استشهد مصور صحفي تابع لوكالة رويترز، وأصيب 7 صحفيين آخرين، في قصف إسرائيلي، اليوم الجمعة، استهدف سيارتهم ببلدة علما الشعب جنوبي لبنان.
وقالت شبكة CNN إن صحفيًا تابعًا لوكالة رويترز قُتل وأصيب 6 آخرون أثناء تغطيتهم للحرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين والفصائل الحليفة في جنوب لبنان.
وأشارت إلى أن الصحفي الذي قتل يدعى عصام عبد الله، وهو مصور تليفزيوني، بينما أصيب صحفيين آخرين من رويترز، هما ثائر السوداني وماهر نزيه.
وذكرت قناة “الجزيرة” بشكل منفصل أن اثنين من صحفييها هما، إيلي براخيا والمراسلة كارمن جوخدار، أصيبا بجروح، بينما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن اثنين من صحفييها أصيبوا أيضًا في القصف الإسرائيلي.
وقال مدير مكتب الجزيرة في لبنان، مازن إبراهيم، إن مصدر أمني لبناني أكد أن طائرة “أباتشي” إسرائيلية هي التي استهدفت الصحفيين بصاروخ موجه في بلدة علما الشعب.
وأضاف أن سيارة الجزيرة احترقت بالكامل بعد استهدافها بصاروخ موجه بشكل مباشر. وذكر أن الصحفيين كانوا فوق تلة لرصد الأحداث في جنوب لبنان، وكانوا يضعون إشارات للتعريف بهم بوصفهم صحفيين، ولم يكونوا قريبين من أي موقع عسكري تابع للجيش اللبناني أو حزب الله.
بيان رويترز والجزيرة
وقالت وكالة “رويترز” في بيان لها إن مصور فيديو إخباري تابع لها قتل أثناء عمله في جنوب لبنان. وجاء في البيان: “نشعر بحزن عميق بعد أن علمنا بمقتل مصور الفيديو عصام عبد الله”، مشيرة إلى أنه كان أحد أفراد طاقم رويترز في جنوب لبنان، الذي كان يقدم بث مقاطع فيديو حية.
وأضافت رويترز: “نحن نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات، ونعمل مع السلطات في المنطقة، وندعم عائلة عصام وزملاءه”.
من جانبها أدانت شبكة الجزيرة القطرية الاعتداء الإسرائيلي الجديد على الصحافة، والذي استهدف فريق عمل الجزيرة ووسائل إعلام دولية.
وقال الشبكة في بيان لها إنها تعزي الأسرة الصحفية عبر العالم وذوي الشهيد الصحفي عصام عبد الله، وتتمنى الشفاء العاجل لجميع الجرحى.
وحمّلت الجزيرة إسرائيل المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذا الاعتداء الغاشم، كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك لضمان سلامة الصحفيين ومحاسبة كل من يقف وراء هذا العمل الإجرامي الذي لن ينجح في إرهاب طواقمها.
قصف إسرائيلي يطال صحفيين في #علما_الشعب جنوبي #لبنان.#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/eTgTEmnIXv
— الاستقلال – المغرب العربي (@estiklal_Maghrb) October 13, 2023
بيان نقابة الصحفيين اللبنانيين
من جانبها، نددت نقابة الصحفيين اللبنانيين، بما وصفته بالاعتداء الإسرائيلي على الصحفيين في جنوب لبنان، واعتبرته جريمة ترقى إلى مصاف جرائم الحرب.
وقالت النقابة في بيان لها إنها تشجب “الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي مساء اليوم باستهدافها مع سبق الاصرار والترصد الاعلاميون من مراسلين ومصورين اثناء قيامهم بواجبهم المهني الاعلامي في تغطية الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان في خراج بلدة علما الشعب الحدودية مع فلسطين المحتلة”.
وأضافت أن “المجزرة الجبانة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الاعلاميين اللبنانيين الذين كانوا وخلال تأدية مهامهم يطبقون المعايير المهنية لجهة ارتدائهم الزي الذي يدلل على انهم صحفيون بكل ما للكلمة والصوت والصورة من معنى وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان العدو الاسرائيلي يريد أن يمارس إجرامه وعدوانيته من شهود على الحق والحقيقة”.
وتابعت: “إن نقابة الصحافة اللبنانية اذ تتقدم من أسرة الشهيد عصام العبدالله ومن وكالة رويترز ومن نقابة مصوري الصحافة اللبنانية ومن الجسم اللبناني والعربي والدولي بأحر التعازي متمنية الشفاء العاجل للزميلة الاعلامية في قناة الجزيرة كارمن جوخدار وللزميل المصور في القناة ايلي برخيا الشفاء العاجل، وتضع النقابة هذه المجزرة التي تضاف الى المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال والالة العسكرية الاسرائيلية بدم بارد في لبنان وصولا الى قطاع غزة برسم المجتمع الدولي والاتحاد للصحافة والاعلام والاتصال”.
وختمت النقابة بيانها قائلة: “مجددًا الصحافة اللبنانية والعاملون فيها مصورين ومحررين ومراسلين شهداء على طريق الحق والحرية وشهودا في مواجهة العدوانية والحقد الاسرائيلي الأسود والأعمى”.
إدانات متعددة
وفي أول رد فعل دولي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أوليفيا دالتون للصحفيين، إن دعوات الرئيس جو بايدن مع عائلة مصور رويترز الذي قُتل أثناء عمله في جنوب لبنان، ويتمنى الشفاء العاجل للصحفيين الآخرين المصابين.
وأضافت: “نحن نعلم أن العمل الذي تقومون به جميعا خطير جدا، واليوم هو تذكير بذلك”، وتجنبت المتحدثة توجيه أي لوم أو إدانة إلى إسرائيل.
واعتبر البيت الأبيض العمل الذي يقوم به الصحفيون “محفوف بالمخاطر” وأن حادث اليوم يذكر بذلك، وتمنى أن يتماثل الصحفيون المصابون للشفاء العاجل.
فيما اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، استهداف الجيش الإسرائيلي الصحفيين في جنوبي لبنان “وصمة عار” تضاف إلى سجله.
بينما اعتبر حزب الله اللبناني أن استهداف إسرائيل للإعلاميين هو استكمال للعدوان الإجرامي على المؤسسات الإعلامية في غزة.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” تشهد الحدود اللبنانية مع إسرائيل تصعيدا، حيث تعرضت بلدتا الضهيرة وعلما الشعب جنوبي لبنان اليوم الجمعة لقصف من قبل الجيش الإسرائيلي ردا على “رصده إطلاق نار” من الطرف الآخر من الحدود.