ميشيغان تشهد تأسيس أول منزل مبني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في هذا الموعد!

ترجمة: فرح صفي الدين – أعلنت منظمة “سيتيزن روبوتيكس” Citizen Robotics، الراعي الرسمي لإنشاء أول منزل بتقنية التصاميم ثلاثية الأبعاد في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان، أنها تسعى للانتهاء منه بنهاية هذا العام. وذلك بعد مرور نحو ثلاث سنوات على بدء العمل في بنائه. مؤكدة أن هناك العشرات من المشاريع المماثلة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مشروع تطوير مائة منزل بولاية تكساس، حسبما أفادت صحيفة Detroit Free Press.

وبرغم حداثة هذه الصناعة في الولايات المتحدة، لكن المؤيدين لها يقولون إن استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء المنازل تعتبر هي مستقبل البناء. لاسيما وأن العاملين بمجال البناء قد أكدوا أنها أقل تكلفة من الطرق التقليدية، كما أنها يمكن أن تقلل فواتير استهلاك الطاقة بالنسبة لأصحاب المنازل.

نبذة عن كيفية بناء المنزل ثلاثي الأبعاد

أوضح بريان كوك، وهو المهندس المشرف على المنزل أنه قام بإعداد تصميم ورسومات ثلاثية الأبعاد، ثم قام روبوت عملاق بطباعتها باستخدام بعض المواد مثل الخرسانة، والبلاستيك والمعادن. مشيرًا إلى أن هذه الصناعة مرنة وتساعد على الابتكار.

وأضاف أن الروبوت قام بإنشاء الجدران الخارجية والداخلية للمنزل وأجزاء من شرفته الأمامية، باستخدام ذراع آلية تخرج طبقات من “المونة الأسمنتية القابلة للطباعة ثلاثية الأبعاد” لتكوين ما يُشبه طوب البناء. وبعد ذلك تم استخدامه لبناء المنزل، المكون من غرفتين وحمام.

بينما كشف زاكاري مانهايمر، مؤسس شركة Alquist 3D، التي قامت ببناء منازل شبيهة بولايتي فرجينيا وأيوا، أن النتيجة النهائية للجدار ثلاثي الأبعاد تشبه الطريقة التقليدية لصب الجدار الخرساني، لكنها تتطلب وقت وعمالة أقل، ومواد أقل تكلفة أيضًا.

وتابع: “والمواد التي نستخدمها أكثر استدامة، لأنها أقوى من الخرسانة التقليدية بمرتين أو ثلاث على الأقل، مما يعني أنها يمكن أن تصمد أمام الكوارث الطبيعية كما أنها لا تشتعل”.

من جانبها أكدت إيفلين وودمان، مؤسس شركة Citizen Robotics، أن مؤسستها تؤمن بأن الطباعة ثلاثية الأبعاد “أداة للتغيير”. مشيرة إلى أن هذه التقنية تحل محل خطوة بناء الشكل الخارجي للمنزل، وهي واحدة من الخطوات العديدة اللازمة لبناء منزل بأكمله. بينما تفكر الشركة في كيفية استغلالها لجعل عملية بناء المنازل بأكملها أكثر كفاءة.

فوائد الطباعة ثلاثية الأبعاد

أفادت وودمان بأن إحدى المزايا الرئيسية للطباعة ثلاثية الأبعاد هي القدرة على تحمل تكاليف المرافق. فهي ستوفر في فواتير الطاقة شهريًا وتحُد من أعمال الصيانة والإصلاحات المنزلية. وتوقعت وفقًا لتقديرات شركتها،  أن تبلغ تكاليف التدفئة والتبريد حوالي 30 دولار شهري، مقارنة بـ150 دولار في المَبني التقليدي.

وقال مانهايمر: “إذا كنت تطبع منزلاً واحداً، وتقارنه بمنزل خشبي مصنوع من العصي، ففي كثير من الحالات، ستكون التكلفة أقل. فعندما نقوم ببناء 10 منازل ثلاثية الأبعاد فأكثر في وقت واحد، فإننا نشهد توفيرًا يتراوح بين 5 و20%، اعتمادًا على حجم المشروع.

كما ألمح إلى أن الفائدة الأكبر تتمثل في تنمية أعداد القوى العاملة، حيث توقع أن تخلق هذه الصناعة الآلاف من فرص العمل حول العالم.

ومن المتوقع أن يتم بيع المنزل بمبلغ 224.500 دولار. وهذا أعلى بنحو أربعة أضعاف من متوسط سعر بيع المنزل في ديترويت (55 ألف دولار)، وفقًا لتحليل الصحيفة. وكانت قيمة معظم مبيعات المنازل أقل من مائة ألف دولار، وفقا لتقرير شركة Detroit Future City. وارتفع متوسط أسعار البيع هناك خلال الفترة من 2020 إلى 2021، حيث وجد الباحثون أنه بلغ 30 ألف دولار، مقارنة بـ15 ألف دولار من 2012 إلى 2013.

جديرُ بالذكر، أن هيئة تطوير الإسكان بولاية ميشيغان (MSHDA)، قدمت منحة بقيمة 143 ألف دولار وقرض بناء بقيمة 130 ألف دولار لتمويل المشروع. بينما صرحت كاتي باخ، مديرة الاتصالات بالهيئة، بأنهم سيقومون بتقييم نتائج هذا المشروع التجريبي “ومواصلة استكشاف الفرص لمعالجة النقص في المساكن على مستوى الولاية”، قبل القيام بتمويل المزيد من مشاريع المنازل ثلاثية الأبعاد.