Creator: GovernmentZA

أخبار

السفيرة أمل مدللي تحذر: عدم إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن سيخلق نظامًا عالميًا منقسمًا للغاية

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

September 24, 2023

ترجمة: مروة مقبول – قالت أمل مدللي، سفيرة لبنان السابقة لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن يواجه ضغوطًا متزايدة لإجراء بعض الاصلاحات الهيكلية، وإجبار أعضاؤه الخمس المؤسسين على تقاسم السلطة مع باقي دول العالم، والحفاظ على الدور الفعّال للهيئة الدولية، بحسب ما ذكرته صحيفة Arab News.

تأسست الأمم المتحدة في عام 1945، وتتكون من هيئتين رئيسيتين: الأولى هي مجلس الأمن، الذي يضم 5 من الدول المؤسسة تمتلك حق الفيتو والتصويت ضد أي إجراء أو مقترح، والثانية هي الجمعية العامة، التي ازداد عدد أعضائها من 51 عضوًا إلى 193 عضوًا، لديهم صلاحيات اعتماد قرارات ذات سلطة أخلاقية فحسب دون إلزام بتنفيذها.

ظهور “بريكس”

وأوضحت السيدة مدللي، في لقاء لها مع الصحفي راي حنانيا، في برنامجه The Ray Hanania Show، أن إخفاق المنظمة الدولية، التي يبلغ عمرها 78 عامًا، في تحقيق العدالة فيما يتعلق بالقرارات الخاصة بدول الشمال والجنوب أدى إلى ظهور تحالفات دولية أخرى مثل مجموعة “البريكس” BRICS التي تأسست في عام 2010، وبدأت بنطاق محدود، لتنمو خلال السنوات الأخيرة وتصبح أكثر تأثيرًا.

وعلى الرغم من ذلك، نُسبت إلى الأمم المتحدة العديد من النجاحات قائلة: “إذا نظرت إلى الأعوام الـ 78 الماضية، ستجد أن العالم قد تجنب حربًا عالمية ثالثة، لأن كل القوى الكبرى، وحتى القوى الصغيرة، تجلس معًا هناك، وتعمل على محاولة إيجاد الحلول، وهذا مهم جدًا.. وبفضل هذا ساهمت في تجنيب العالم حربًا نووية، وخلقت نظامًا تنمويًا كبيرًا وضخمًا لمساعدة البلدان الفقيرة في كل مكان حول العالم”.

دعوة إلى الإصلاح

وفيما يتعلق بالإخفاقات، فقد أرجعتها السيدة مدللي إلى أن النظام الذي تم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية، لم يتعرض لأية إصلاحات منذ ذلك الحين. حيث أعطت القوى الكبرى الموجودة وقتها المزيد من السلطة لنفسها من خلال إنشاء مجلس الأمن، وتمتعها بحق النقض أو “الفيتو”، كما أنهم يتحكمون في الأحداث التي يشهدها العالم.

ولكن مدللي أكدت على أن هناك تحرك جديد داخل الأمم المتحدة والجمعية العامة لتحدي حق النقض (الفيتو)، لأنه يمنع مجلس الأمن من اتخاذ أي قرارات مهمة من شأنها أن تحقق الأمن والسلام العالمي، كما هو الحال في الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي وصل فيها مجلس الأمن إلى طريق مسدود، ولم يتم التوصل إلى قرار بشأن أوكرانيا يساهم في وقف الحرب”.

وتسبب عدم الإصلاح في قيام العديد من الدول بتحدي الهيكل السلطوي القديم الذي كانت تمثله الأمم المتحدة في عام 1945، مقارنةً بتوازن العالم المتغير اليوم، مع صعود مجموعات صغيرة من المنظمات الدولية المستقلة، مثل بريكس ومجموعة العشرين G20 وغيرها.

وأوضحت أن الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة كان له أصداء مختلفة إلى حد كبير، خاصة وأنه عُقِد في أعقاب اجتماع مجموعة البريكس في جنوب أفريقيا، واجتماع مجموعة العشرين.

وأكدت أن العالم يحتاج إلى أن تُجري المنظمة الدولية الإصلاحات المطلوبة حتى تكون أكثر إنصافًا للجميع وأن تُمثل التنوع، فالعالم قد تغير، وكذلك حجم الاقتصاد العالمي وقوته. كما أن هناك تحول في القوى المُحركة للسلطة والقوة السياسية من الشمال إلى الجنوب.

وأضافت أنه على مر السنين، شهد العالم تأثيرًا متزايدًا للتحالفات الجديدة المحدودة بين الدول الأعضاء، مثل مجموعة البريكس ومجموعة العشرين، التي يُنظر إليها على أنها تنافس مع الأمم المتحدة التي من المفترض أن تمثل مصالح جميع الدول في جميع القضايا.

تقويض هيمنة أم تغيير نظام؟

قالت السيدة مدللي إن مجموعة البريكس، التي أسستها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في عام 2010، بدأ يكون لها وجود ملموس منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وهو ما أثار بعض المخاوف بشأن نيتها في “منافسة النظام الدولي” أو “تقويض هيمنة دول بعينها” مثل الولايات المتحدة.

وأوضحت أنه إذا كانت الولايات المتحدة هي هدفها الوحيد، فلن يكون هذا في صالح أي شخص. لكن الأمر سيكون مختلفًا إذا كان هذا الكيان موجود من أجل إصلاح النظام العالمي، واتباع طريقة متنوعة لممارسة الأعمال التجارية مع الجميع، حيث يمكن أن يكون لهذه المجموعة دورًا فاعلًا في الاقتصاد الدولي.

وتابعت: “ليس من الجيد للعالم أن يُنظر إليه على أنه مجرد منافسة بين الولايات المتحدة والصين، والعالم منقسم الآن إلى مجموعات. فإذا قمت بإضعاف الأمم المتحدة، وإذا قمت بإضعاف مؤسسات الدولة التي وضعتها هناك لتحقيق السلام والأمن والازدهار الاقتصادي وأشياء من هذا القبيل، ولجعل العالم يتعاون معًا، وذهبت للعمل خارجها، فهذا أمر خطير للغاية. وهذا ليس في صالح السلام العالمي”.

غياب قوى الغرب

وقالت مدللي إن العديد من دول “الجنوب العالمي” تتساءل عما إذا كان بإمكان الأمم المتحدة أن تعمل بطريقة شاملة لتلبية احتياجاتها، مشيرة إلى أن خطة الأمم المتحدة للنهوض من خلال تحقيق 17 هدفًا من أهداف التنمية المستدامة هي في منتصف الطريق خلال الإطار الزمني الذي تم تحدديه بـ 10 سنوات، ولم تحقق سوى 15% تقريبًا من أهدافها المعلنة.

واستطردت: “طالما أن هذه الدول، أو ما نسميه الجنوب العالمي، وبقية العالم – وليس مجلس الأمن والقوى الكبرى – يرون أنه ليس لديهم أي مصلحة في الأمم المتحدة، ويرون أنه لا يوجد أي تحرك للمنظمة يجعلها تكون شاملة وممثلة للعالم كله كما هو اليوم، فسوف نرى نظامًا عالميًا منقسمًا للغاية”.

وأكدت أنه “سيكون هناك انقسام بين مجموعات مختلفة، وأشخاص يبحثون عن تحالفات مختلفة، وأشياء من هذا القبيل، لأن المنتدى المركزي الذي يجمعهم معًا، سيضعف إذا لم يتم إصلاحه”.

وقالت إن النمو الكبير للديون بين دول الجنوب العالمي يشكل مصدر قلق مباشر، ولكن كان من المحبط أن زعيمًا واحدًا فقط من الأعضاء المؤسسين لمجلس الأمن، الولايات المتحدة، ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، في غياب الزعماء الأربعة الآخرين (روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين).