أخبار أميركاهجرة

بعد انتقاده للوضع على حدود المكسيك.. ألمانيا توبخ إيلون ماسك بسبب موقفه من المهاجرين

أثار الملياردير إيلون ماسك الكثير من الجدل بعد اقتحامه أزمة المهاجرين بزيارة غير مسبوقة قام بها على حدود أمريكا الجنوبية مع المكسيك، وجه خلالها انتقادات للمسؤولين في إدارة بايدن بسبب أزمة تدفق المهاجرين.

لكنه لم يكتف بذلك، ودخل على خط الأزمة المشتعلة بين ألمانيا وإيطاليا، حول ملف المهاجرين وقوارب الموت التي تعبر البحر المتوسط نحو أوروبا، وهو ما حصل بسببه على توبيخ من الحكومة الألمانية.

الحدود الجنوبية

شارك إيلون ماسك في الجدل الدائر حول الهجرة بالولايات المتحدة، حيث قام بزيارة إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك في ولاية تكساس، للقاء ساسة محليين ومسؤولي إنفاذ القانون والحصول على ما وصفها صورة حقيقية لما يحدث بالفعل على أرض الواقع.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد جاءت زيارة ماسك في الوقت الذي غامر فيه آلاف المهاجرين بالذهاب إلى شمال المكسيك في الأيام الأخيرة على متن قطارات الشحن والحافلات، ثم عبروا الحدود الأمريكية إلى تكساس وأريزونا وكاليفورنيا، في تزايد واضح لوصول الأشخاص الذين يطلبون اللجوء في الولايات المتحدة.

وتأتي هذه الزيادة الحادة، لا سيما حول سان دييغو، كاليفورنيا، ومدينتي إل باسو وإيغل باس الحدوديتين في تكساس، في أعقاب هدوء سابق في المعابر الحدودية غير المصرح بها في أعقاب سياسة اللجوء الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن لتثبيط مثل هذا النشاط.

وزار “ماسك” معبر إيغل باس، حيث كانت حشود من المهاجرين تخوض لعدة أيام عبر نهر ريو غراندي بالقرب من جسر للسكك الحديدية في إيغل باس، ولم تردعهم لفائف الأسلاك الشائكة التي وضعها الحرس الوطني في تكساس على طول ضفاف النهر.

وحث ماسك، الذي كان يرتدي قميصًا أسود وقبعة رعاة البقر السوداء ونظارات شمسية، على اتباع نهج ذي شقين لإصلاح قوانين الهجرة الأمريكية.

ودعا ماسك إلى اتخاذ إجراء قانوني عاجل كجزء من “نظام هجرة قانوني موسع” يرحب بالمهاجرين الشرفاء “الذين يعملون بجد”، بينما يمنع دخول أولئك الذين “ينتهكون القانون”.

وقال: “نريد أن نفعّل كلا الأمرين: تسهيل الهجرة القانونية، ووقف تدفق الأشخاص بهذا الحجم الذي يؤدي إلى انهيار الخدمات الاجتماعية”.

وأشار ماسك، وهو مواطن من جنوب أفريقيا، إلى وضعه باعتباره “مهاجرًا إلى الولايات المتحدة” ووصف نفسه بأنه “مؤيد للغاية للمهاجرين”.

وفي مقطع فيديو مدته 4 دقائق، قدم ماسك عضو الكونغرس عن ولاية تكساس توني غونزاليس، وهو جمهوري من تكساس تمتد منطقته لأكثر من 800 ميل على الحدود، والذي رحب بماسك وقال إن الناس على طول حدود تكساس “يشعرون حقًا بأنه تم التخلي عنهم”.

وتداخل ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، بشكل متزايد في السياسة الأمريكية في الفترة الأخيرة، حيث استضاف حفل إطلاق الحملة الرئاسية لحاكم فلوريدا رون ديسانتيس على تويتر في مايو الماضي.

وقال في وقت سابق من هذا الشهر إنه رفض طلبًا أوكرانيًا لاستخدام شبكة ستارلينك الفضائية الخاصة به للمساعدة في دفاعها ضد روسيا، والتقى الأسبوع الماضي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حثه على الموازنة بين حماية حرية التعبير ومكافحة خطاب الكراهية على شبكة X.

كما يهتم ماسك باقتصاد ولاية تكساس، حيث يقع مصنع Gigafactory Texas التابع لشركته Tesla في أوستن، وتدير شركة Space X منشأة اختبار وإطلاق رئيسية على ساحل خليج تكساس بالقرب من براونزفيل.

أزمة مع ألمانيا

ولم يكتف ماسك بالتدخل في أزمة الهجرة في أمريكا فقط، بل تدخل في أزمة الهجرة إلى أوروبا، منتقدًا عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط الممولة من الحكومة الألمانية، والذين يتم إنزالهم على سواحل إيطاليا، مشيرًا إلى أنه يمكن النظر إلى هذه العمليات على أنها “غزو” لإيطاليا.

وشارك إيلون ماسك تغريدة على حسابه في منصة X، تضمنت خبراً مرفقاً بفيديو، يفيد بأن 8 سفن تابعة لمنظمات غير حكومية ألمانية تتواجد حالياً في البحر الأبيض المتوسط لكي تجمع المهاجرين غير الشرعيين وتنزلهم في إيطاليا. وأكد الخبر المذكور أن تلك المنظمات تحظى بدعم وتمويل من الحكومة الألمانية.

توبيخ ألماني

وجاء الرد الألماني سريعًا على تغريدة ماسك، وذلك عن طريق حساب إعلامي تابع لوزارة الخارجية الألمانية أكد صحة الأمر، لكنه انتقد ماسك بشدة ووبخه في رده الحاسم قائلًا: “نعم تلك العمليات تسمى عندنا إنقاذ الأرواح”.

وعلق ماسك على الرد الألماني متسائلا “هل السلطات الألمانية فخورة بذلك؟!”. كما شكك في أن تكون غالبية الألمان يريدون ذلك: متسائلًا: “هل أجريتم استطلاعا حول الموضوع؟”.

كما اتهم ماسك ألمانيا بانتهاك السيادة الإيطالية، وكتب قائلا: “من المؤكد أن نقل ألمانيا هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين إلى الأراضي الإيطالية يعد انتهاكًا للسيادة”.

ووفقًا لموقع “العربية” فقد كانت ألمانيا قد أكدت هذا الأسبوع أنها تقدم الدعم المالي إلى ثلاث منظمات ألمانية غير حكومية تعمل في البحر المتوسط وتجلب المهاجرين بانتظام إلى إيطاليا.

وأغضبت هذه التعليقات الحكومة الإيطالية التي تكافح للتعامل مع زيادة حادة في أعداد المهاجرين منذ توليها السلطة قبل عام، وتتهم المنظمات الخيرية بتشجيع الأفراد على الإبحار في رحلات خطرة، وهو ما تنفيه المنظمات الخيرية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى