حليف رئيسي على مدى 50 عامًا.. العلاقات الأمريكية القطرية تشهد أزهى عصورها
ترجمة: مروة مقبول – تستأنف سفارة قطر أعمالها في واشنطن مع انتهاء فصل الصيف بنشاط كبير وإنجازات أكبر لدعم العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة.
فوفقًا لبيان صادر عن السفارة، استعرض السفير القطري لدى الولايات المتحدة أول نشاط له خلال فصل الخريف في نيويورك، بحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، وفد دولة قطر المشارك في اجتماعات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
قطر والقضايا العالمية
حيث ركز سموه في كلمته على إبراز مواقف دولة قطر من القضايا الدولية، وأكد حرصها على المشاركة بكافة الأنشطة والحوارات التي تهدف في المقام الأول للتشاور وتبادل الآراء ووجهات النظر تجاه القضايا والموضوعات والملفات الساخنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما تناول مجموعة الصراعات في المنطقة، مؤكدًا التزام قطر في كل حالة بالمساعدة في حل الخلافات من خلال الحوار السلمي بطريقة تخدم مصالح شعب الأمة على أفضل وجه.
وناقش سموه أيضًا جهود دولة قطر لمعالجة المخاوف العالمية مثل تغير المناخ، مؤكدًا التزام دولته بتطوير مصادر جديدة للطاقة.
وكانت التنمية الشاملة ومكافحة تغير المناخ أيضًا محور التصريحات التي أدلى بها، وشدد على أهمية بناء توافق في الآراء بشأن التصدي للتحديات العالمية الكبرى، بما في ذلك الأمن الغذائي وتغير المناخ، لضمان فعالية الحلول المقدمة وعودتها بالنفع على جميع الشعوب.
ودعا جميع الأطراف، الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى الالتزام بخطة عمل الدوحة Doha Plan of Action التي تمت الموافقة عليها خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبلدان الأقل نموًا، والذي عُقد في قطر في وقت سابق من هذا العام للمساعدة في انتشال ملايين البشر على مستوى العالم من الفقر.
قطر وأمريكا
وكانت قطر قد لفتت الانتباه لجهودها على الساحة الدولية هذا الشهر، وذلك من خلال الدور الذي لعبته في المساعدة على تأمين إطلاق سراح خمسة أمريكيين كانوا محتجزين في إيران.
وقال رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في لقاء له مع شبكة CNN، إن قطر “”تشعر بالفخر الشديد” للمساعدة في إعادة هؤلاء الأشخاص إلى عائلاتهم والتوصل إلى اتفاق أكبر يتضمن قيام الولايات المتحدة بالإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية.
وأوضح أن هذا الاتفاق ربما يعمل بمثابة “حجر الأساس” لإعادة بناء الثقة بين البلدين. وأشار إلى تعزيز العلاقات بين البلدين على المستوى العسكري، حيث أجرت القوات الأمريكية والقطرية تدريبًا جويًا في الدوحة ونُفذت خلاله عدد من المناورات.
ووفقًا للموقع الرسمي لوزارة الدفاع القطرية Defense.Gov، فقد كانت الدوحة على موعدٍ مع تمرين عسكري مشترك مع القوات الأمريكية، خاص بعمليات إنقاذ وتحرير رهائن، والذي يقام للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة ضمن اتفاقيات التعاون بين البلدين في مجالات التدريب والتخطيط على كافة المهام المتعلقة بمعالجة الأزمات ومكافحة الإرهاب.
حليف رئيسي
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شبه الجزيرة العربية، دانييل بينايم، إن العلاقات الأمريكية القطرية تشهد في الوقت الحالي “أفضل مراحلها”.
وقال في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (QNA) إن البلدين احتفلا مؤخرا بالذكرى الخمسين لعلاقتهما التي أخذت شكلًا مختلفًا مؤخرًا، مضيفا أن الولايات المتحدة أعلنت قطر حليفًا رئيسيًا من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين “عميقة” و”قوية غاية”.
وذكر أن التعاون الثنائي بين الولايات المتحدة ودولة قطر يشمل مجالات متعددة، من بينها الطاقة النظيفة، والعمل، والرياضة، والتعاون في مجال المساعدات الإنسانية، والتعاون الاستراتيجي. والتعاون الأمني، بالإضافة إلى تعميق الروابط التعليمية بين البلدين والتنسيق في عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وعلى صعيد السياحة والسفر، أعلنت الخطوط الجوية القطرية Qatar Airways عن زيادة التعاون مع أكبر شركات الطيران الأمريكية، بما في ذلك أميريكان إيرلانز، وجيت بلو، وألاسكا إيرلاينز، لتنفيذ هدفهم المتمثل في ربط العالم من خلال مساراتهم إلى أكثر 160 وجهة.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة Arabian Business، قالت إنها ستزيد عدد رحلاتها إلى نيويورك اعتبارًا من 30 أكتوبر، من رحلتين إلى ثلاث رحلات يومية.
أدوار متعددة
وأضاف أن الولايات المتحدة تقدر دور قطر في أفغانستان، واصفًا إياها بأنها شريك يمكن الاعتماد عليه في كل مكان. وأشار إلى دورها في دعم الشعب الفلسطيني بشكل عام وشعب قطاع غزة بشكل خاص والذي كانت قطر بمثابة شريان الحياة له.
كما أشار أيضًا إلى دعم قطر للبنان خلال الفترة الصعبة التي يمر بها، قائلًا: “كل هؤلاء وغيرهم كثيرون يتحدثون عن شراكة وثيقة مبنية ليس فقط على التاريخ المشترك ولكن على التعاون العميق والثقة”.
وأكد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تقدر حقًا دور قطر في أفغانستان، حيث ساعدت قطر الولايات المتحدة وكذلك الشعب الأفغاني ولعبت دورًا حيويًا في إجلاء المواطنين الغربيين من أفغانستان.
