أخبار العالم العربيالراديو

منظمة “Life” توجه نداءً عاجلًا لجمع مساعدات منقذة للحياة في قطاع غزة

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

قال المتحدث الرسمي باسم منظمة الحياة للإغاثة والتنمية “Life for Relief and Development”، السيد عمر الريدي، إن المنظمة أطلقت نداءً عاجلًا لجمع تبرعات من أجل تقديم مساعدات منقذة للحياة في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي في أعقاب هجمات شنتها حركة حماس على إسرائيل.

وأضاف الريدي، لراديو صوت العرب من أمريكا، أن الأموال المطلوبة ستغطي الاحتياجات العاجلة الغذائية وغير الغذائية والصحة والمأوى والحماية لمن يبحثون عن الأمان في ملاجئ المدارس والذين أصبحوا في العراء في مختلف أرجاء قطاع غزة المدمر.

أوضاع صعبة
* للأسف سيد عمر، الحرب دائما قذرة، والمدنيون الأبرياء دائمًا هم من يدفعون الثمن، فما تعليقك على الأحداث الأخيرة؟

** نحن كمنظمة إنسانية ننظر إلى جميع المتضررين على حدٍ سواء، دون تفرقة بين جنسٍ ولونٍ وعرق، فهذه هي قواعدنا في منظمة “Life” وبالتالي فإننا نرفض كل هذه الأحداث، ونحاول جاهدين أن نساعد كل المتضررين، فالوضع في الحقيقة لا يرضاه أحد، وعلينا إغاثة المتضررين بأسرع شكل ممكن.

* المتضررون من القصف في إسرائيل هم تحت مظلة دولة توفر لهم كل مستلزمات الحياة وتقف وراءهم، والعالم بأكمله يقف إلى جانبهم، ولكن لو تحدثنا عن قطاع غزة المحاصر، وفي ظل رفض دخول أي قوافل إنسانية إلى القطاع، ما تعليقك على ما يحدث؟، وهل حقًا هناك منع تام لدخول المساعدات إلى غزة؟

** أنا الآن أتذكر تماما مداخلتي معكم أثناء زلزال سوريا وتركيا، حيث كانت الحدود السورية مغلقة رغم وجود احتياج شديد، نحن الآن تقريبا في نفس هذا الوضع بالفعل، فالمعابر مغلقة، ونحن كمنظمة “Life” لدينا 3 مكاتب هناك؛ في الناصرة والضفة وغزة، وللأسف فإن المكتبين في الضفة والناصرة ممنوع عليهم التحرك ولذلك نحترم القانون هناك.

وبالنسبة لمكتب غزة بدأنا العمل بنفس الاستراتيجية التي اتبعناها في سوريا، فنحن حتى الآن لم نعاني من شحٍ كامل في المواد، وفي ظل عدم دخول المساعدات، استخدمنا خبراتنا وتواصلنا مع التجار كي نتحرك في حدود المتواجد حاليًا في الداخل.

نحن نعمل على كافة المستويات الموجودة، ولكن مع الحرص على أمن وسلامة فريق العمل، لأنه إذا تضرر الفريق فإن الضرر سيكون أكبر وأشد، لأننا لن نستطيع أن نقدم أي نوع من أنواع الخدمات والمساعدات، وأنا أتمنى أن يتم حل هذا الموقف قبل الوصول إلى مرحلة شحوح الأدوية والوقود والمياه الصالحة للشرب، فنحن حتى الآن لم نصل إلى هذه المرحلة.

حصار قاسي
* القانون الدولي الإغاثي والإنساني يحظر فرض الحصار على شعبٍ بأكمله، هل من تأكيد على هذه النقطة؟

** نعم، بالطبع، فالمؤسسات الإغاثية ليس لها علاقات سياسية، وبالتالي حتى إذا كان هناك صراعًا سياسيًا فلا بد على الأطراف المتنازعة أن توقف نزاعها من أجل تقديم المساعدات، حتى إن لم يتفقوا أو يصلوا إلى حلٍ من الحلول، ولكن يجب أن يتم السماح للطواقم الطبية أن تنقذ المدنيين وأن توفر الحاجات الأساسية من أجل الحفاظ على الأرواح البشرية.

* في ظل نقص الماء والغذاء، إلى أي مدى سيتحمل المواطنون في غزة هذا الوضع؟

** في الحقيقة لن أتمكن من تحديد كم المدة التي ستنقطع بعدها المياه أو الكهرباء، ولكن إلى الآن كما قلت فإن لدينا مخزونًا قد تم إرساله من قبل ومن مشاريع قائمة هناك، لكن من غير المعروف إلى أي مدى ستظل هذه الأوضاع قائمة، لكن بالتأكيد لن تصمد المؤسسات الإغاثية كثيرًا، لذا فإننا نناشد المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل لإدخال المساعدات إلى القطاع، وكذلك الحرص على عدم زيادة المأساة.

مساعدات عاجلة
* وردنا بيان إعلامي يتضمن نداءً لتقديم مساعدات عاجلة من أجل سكان غزة المحاصرين، فما الذين علينا أن نفعله الآن كأفراد في الجالية؟

** بدايةً من خلال رصد الواقع الذي قمنا به، فإن كل من تم تدمير منزله فإنه ينتقل بشكل أو بآخر إلى المدارس ليتم تسكينه فيها، لذا فإننا نعمل على عدة محاور هناك؛ منها علاج المصابين، وبالتالي يتم توفير الأدوية، وكذلك توفير الوقود للمولدات الخاصة بالمستشفيات كي تواصل عملها، وكذلك توفير الوقود لسيارات الإسعاف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح، وبعد ذلك نوفر لمن يسكنون المدارس المياه النظيفة والبطاطين والوجبات الساخنة وبعض حقائب الإسعافات الأولية.

* هل هناك أي استقطاعات تقوم المنظمة بتحصيلها من تبرعات المتبرعين؟

** دائما وأبدًا فإن منظمة “Life” لا تستقطع شيئًا من تبرعات المشروعات الطارئة، فالتبرع يصل كاملًا ما دام الأمر طارئًا، وهذا ما حدث مع زلزال تركيا وزلزال سوريا وزلزال المغرب وفيضان ليبيا.

وأودّ أنوّه أيضا إلى زلزال ضخم وقع في أفغانستان قبل 3 أيام هناك، ولدينا فريق عمل يقوم بعمله الآن على الأرض هناك، وفي مثل هذه الظروف الإغاثية الطارئة يكون الاستقطاع 0%.

ولا شك أن التبرعات تصل إلى المحتاجين دون تفرقة على أساس الجنس أو اللون أو العرق، فالتعامل يكون إنسانيًا مع المتضرر، فالأمر يتم دون تسييس وبشكل عملي وإنساني بحت.

رسائل هامة
* ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها الآن من خلال راديو صوت العرب من أمريكا؟

** الرسالة الأولى؛ أنني من خلال كوني مسؤولًا عن المشروعات فإنني كنت أراجع ما هي المشروعات التي تقوم بها مؤسسة “Life” في غزة، فوجدت أن لنا عددًا من المدارس ومشاريع رعاية الأيتام وخزانات المياه وكذلك المشروعات الموسمية، فكنت أتساءل حول ما إذا كنا سنستطيع نحن كجالية عربية أن نكمل هذه المشروعات وندعمها ونحافظ عليها بعد ما حدث من دمار.

الرسالة الثانية؛ وقد جاءتني على نحوٍ شخصي، فأردت أن أشاركها لكوني متبرعًا ولكوني مسؤولًا في المنظمة، وهي أنني قد شاركت كمتبرع في فبراير الماضي في دعم المتضررين من زلزال سوريا ثم جاءني بعد ذلك موسم رمضان والأضحية وتبرعت أيضا، وبعد ذلك جاء زلزال المغرب وفيضانات ليبيا وتبرعت أيضا.

وقد يأتيني سهوا أنني قد لا أستطيع المشاركة الآن، وأنني قد دفعت كثيرًا خلال الفترة الماضية، ولكن أنا متأكد 100% أنه علينا أن ندرك تماما أن ما نستطيع أن نقدمه هنا في أمريكا كتبرعات بالدولار سيعني الكثير والكثير لكافة المصائب حول العالم، خصوصًا إذا كانت في بلاد الشرق الأوسط أو في أفريقيا، فالتبرع البسيط هنا يعني الكثير هناك.

ثمة نقطة أخرى أيضا هامة جدًا، وهي أنه علينا أن نتأكد من أن الدعم في أي وقت شديد وصعب مثل هذا أجره مضاعف، وأن هذا الدعم وتلك المساعدة ستعود على صاحبها في صور متعددة، من ناحية الصحة والأهل والعمل وغيرها، وأؤكد مرة أخرى أنه علينا أن ندعم أهالينا في غزة وأن نقوم الآن بتخفيف معاناتهم.

وللتذكير فإن رقم التبرع لمنظمة “Life” هو: 18008273543 أو من خلال الموقع الإلكتروني: Lifeusa.org

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى