أميركا بالعربيالراديو

جندي سابق في الجيش الأمريكي: كارلوس غصن “خانني”.. وترامب “تخلّى عني”

ترجمة: مروة مقبول – قال مايكل تايلور، الجندي السابق في الجيش الأمريكي، الذي خطط ونفذ عملية تهريب رئيس شركة نيسان السابق كارلوس غصن من اليابان، إنه تعرض “للخيانة”، مشيرًا إلى أن حكومته “تخلت عنه”.

وبحسب ما ذكرته صحيفة Arab News، فقد قال تايلور إنه تمت إدانته وسجنه هو وابنه، الذي كان يعمل مستشارًا تقنيًا للسيد غصن، بعد أن ساعده في الهروب من اليابان في أعقاب إدانته بالاحتيال.

وأضاف أنه قضى عامين في السجن بينما قضى ابنه بيتر 18 شهرًا، مدعيًا أن ظروف سجنهما كانت بمثابة “رحلة عذاب” بالنسبة لهما.

خطة مُحكَمة

وأوضح تايلور، خلال لقائه مع الصحفي المخضرم راي حنانيا الذي استضافه في برنامجه الأسبوعي The Ray Hanania Show، أنه تعرف على الملياردر، كارلوس غصن، أحد العمالقة السابقين في قطاع صناعة السيارات العالمية، من قِبل الأصدقاء الذين اقترحوا عليه مساعدته. وقال إن أخت زوجته هي ابنة عم ثانية لغصن.

وقال إن خطته لتهريب غصن من اليابان إلى وطنه لبنان عبر إسطنبول، التي تم تنفيذها في ديسمبر 2019، استندت إلى استخدام صندوق كبير يحتوي عادة على آلات موسيقية، خصوصًا أنه في ذلك الوقت كانت تُنظم في اليابان الكثير من الحفلات الموسيقية، وهو ما جعل الفكرة تبدو “أكثر منطقية”.

وعقب الحادث تم القبض على تايلور ونجله في اليابان، وتقديمهما للمحاكمة أمام محكمة في طوكيو، ووُجهت إليهما تُهمة مساعدة غصن على الهرب، بعد أن قضى شهورًا في الحبس، تمهيدًا لمحاكمته بتهمة ارتكاب مخالفات مالية، قبل أن يغادر السجن في أبريل 2019 بكفالة قدرها 8.9 مليون دولار شريطة الإقامة الجبرية.

وأفادت التحقيقات أن الاتفاق بين تايلور وغصن على تهريب الأخير تم مقابل الحصول على مبلغ من المال يتجاوز المليون دولار.

خيانة!

وزعم تايلور أن غصن لم يوفِ بوعده له، حيث لم يتواصل معه أو مع ابنه قط أثناء قضائهما فترة عقوبتهما في السجن، قائلًا: “لقد تعرضنا للخيانة بالتأكيد، ولم يكن لابني المسكين بيتر أي علاقة بالعملية نفسها، فهو لم يكن حتى في البلاد عندما أخرجتُ كارلوس غصن من اليابان. لقد تصادف وجوده هناك”.

وعن علاقة ابنه بكارلوس غصن، قال تايلور إنه كان يستعين به لتحسين محركات البحث وتعزيز مقالاته، فهو يعمل مستشارًا لتحسين محركات البحث.

وأضاف أنه بينما كان السيد غصن يتمتع بالحرية في بيروت على مدى ما يقرب من 4 سنوات، لم يتصل به قط للتعبير عن الامتنان لمساعدته، أو لإبداء التعاطف معه وهو في السجن، أو لمساعدته في تغطية ديونه القانونية المتزايدة.

وقال إنه تعرض للخيانة أيضًا من الحكومة الأمريكية، تحت إدارة الرئس السابق دونالد ترامب، ووزير خارجيته مايك بومبيو.

وأوضح  أنه في حال وجود مصالح، يتكاتف الجميع، بما في ذلك المدعي العام الأمريكي، لجعل الأمور تسير بطريقة معينة والمضي قدمًا فيها، كما يُطلب من وزارة الخارجية الضغط على اليابانيين وتتدخل جميع جماعات الضغط في البلاد.

وأشار إلى أن اليابانيين ينفقون 138 مليون دولار سنويًا على جماعات الضغط، وهذا يوضح أهمية الدور الذي يلعبونه.

أما في حالته، لم يتقدم أي سياسي أمريكي لمساعدته، بما في ذلك أعضاء مجلس الشيوخ عن ولايته ماساتشوستس، مثل إليزابيث وارن وإد ماركي، فهم لم يرغبوا في التورط.

وقال تايلور إنه لا يزال يأمل في أن يفي غصن بشروط اتفاقه المالي معه، حتى يستطيع تغطية فواتيره القانونية المستحقة التي تزيد عن مليون دولار. لكنه رفض الكشف عن تفاصيل المبلغ الذي وافق غصن على دفعه له قائلًا: “لا أريد الخوض في كل التفاصيل”.

وذكر أن الشخص الوحيد الذي كان يتواصل معه أثناء المحاكمة، وبعد ذلك خلال فترة وجوده في السجن، هو غريغ كيلي، وهو مدير تنفيذي سابق في شركة نيسان، حيث كان يطمئن عليه هو وابنه من وقت لآخر. وعلق على ذلك قائلًا “لقد كان ذلك لطفًا منه ويظهر كم هو رجل نبيل حقًا”.

وكانت قد تمت إدانة غريغ كيلي في عام 2022 لمساعدته غصن على انتهاك قوانين الكشف عن الأجور اليابانية، ومساعدة رئيسه السابق في إخفاء أرباحه، وهي تهمة ينفيها كيلي، وحُكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر، مع وقف التنفيذ لمدة 3 سنوات.

فيلم سينمائي

من ناحية أخرى أفاد مايكل تايلور بأنه باع حقوق قصته لشركة MGM التي تستعد لإنتاج فيلم عن الواقعة، يلعب فيه الممثل سام روكويل دوره، بينما يلعب خافيير بارديم دور السيد غصن. وقال إن حصوله على أموال من الفيلم يعتمد على نجاحه.

فاز كل من روكويل (Three Billboards Outside Ebbing, Missouri – 2017) وبارديم في فيلم (No Country for Old Men- 2008) بجوائز الأوسكار لأفضل دور ممثل مساعد.

وقال تايلور إن هذا الفيلم سيعرض القصة الحقيقية لما حدث، والتي لم يتم تناولها في المسلسل الوثائقي “ستوريفيل”، الذي تم عرضه على Apple+ T.V، ولم ينجح في سرد “القصة بأكملها”.

وأبدى انزعاجه بشكل خاص من تصرف السيد غصن خلال مقابلة أجريت معه في الفيلم الوثائقي، حيث وصف غصن نفسه بأنه “الضحية”، ولم يذكر مصير عائلة تايلور التي واجهت “مصيرًا قاسيًا” بسبب مساعدتها له.

وتابع قائلًا: “لقد قضى ابني بيتر 13 شهرًا ونصف في الحبس الانفرادي، وأنا قضيت 17 شهرًا في الحبس الانفرادي. ولم يُسمح لنا بالاستحمام إلا مرتين خلال ستة أشهر ونصف.. كنا نجلس على الأرض، وننام والأضواء مضاءة، حيث تظل كذلك 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.

وأضاف: “في السجن لا تحصل على أي مساعدة. لا تحصل على أي شيء. ويُسمح لك بكتابة أربع رسائل فقط في الشهر.. لم يكن هناك نظام تدفئة في فصل الشتاء، لذلك كثيرًا ما كنا نُصاب بالبرد القارس. وفي فصل الصيف كان الناس يصابون بضربة الشمس باستمرار”.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت أن قضاء 15 يومًا متتالية أو أكثر في الحبس الانفرادي يعتبر “تعذيبًا”. مؤكدًا أن قضاء طوال هذه المدة في الحبس الانفرادي هو “تعذيب بالتأكيد”.

وردًا على سؤال عما إذا كان سيشهد دفاعًا عن غصن إذا واجه اتهامات خارج لبنان، قال تايلور “لا أحد يعرف أبدًا ما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب”.

كما استضاف راي حنانيا، في برنامجه الذي يُيث أسبوعيًا عبر أثير إذاعة راديو صوت العرب من أمريكا، د. ويليام كليري، وهو أمريكي أمضى أكثر من 30 عامًا يمارس المحاماة في اليابان.

وأكد كليري أن الاتهامات التي تم توجيهها لعائلة تايلور “باطلة”، وأنه حاول إقناع المدعين الفيدراليين هناك بأنهم لم يرتكبوا أي جرائم، لكن دون جدوى.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى