Image by Mojpe from Pixabay

الراديو

طبيب يحذّر: لا تستهينوا بخطورة الإنفلونزا.. واللقاح أفضل وسيلة لتجنب الإصابة بها

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

October 21, 2023

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

فقرة خاصة مع الدكتور ماهر كفري، أخصائي الطب العام وأمراض الرئة والصدر والجهاز التنفسي، ناقشت العديد من التساؤلات التي تهم جمهور راديو صوت العرب من أمريكا، فيما يتعلق بمرض الإنفلونزا، وخطورته، وكيفية الوقاية منه، وسبل العلاج.

حيث نصح الدكتور كفري بأن لقاح الإنفلونزا هو أفضل ما يمكنك المراهنة عليه لتجنب الإصابة بالإنفلونزا، وفي هذا الإطار أجاب خلال الفقرة على تساؤلات مهمة مثل: متى يتوفر لقاح الإنفلونزا؟، لماذا نحتاج إلى تلقي اللقاح كل عام؟، من الذي يجب عليه الحصول على لقاح الإنفلونزا؟، ومتى تنبغي مراجعة الطبيب قبل تلقي اللقاح المضاد للإنفلونزا؟، وما هي التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها للمساعدة على حمايتنا من الإنفلونزا وغيرها من الفيروسات، بما فيها كوفيد-19؟

أعراض الإنفلونزا * مع بداية موسم الشتاء يبدأ انتشار مرض الإنفلونزا، فما هي أعراضه، وإلى أي مدى تكون الإصابة به خطيرة؟

** أعراض الإنفلونزا هي أعراض التهاب طرق تنفسية علوية، ولكنها أشد من الرشح العادي، ويمكن أن يرافقها ارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد ووهن أو وجع عام، ولكن أهم شيء هي الإصابة الرئوية، حيث يحدث سعال شديد، ويمكن أن تتطور الإنفلونزا خاصة لدى كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة بحيث تتحول إلى التهاب رئوي.

فيروس الإنفلونزا مختلف عن فيروس كوفيد-19، ولكن يمكن أن تصحبه أعراض تنفسية شديدة، ويمكن أن تضطر المريض للدخول إلى المستشفى.

* كيف يمكننا أن نميّز بين الإنفلونزا والرشح والسعال وغيرها من الأمراض التنفسية؟

** كلما كانت هناك أعراض تنفسية شديدة مثل السعال الشديد المستمر مع ضيق التنفس وارتفاع درجة الحرارة، مع وجود وجع عضلي عام أيضًا، كلما كان التشخيص يميل أكثر إلى كونه فيروس الإنفلونزا.

الرشح العادي يكون مثل التهاب الجيوب الأنفية، وتكون درجة الحرارة فيه مستقرة، والأعراض التنفسية الأخرى مثل السعال والوهن العام تكون أخف بكثير، ولا تكون هناك أعراض هضمية مثل تلك الموجودة في حالات الإنفلونزا.

أما التفرقة بين أعراض الإنفلونزا وكوفيد-19 فهي صعبة للغاية، والمثير أن الكوفيد قد يكون أخف أو أشد من الإنفلونزا، وبشكل عام فإن الكوفيد يتراوح ما بين رشح خفيف وصولًا إلى أعراض الإنفلونزا الشديدة وفيروس “RSV”، لذا لا بد من إجراء الفحص من أجل التعرف على طبيعة الفيروس الذي أصابنا، وبالتالي معرفة الوصفة العلاجية الدقيقة للمرض، ومن المعروف أن اختبارات الكوفيد موجودة “Over-the-counter” ويمكن للشخص أن يحصل عليها بسهولة.

خطورة الإنفلونزا * متى تكون الإنفلونزا خطيرة وتستدعي زيارة الطبيب؟

** الإنفلونزا قد تصيب أي فرد، ولكن الأكثر عرضة للإصابة بها هو الشخص التي تعرّض لإصابات أخرى قبل الإنفلونزا مثل التهاب الصدر أو متلازمة غيّان–باريه “Guillain-Barre syndrome” وهي حالة شلل عام قد تكون مميتة، وتستدعي وضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي، ومثل هؤلاء الأشخاص عادةً ما يُفضل أن يحصلوا على وقاية دوائية.

من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة أيضًا الحوامل، لا سيما ممن لديهن أمراض رئوية مزمنة، وكذلك الأشخاص أصحاب الأمراض المزمنة بشكل عام، مثل أمراض الكلى والقلب، وكبار السن ممن هم فوق الـ 65 عامًا، وأمراض الأزمة، وهؤلاء بشكل عام من الأفضل أن يزوروا الطبيب لأن هناك علاج فعّال للإنفلونزا، حتى لو لم يتم تلقيح المريض، لأن هناك أدوية يمكن أن تكون فعّالة ومفيدة لا سيما خلال أول 48 ساعة من الإصابة وبدء ظهور الأعراض.

* عندما تكون الأعراض خفيفة ولا تستدعي زيارة الطبيب، فما هي العلاجات التي يمكن للمريض أن يحصل عليها “Over-the-counter”؟، وكيف يمكننا أن نخفف من أعراض الإنفلونزا؟

** أنصح دائما بشكل عام أن يحصل الأشخاص، حتى لو كانوا أصحاء، على وصفة مضادات الفيروسات “Antiviral drugs”، خاصةً خلال 24 أو 48 ساعة من الإصابة وبدء ظهور الأعراض، ولكن هذه الوصفة تستدعي زيارة الطبيب لأنها غير متوفرة “Over-the-counter”.

لكن إذا اختاروا أن يحصلوا على أدوية “Over-the-counter” فيمكنهم الحصول على مضادات سعال أو مضادات حرارة وغيرها من المستحضرات التي يمكن الحصول عليها لتخفيف أعراض الإصابة، وعادةً ما تستمر الإصابة لمدة 5 أيام، وهذه الأدوية تخفف من الأعراض خلال تلك المدة.

أنصح عادةً بأن يرتدي المصاب الكمامة حتى لا يصيب أشخاصًا أخرين، وهناك أدوية أخرى كثيرة مضادة للسعال ومضادة للاحتقان، وبحسب تحمّل المريض يمكنه الحصول على الأدوية المناسبة لأن هناك بعض الأدوية التي قد يكون لها تأثير على الضغط.

أهمية اللقاح * هل تطعيم الإنفلونزا الموسمي مفيد؟، وما مدى فاعليته؟، وهل يؤثر هذا اللقاح على المناعة؟

** بالتأكيد هذا اللقاح مفيد ومؤثر إيجابيًا، لا سيما وأنه مُرشّح من قبل الأطباء و”CDC”، وينصحون بأخذه سنويًا، صحيح أنه اختياري بالنسبة لمعظم الناس، ولكنه شبه إجباري لبعض الفئات، مثل الأطباء العاملين في المستشفيات. واللقاح بشكل عام يخفف من الأعراض، ومع أخذ اللقاح سنويًا تصبح هناك مناعة تراكمية للشخص.

بالمناسبة فإن الوفيات نتيجة الإصابة بالإنفلونزا في الولايات المتحدة تكون عشرات الآلاف سنويًا، وقد تصل أحيانا إلى 60 ألف حالة وفاة في السنة، أي ما يعادل وفيات الكوفيد في فترة من الفترات، لذا أنصح دائمًا بأن يتابع الشخص مع طبيبه لمعرفة كل جديد عن اللقاحات وأهميتها من أجل الوقاية من الأعراض الخطيرة للمرض، وألا ينصاع الشخص لمعلومة خاطئة أو غير دقيقة عن اللقاحات تكون منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أو كجزء من فيديو عبر يوتيوب، لأن هذه المعلومات الخاطئة تكون مضللة وضارة.

يمكن للشخص أن يثق بوسائل الإعلام الموثوقة التي تقدم المعلومة من خلال خبراء متخصصين وذوي خبرة، وبشكل عام لا بد أن يقوم الإنسان بالتركيز فيما يسمعه أو يقرأه وأن يفهمه جيدًا، حتى لا ينخدع بما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص غير متخصصين ولا علاقة لهم بالطب أو الأدوية.

* إلى متى يمكن للشخص أخذ لقاح الإنفلونزا؟، وهل يمكن أخذه والشخص مصاب بالمرض أم ينتظر حتى انتهاء الأعراض؟

** يجب أن يأخذ الشخص اللقاح قبل نهاية شهر أكتوبر، والأفضل أن يكون في نهاية سبتمبر، لكن إذا حصل عليه الشخص خلال يوليو أو أغسطس فإن المناعة قد لا تستمر طويلًا، وبالتالي لا يُفضل أن نحصل على اللقاح بشكل مبكر جدًا ولا أن نحصل عليه بشكل متأخر جدًا.

يمكن للشخص أن يحصل على اللقاح إذا كانت هناك أعراض خفيفة، مثل ارتفاع الحرارة بشكل بسيط، لكن إذا كان مصابًا بالفعل بالإنفلونزا فإن اللقاح لن يحميه ولن يضرّه، ويُفضل في هذه الحالة أن يحصل الأدوية المضادة التي ذكرناها من قبل.

* هل يقي لقاح الإنفلونزا من فيروس كورونا؟

** لا، فلا توجد أي علاقة بينهما. وبالمناسبة فإن لقاح الإنفلونزا متاح منذ بداية شهر سبتمبر، أما لقاح كوفيد فهناك نسخة محدّثة منه على وشك نزولها للصيدليات، ويمكن للشخص مراجعة طبيبه أو الصيدليات المحلية للتأكد من مدى توافره والفئات المتاح لها أخذه، وهناك بالفعل النسخ القديمة من اللقاح وهي موجودة الآن.

نصيحة هامة * نريد نصيحة أخيرة حول اللقاحات بشكل عام ومدى أهميتها.

** اللقاحات مهمة للغاية، وهناك لقاحات كثيرة لأمراض مختلفة لا بد للشخص أن يحصل عليها، خاصةً كلما تقدّم بالعمر، لأن مناعته تضعف مع الوقت، فمع التقدم في العمر تظهر أيضًا أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري وهو ما يستدعي ضرورة الحصول على اللقاحات المختلفة، وختامًا أؤكد على المقولة الشهيرة “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”.