وأعمق لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

رسالة بلينكن

ووفقًا لما ذكرته شبكة BNN الكندية، وفي رسالة إلى جميع موظفي الوزارة، أقر بلينكن بالظروف “الصعبة” التي تؤثر على السلك الدبلوماسي الأمريكي. وبالإشارة إلى رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، والتي شملت زيارات إلى إسرائيل والعديد من الدول العربية، كشف بلينكن عن التحديات الشخصية والمهنية التي يفرضها الصراع. وفي تقديم تعازيه لكل “حياة بريئة” فُقدت في الصراع.

وأوضح: “لقد تأثر بعض زملائنا في المنطقة، وخاصة بين موظفينا المحليين، بشكل مباشر من أعمال العنف، بما في ذلك فقدان أحبائهم وأصدقائهم”.

وأكد وزير الخارجية أنه في حين أن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فإن كيفية القيام بذلك أمر بالغ الأهمية. مؤكدًا أن هذا يعني، التصرف بطريقة تحترم سيادة القانون والمعايير الإنسانية الدولية واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية حياة المدنيين.

وتابع: “إننا نحزن على خسارة كل الأرواح البريئة في هذا الصراع – الإسرائيليين والفلسطينيين؛ مسلم ويهودي ومسيحي؛ والناس من جميع الجنسيات والأديان”.

كما شجع موظفي إدارته على ضمان وجود مجال للمناقشة والمعارضة، وحذر من الخطر الحقيقي المتمثل في حدوث المزيد من الاضطرابات.

عصيان

كشفت تقارير عن استياء متزايد داخل وزارة الخارجية بشأن السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط. وتحدث موظفون، لم يتم ذكر أسمائهم، عن التخطيط لعصيان داخل الوزارة، مما يعكس الخلاف الداخلي المتزايد حول تعامل واشنطن مع الوضع.

واوضحت أن تغاضي الولايات المتحدة عن تصرفات إسرائيل، على الرغم من الخسائر الهائلة في الأرواح، يغذي بيئة المعارضة بين الدبلوماسيين الأمريكيين.