أخبارأخبار أميركا

أستاذة فنون تقاضي جامعة أمريكية فصلتها بعد اعتراض طلاب مسلمين على تصوير النبي محمد

حكم قاضي فيدرالي بأنه يمكن لأستاذة بجامعة هاملين بولاية مينيسوتا المضي قدمًا في الدعوى القضائية التي رفعتها ضد الجامعة، ولكن فقط على أساس التمييز الديني.

وكانت إريكا لوبيز براتر، أستاذة الفنون المساعدة السابقة، قد أقامت دعوى قضائية ضد جامعة هاملين في وقت سابق من هذا العام، بعد أن تم فصلها بسبب شكوى قدمتها طالبة مسلمة بأنها عرضت لوحة تتضمن تصويرًا مرئيًا للنبي محمد، وهو أمر يمثل انتهاك للعقيدة بالنسبة للمسلمين.

وذكرت صحيفة “ستار تريبيون” في مينيابوليس أن القاضية كاثرين مينينديز أيدت استمرار الدعوى على أساس التمييز الديني، ورفضت عدة ادعاءات أخرى في الدعوى، بما في ذلك تلك التي تدعي الانتقام والتشهير والتسبب المتعمد في الاضطراب العاطفي، فيما قال محامي لوبيز إن المدرسة كانت ستعاملها بشكل مختلف لو كانت مسلمة.

فيما أشارت القاضية إلى أنه سيكون من الصعب على الأرجح إظهار أن الجامعة كانت ستعامل لوبيز بشكل مختلف لو كانت مسلمة، ومع ذلك رفضت القاضية طلب جامعة هاملين برفض الدعوى بالكامل.

وقال محامي الجامعة، مارك بيرهو، إنه والفريق القانوني يرحبون بقرار القاضي برفض معظم الدعاوى و”يتطلعون إلى إثبات أن المطالبة الوحيدة المتبقية ليس لها أي أساس أيضًا”.

تفاصيل الواقعة

وفي أكتوبر 2022 عرضت لوبيز على طلابها لوحة من القرن الرابع عشر تصور النبي محمد، وذلك كجزء من درس عن الفن الإسلامي.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد أعطت لوبيز طلابها تحذيرًا مسبقًا قبل الدرس الذي عُرضت فيه الصورة، مما منحهم فرصة للانسحاب من الدرس.

واللوحة المعنية، هي لوحة ثمينة من العصور الوسطى مدرجة في مخطوطة كتبها رجل دولة وباحث مسلم في القرن الرابع عشر، توضح دعوة محمد للنبوة من قبل الملاك جبريل، ويظهر جبريل في الصورة وهو يشير إلى النبي محمد، ويأمره بتلاوة كلام الله (القرآن).

واشتكى أحد الطلاب الذين حضروا الدرس- والذي كان رئيسًا لرابطة الطلاب المسلمين – إلى إدارة الجامعة، قائلاً إن التحذير الذي أطلقته لوبيز لم يحدد طبيعة الصورة التي سيتم عرضها، مشيرًا إلى أن تصوير النبي محمد من المحرمات في الإسلام، وقال إن ما حدث أمر مهين للمسلمين ولا يحترم مشاعرهم وعقيدتهم.

ووفقًا لموقع religionnews فقد ردت الجامعة على الشكوى بعد شهر، من خلال رسالة بالبريد الإلكتروني للطلاب، أدانت فيها ما فعلته لوبيز ووصفته بأنه تصرف “غير مدروس وغير محترم ومعادٍ للإسلام بشكل لا يمكن إنكاره”.

وقررت الجامعة لاحقًا فصل لوبيز وعدم تجديد عقدها، وتم إلغاء فصل الربيع الذي كان من المفترض أن تقوم بتدريسه. وفي الوقت نفسه، انخرطت الجامعة، التي يبلغ عدد طلابها حوالي 1800 طالب، في مناوشات محتدمة حول الحرية الأكاديمية ومناقشة حول المحتوى المقبول في الفصول الدراسية.

وتصاعدت تداعيات الواقعة عندما قام أعضاء هيئة التدريس، ممن يصفون أنفسهم بأنهم دعاة الحرية الأكاديمية وحرية التعبير، بتقديم عريضة عليها 2000 توقيع تطالب بإعادة لوبيز لعملها، كما طالبوا باستقالة رئيسة الجامعة فاينيز ميلر.

وقال محامو لوبيز في بيان “من بين أمور أخرى، أشارت الجامعة من خلال إدارتها، إلى تصرفات الدكتورة لوبيز براتر على أنها معادية للإسلام بشكل لا يمكن إنكاره. والتعليقات مثل هذه، التي تم نشرها الآن في تقارير إخبارية حول العالم، ستتبع الدكتورة لوبيز براتر طوال حياتها المهنية، مما قد يؤدي إلى عدم قدرتها على الحصول على منصب ثابت في أي مؤسسة للتعليم العالي”.

وأعلنت ميلر في أبريل الماضي أنها ستتقاعد العام المقبل، وجاء هذا الإعلان بعد ثلاثة أشهر من اعترافها بأنها أساءت التعامل مع الموقف، خاصة عندما وصفت عرض لوبيز براتر للصورة بأنه “معادي للإسلام”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى