Photo courtesy of The Nobel Prize Twitter account

أخبار

في عام الحروب والصراعات.. جائزة نوبل للسلام تذهب لناشطة إيرانية وراء القضبان

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

October 06, 2023

أعلنت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام لعام 2023 للإيرانية نرجس محمدي، وهي ناشطة وصحفية عمرها 51 عامًا، تقضي عقوبة السجن وراء القضبان.

وأكدت اللجنة أنه تم منح هذه الجائزة للسيدة محمدي بسبب دفاعها عن حقوق المرأة، ونضالها ضد اضطهاد النساء في إيران وكفاحها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع”.

WATCH LIVE: Join us for the 2023 Nobel Peace Prize announcement.

Hear the breaking news first.

Where are you watching from?#NobelPrize https://t.co/H49RH5fJ75

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

وتبلغ قيمة جوائز نوبل 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار). ويحصل الفائزون أيضًا على ميدالية ذهبية عيار 18 قيراطًا وشهادة في حفل توزيع الجوائز في ديسمبر.

وقالت رئيسة اللجنة، بيريت رايس أندرسن، خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن الجائزة: “نأمل أن تكون هذه الجائزة مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم اللاتي يقعن ضحايا التمييز والفصل المنهجي في بلدانهن الأصلية”.

"We hope that this prize is an inspiration for women all over the world that are victims of systematic discrimination and segregation in their home countries."

– Berit Reiss-Andersen, Chair of the Norwegian Nobel Committee, regarding the 2023 Nobel Peace Prize. pic.twitter.com/K9aXlsoNoY

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

وقالت اللجنة المانحة للجائزة في بيان لها على موقعها الرسمي إن نضال وكفاح نرجس محمدي الشجاع ضد اضطهاد المرأة في إيران، جعلها تدفع ثمنًا كبيرًا، حيث اعتقلتها قوات النظام الإيراني 13 مرة، وأدانها 5 مرات، وحكم عليها بالسجن لمدة 31 عامًا و154 جلدة.

ولا تزال السيدة محمدي في السجن، حيث تقضي أحكاما متعددة في سجن إيفين في طهران بمجمل عقوبات 12 عامًا.

BREAKING NEWS
The Norwegian Nobel Committee has decided to award the 2023 #NobelPeacePrize to Narges Mohammadi for her fight against the oppression of women in Iran and her fight to promote human rights and freedom for all.#NobelPrize pic.twitter.com/2fyzoYkHyf

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

وأشار البيان إلى أنه في سبتمبر 2022، قُتلت الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية، وأدى مقتلها إلى اندلاع أكبر مظاهرات سياسية ضد النظام الإيراني منذ وصوله إلى السلطة في عام 1979.

وتحت شعار “المرأة – الحياة – الحرية”، شارك مئات الآلاف من الإيرانيين في احتجاجات سلمية ضد وحشية السلطات وقمعها للنساء. وقام النظام بقمع الاحتجاجات بشدة، وقُتل فيها أكثر من 500 متظاهر، وأصيب الآلاف، من بينهم كثيرون أصيبوا بالعمى بسبب الرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة. وتم اعتقال ما لا يقل عن 20 ألف شخص واحتجازهم.

In September 2022, Mahsa Jina Amini was killed in Iranian morality police’s custody, triggering political demonstrations against Iran’s regime.

The motto adopted by the demonstrators – “Woman – Life – Freedom” – suitably expresses the dedication and work of Narges Mohammadi. pic.twitter.com/rAGzcaqmWy

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

وكان الشعار الذي اعتمده المتظاهرون “المرأة – الحياة – الحرية” يعبر بشكل مناسب عن تفاني وعمل نرجس محمدي. فهي تناضل من أجل المرأة ضد التمييز والقمع المنهجي. كما أنها تدعم نضال المرأة من أجل الحق في عيش حياة كاملة وكريمة. وقد قوبل هذا النضال في جميع أنحاء إيران بالاضطهاد والسجن والتعذيب وحتى الموت.

Life.
She supports women’s struggle for the right to live full and dignified lives. This struggle across Iran has been met with persecution, imprisonment, torture and even death.

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

كما أنها تناضل من أجل حرية التعبير والحق في الاستقلال، وضد القواعد التي تلزم النساء بالبقاء بعيدًا عن الأنظار وتغطية أجسادهن. إن مطالب الحرية التي عبر عنها المتظاهرون لا تنطبق على النساء فحسب، بل على جميع السكان.

Freedom.
She fights for freedom of expression and the right of independence, and against rules requiring women to remain out of sight and to cover their bodies. The freedom demands expressed by demonstrators apply not only to women, but to the entire population.

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

وأضاف البيان إلى أنه في التسعينيات، عندما كانت نرجس محمدي طالبة فيزياء شابة، كانت تميز نفسها كمدافعة عن المساواة وحقوق المرأة. وبعد أن أنهت دراستها عملت مهندسة وكاتبة عمود في العديد من الصحف الإصلاحية.

وفي عام 2003، انخرطت في مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في طهران، وهي منظمة أسستها الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي.

وفي عام 2011، ألقي القبض على السيدة محمدي للمرة الأولى وحُكم عليها بالسجن لسنوات عديدة بسبب جهودها في مساعدة النشطاء المسجونين وعائلاتهم.

وبعد مرور عامين، وبعد إطلاق سراحها بكفالة، انخرطت السيدة محمدي في حملة ضد استخدام عقوبة الإعدام.

2023 #NobelPeacePrize laureate Narges Mohammadi’s brave struggle has come with tremendous personal costs. The Iranian regime has arrested her 13 times, convicted her five times, and sentenced her to a total of 31 years in prison and 154 lashes. Mohammadi is still in prison. pic.twitter.com/ooDEZAVX01

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

وكانت إيران منذ فترة طويلة من بين الدول التي تنفذ أعلى نسبة إعدام سنويًا. ومنذ يناير 2022 فقط، حُكم على أكثر من 860 سجيناً بالإعدام في إيران.

وأدى نشاط السيدة محمدي ضد عقوبة الإعدام إلى إعادة اعتقالها في عام 2015، والحكم عليها بالسجن لسنوات إضافية خلف الجدران.

2023 #NobelPeacePrize laureate Narges Mohammadi has dedicated her life to fighting against the oppression of women in Iran and promoting human rights and freedom for all. For this the Iranian regime sentenced her to 31 years in prison. She has been in prison since 2015. pic.twitter.com/xNIpr4baWa

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

وعند عودتها إلى السجن، بدأت في معارضة استخدام النظام المنهجي للتعذيب والعنف الجنسي ضد السجناء السياسيين، وخاصة النساء، الذي يمارس في السجون الإيرانية.

وأصبحت موجة الاحتجاجات العام الماضي معروفة لدى السجناء السياسيين المحتجزين داخل سجن إيفين سيئ السمعة في طهران.

Last year’s wave of protests became known to the political prisoners held inside the notorious Evin prison in Tehran. From captivity, 2023 #NobelPeacePrize laureate Mohammadi has helped to ensure that the protests have not ebbed out.#NobelPrize

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

ومرة أخرى، تولت السيدة محمدي القيادة. وأعربت من داخل السجن عن دعمها للمتظاهرين ونظمت أعمال تضامن بين زملائها السجناء.

وردت سلطات السجن بفرض شروط أكثر صرامة. حيث مُنعت السيدة محمدي من استقبال المكالمات والزوار. ومع ذلك، فقد تمكنت من تهريب مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في الذكرى السنوية الأولى لمقتل ماهسا أميني.

وكانت الرسالة التي وجهتها من خلال هذ المقال: “كلما زاد عدد السجناء منا، أصبحنا أقوى”. ومن داخل سجنها ساعدت السيدة محمدي في ضمان عدم انحسار الاحتجاجات.

وأكد البيان أن نرجس محمدي امرأة ومدافعة عن حقوق الإنسان ومناضلة من أجل الحرية. وبمنحها جائزة نوبل للسلام لهذا العام، ترغب لجنة نوبل النرويجية في تكريم كفاحها الشجاع من أجل حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية في إيران.

وأضاف أن جائزة السلام لهذا العام تكرّم أيضًا مئات الآلاف من الأشخاص الذين تظاهروا في العام السابق ضد سياسات التمييز والقمع التي ينتهجها النظام الإيراني والتي تستهدف النساء.

2023 peace laureate Narges Mohammadi is a woman, a human rights advocate, and a freedom fighter. This year’s #NobelPeacePrize also recognises the hundreds of thousands of people who have demonstrated against the theocratic regime’s policies of discrimination and oppression… pic.twitter.com/U3DhCvYE3A

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

حقيقة مؤسفة

جدير بالذكر أن لجنة جائزة نوبل للسلام قالت إنه رغم الإعلان عن فائز بالجائزة هذا العام إلا أنه تبقى حقيقة مؤسفة، وهي أنه لم يُصنع الكثير من السلام في العالم عام 2023، الذي يوصف بأنه عام الحروب والصراعات والنزاعات.

وقد تلقت لجنة نوبل في أوسلو هذا العام 305 ترشيحات لجائزة نوبل للسلام، بينهم 212 فردًا، و93 منظمة.

وكان عام 2023 بالنسبة لجائزة نوبل للسلام ليس كسابقيه. ففي هذا العام، كان يصعب التكهن بمن سيفوز بجائزة نوبل للسلام، في ظل أسرة دولية معطلة كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، وفي ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والانقلابات العسكرية في إفريقيا، بالإضافة إلى بؤر التوتر الجيوسياسية المتفاقمة في العالم. كما أن عدد الحروب حاليا هو حوالي ضعف عددها في 2010.

ووفقًا لموقع “العربية” فقد كان من بين أبرز المرشحين للفوز بالجائزة هذا العام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، والمعارض الروسي لبوتين أليكسي نافالني، والصحافي فلاديمير كارا مورزا. كما أن من بين المرشحين سفير ميانمار لدى الأمم المتحدة كياو مو تون.

وفي ظل الإحباط حيال المشهد الجيوسياسي الحالي في العالم، رأى البعض أنه من الأفضل الإحجام عن منح جائزة السلام هذا العام، لكن لجنة نوبل لم تحبّذ مثل هذا الخيار الذي اتخذته آخر مرّة عام 1972، إذ تعتبره إقرارا بالفشل.

الفائزون بنوبل للسلام

يُعتقد أن بيرثا فون سوتنر – أول امرأة تحصل على جائزة نوبل للسلام – هي مصدر الإلهام وراء إنشاء هذه الجائزة. وقد كانت صديقة مقربة لألفريد نوبل، وتواصلا لسنوات حول موضوع السلام.

Bertha von Suttner – the first woman awarded the #NobelPeacePrize – is thought to be the inspiration behind the award's creation. She was a close friend of Alfred Nobel's, and they corresponded for years on the subject of peace.

Who will be awarded the 2023 peace prize? pic.twitter.com/VAHylATFez

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

وفيما يلي أسماء الفائزين بجائزة نوبل للسلام في السنوات العشر الأخيرة:

*2022: الناشط الحقوقي البيلاروسي أليس بيالياتسكي ومنظمتا “ميموريال” الروسية و”مركز الحريات المدنية” الأوكرانية غير الحكوميتين.

*2021: الصحافيان ماريا ريسا (الفيليبين) ودميتري موراتوف (روسيا) لـ”دفاعهما الشجاع عن حرية الصحافة”.

*2020: برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لـ”جهوده في محاربة الجوع في العالم”.

*2019: رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد “لجهوده في إرساء السلام” وتحديداً “لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا”.

*2018: الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي والإيزيدية ناديا مراد تكريما لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم في النزاعات في العالم.

In 2018 the #NobelPeacePrize was awarded to the courageous @NadiaMuradBasee and @DenisMukwege who both fight to end the use of sexual violence as a weapon in war.

Soon we will find out what peace achievement has been awarded this year's peace prize – get the news here first. pic.twitter.com/PjWC8DC9P0

— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023

*2017: الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان) لمساهمتها في اعتماد معاهدة تاريخية لحظر الاسلحة النووية.

*2016: الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن التزامه في إنهاء النزاع المسلح مع متمردي “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” (فارك).

*2015: الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس المؤلف من أربع منظمات من المجتمع المدني، والذي أتاح إنقاذ الانتقال الديموقراطي في البلاد.

*2014: ملالا يوسف زاي (باكستان) وكايلاش ساتيارتي (الهند) عن “نضالهما ضد اضطهاد الأطفال والشباب ودفاعهما عن حق كل الأطفال في التعليم”.

*2013: منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن جهودها الهادفة لتخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل.