أخبار

السعودية تُجمّد مباحثات التطبيع مع إسرائيل.. والحرب على غزة تدفعها لتعامل أكبر مع إيران

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

October 14, 2023

قالت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” إن السعودية جمدت مشركتها في المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل، مما يشير إلى أن المملكة اعادت التفكير بشأن أولويات سياستها الخارجية مع تصاعد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

ووفقًا للوكالة فقد دفعت الحرب الجارية حاليًا السعودية إلى التعامل مع إيران، حيث تلقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أول مكالمة هاتفية له من الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في إطار سعي المملكة لمنع تصاعد الصراع الحالي على نطاق أوسع في جميع أنحاء المنطقة.

وقالت المصادر لرويترز إنه سيكون هناك تأجيل للمحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة بشأن التطبيع مع إسرائيل، والتي تمثل خطوة رئيسية للسعودية لتأمين ما تعتبره الجائزة الحقيقية المتمثلة في عقد اتفاق دفاعي مع امريكا مقابل اتفاقها مع إسرائيل.

تعقيد الأمر

وقبل اشتعال الصراع بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري، كان القادة الإسرائيليون والسعوديون يقولون إنهم يتحركون بثبات ويحرزون تقدمًا بشأن اتفاق كان من الممكن أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط.

وكانت السعودية قد أشارت إلى أنها لن تتنازل عن سعيها للحصول على اتفاق دفاعي أمريكي عن مساره حتى لو لم تقدم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين في سعيهم لإقامة دولتهم.

لكن النهج الذي يؤدي إلى تهميش الفلسطينيين من شأنه أن يخاطر بإثارة غضب العرب في جميع أنحاء المنطقة، حيث تبث وسائل الإعلام العربية صور بشعة للفلسطينيين الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي غير المسبوق.

ونقلت “رويترز” عن المصدر الأول قوله إن المحادثات لا يمكن أن تستمر في الوقت الحالي، وإن مسألة التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين يجب أن تحظى بأولوية أكبر عند استئناف المحادثات مستقبلًا، وهو تعليق يشير إلى أن الرياض لم تتخلى عن فكرة دعمها للفلسطينيين وربطه بالاتفاق المنتظر.

وتسلط إعادة التفكير السعودية في اتفاق التطبيع الضوء على التحديات التي تواجه جهود واشنطن لتعميق اندماج إسرائيل في منطقة تظل فيها القضية الفلسطينية مصدر قلق عربي كبير.

وقال المحلل السعودي عزيز الغشيان إن “التطبيع مع إسرائيل كان يعتبر بالفعل من المحرمات في العالم العربي، وهذه الحرب الجارية الآن لن تؤدي إلا إلى تضخيم ذلك الأمر”.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض هذا الأسبوع إن جهود التطبيع “ليست معلقة”، لكنه قال إن التركيز ينصب الآن على تحديات فورية أخرى.

وقال المصدر الأول المطلع على التفكير السعودي إن واشنطن ضغطت على الرياض هذا الأسبوع لإدانة هجوم حماس، لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رفض ذلك.

التعامل مع إيران

كما دفع الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني إلى التحدث للمرة الأولى منذ إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل الماضي بوساطة صينية.

وقال بيان سعودي إن ولي العهد، محمد بن سلمان، أبلغ الرئيس الإيراني أن “المملكة تبذل أقصى جهدها للتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف التصعيد المستمر”، في إطار تحرك الرياض لاحتواء الأزمة.

وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن المكالمة التي أجراها رئيسي مع ولي العهد تهدف إلى دعم “فلسطين ومنع انتشار الحرب في المنطقة”، مشيرًا إلى أن المكالمة “كانت جيدة وواعدة، واستمرت 45 دقيقة، وحظيت بمباركة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي”.

تخفيف حدة التوتر

ولم تقدم الحكومة السعودية مزيدًا من التفاصيل حول المكالمة التي جرت بين بن سلمان ورئيسي، لكن البيان قال إن ولي العهد السعودي أكد “معارضة المملكة لأي شكل من أشكال استهداف المدنيين وفقدان أرواح الأبرياء”، وأعرب عن “موقف الرياض الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية”.

وتسعى السعودية إلى تخفيف حدة التوترات في أماكن أخرى بالشرق الأوسط، بما في ذلك السعي لإنهاء الصراع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا في حرب ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وردا على سؤال حول اتصال رئيسي مع ولي العهد، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن “على اتصال مستمر مع القادة السعوديين”، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجرى عدة اتصالات مع نظيره السعودي.

وقال المسؤول إن واشنطن تطلب من الشركاء الذين لديهم قنوات اتصال مع حماس أو حزب الله أو إيران “إجبار حماس على التراجع عن هجماتها، وإطلاق سراح الرهائن، وإبعاد حزب الله عن الصراع وإبقاء إيران خارج المعركة.

وقال المصدر الأول المطلع على التفكير السعودي إن دول الخليج، بما في ذلك تلك التي تربطها علاقات بإسرائيل، تشعر بالقلق من إمكانية استدراج إيران إلى صراع قد يؤثر عليها.

وقال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن الأسبوع الماضي أظهر مدى تباين الرؤيتين السعودية والإيرانية للمنطقة.

وأضاف: “لا يزال السعوديون مقتنعين بأن المنطقة، والسعودية نفسها، بحاجة إلى التحول نحو التعاون الإقليمي والتنمية الاقتصادية. ويبدو أن إيران تعتقد أن الأولوية هي نقل المعركة إلى الإسرائيليين أولاً”.

الموقف السعودي

وكانت السعودية قد نددت في عدة بيانات بالسياسة الإسرائيلية التي أدت لاندلاع المواجهة مع حماس والفلسطينيين.

وأكدت الرياض في أول رد فعل لها على هجوم حماس أنه “نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته”.

وأمس الجمعة، أكدت السعودية رفضها دعوات “التهجير القسري” للفلسطينيين من قطاع غزة ونددت باستمرار استهداف إسرائيل “للمدنيين العزل”، في بيان هو الأشد لهجة منذ اندلاع الحرب الجارية، وفقًا لموقع “الحرة“.

وأكد ولي العهد السعودي للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في اتصال يوم الثلاثاء الماضي، أن “المملكة مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني”.