أخبار أميركاتقارير

لماذا يتجاهل الناخبون عمر ترامب رغم أنه يصغر بايدن بـ 3 سنوات فقط؟

يعلم جميع الأمريكيين أن الرئيس الحالي جو بايدن إذا فاز بالرئاسة العام المقبل، فسيكون أكبر شخص يتم انتخابه للبيت الأبيض على الإطلاق في تاريخ أمريكا.

لكن يبدو أنهم يتجاهلون أن منافسه المتوقع، الرئيس السابق دونالد ترامب، سيكون كذلك أيضًا لأنه يصغره بـ 3 سنوات فقط.

وكان بايدن أكبر فائز بالرئاسة على الإطلاق، عندما فاز في انتخابات عام 2020، وبعدها أصبح عمره أمر يثير قلق الناخبين، خاصة في ظل تركيز وسائل الإعلام عليه بشكل أكبر من ترامب رغم فارق السن القليل بينهما.

لماذا يتجاهلون عمر ترامب؟

تقول رينيه كينج، التي صوتت مرتين لترامب في ولاية أيوا، والتي لم تقرر بعد لمن ستصوت العام المقبل: “يبدو ترامب وكأنه شخص أصغر سنًا من بايدن بكثير، سواء من حيث الطريقة التي يتحدث بها، أو الطريقة التي يمشي بها.. أو في كل ما يفعله”.

فيما قالت جين ستوري، 56 عاماً، وهي من أنصار ترامب بولاية أيوا أيضًا: “ترامب مهتم أكثر بوسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أنه يتغير ويتعلم ويطور أدواته مع الزمن، بينما بايدن لم يفعل ذلك”.

أما داون بروكيت، 57 عاماً، وهي مستقلة من نيو هامبشاير، فقد قالت إن ترامب يبدو وكأنه مفعم بالنشاط، وكأنه سيظل شاباً إلى الأبد”.

مرشحون أصغر سنًا

أجرت NBC News مقابلات مع عشرات الناخبين فيما يقرب من 6 ولايات حول سبب كون عمر بايدن يمثل مشكلة أكثر من عمر ترامب بالنسبة لهم.

وأظهرت الردود أن الناخبين من جميع الأعمار يشعرون بالقلق بشأن فوز بايدن بفترة ولاية أخرى كاملة، في واحدة من أكثر الوظائف أهمية في العالم، لكن هذا لا يعني أنهم يفضلون ترامب، فقد قال كثيرين منهم إنهم يرغبون في رؤية المزيد من المرشحين الأصغر سنًا في جميع المجالات.

في هذا الإطار قالت تامي، وهي ناخبة ديمقراطية بولاية أوهايو: “لا شك أنني سأصوت لبايدن، لكننا بالفعل نحتاج إلى حدود عمرية للسياسيين، ونود أن نرى مرشحين أصغر سنا بكثير”.

ماري ميلر، 60 عامًا، من نوفلتي بولاية أوهايو، صوتت للحزب الجمهوري طوال حياتها، لكنها دعمت هيلاري كلينتون في عام 2016، وبايدن في عام 2020، وقالت إنها سعيدة بأداء بايدن، لكنها تشعر بالقلق بشأن عمره.

وقالت: “عندما أستمع إليه وهو يتحدث علناً، أحبس أنفاسي أحياناً، لكن كما تعلمون، إنه الرجل الذي لدينا، ولا أعتقد أن هذا أمر سيئ إلى هذا الحد”.

تأثير الشكل

كشفت المقابلات أيضًا أن البعض يعتقدون أن الفجوة العمرية بين ترامب وبايدن أكبر مما هي عليه بالفعل. وقالت ليزا دومونت، 49 عاماً، وهي ناخبة من نيو هامبشاير صوتت لصالح ترامب مرتين ولكنها تدعم الآن حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هالي، إن عمر بايدن يمثل “مشكلة كبيرة” لأن بايدن “بالكاد يستطيع التحدث”.

وتعتقد ليزا أن عمر الرئيس بايدن 86 عامًا وليس 80 عامًا، بينما تعتقد أن ترامب يبلغ من العمر 75 عامًا وليس 77 عامًا. بينما اعتقدت ناخبة أخرى أن الفارق بين الرجلين 10 سنوات (70 لبايدن) و(60 لترامب).

لكن في أغلب الأحيان، كان الناخبون متقاربين جدًا في تخمين أعمار الرجلين، مشيرين إلى أن ترامب يعد أفضل وأكثر تماسكًا رغم سنه المتقارب مع بايدن.

يقول إيليا تشارلات، 53 عاماً، من نيو هامبشاير، الذي يخطط لدعم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس العام المقبل: “يمكنك أن ترى ذلك.. بايدن مجرد شخص كبير السن.. بينما ارانب يتمتع بالحيوية، ويمكنك أن تلاحظ مدى سرعته”.

فيما قالت وقالت إيشيا تشامبرلين، 18 عاماً، من ريندج بولاية نيو هامبشاير، “إن الأمر لا يتعلق بالعمر.. إنه يتعلق بالطريقة التي تعمل بها في هذا السن، وليس أي شيء آخر”، وأضافت أنها تخطط للتصويت لصالح الحزب الجمهوري، وترى إن ترامب يعمل بشكل أفضل بكثير من بايدن”.

روجر ستيفنسون، 66 عامًا، هو ناخب من نيو هامبشاير، صوت لصالح بايدن في عام 2020 وسيفكر في التصويت له مرة أخرى. وكان جمهوريًا لكنه تحول عن تأييد الحزب بعد فوز ترامب في عام 2016. وقال إن ترامب «يعاني من مشاكل أكبر من عمره».

انتقادات ترامب والجمهوريين

كان لترامب دور كبير في التركيز على عمر بايدن وقدراته البدنية والذهنية، وركز منذ وقت مبكر على انتقاد بايدن واصفًا إياه بأنه غير مؤهل لتولي المنصب.

ومنذ انتخابات 2020، أطلق ترامب عليه لقب “جو النعسان” وشكك في قدراته الذهنية، فقال مثلًا في تصريحات لـ تاكر كارلسون الشهر الماضي: “انظر إليه، فهو لا يستطيع المشي إلى المروحية.. إنه لا يستطيع رفع قدميه عن العشب”. وأضاف ترامب في مقابلة أجريت معه في 2 سبتمبر: “إنه غير قادر جسديًا، وهو أسوأ عقليًا منه جسديًا”.

ويتأثر العديد من الناخبين بالمزاعم التي يطلقها الجمهوريون واليمين بشأن أن بايدن قد يكون مصابًا بالخرف، وأن تلعثمه في بعض حديثه دليل على تراجع حالته، على الرغم من أن بايدن قال إنه كان يتلعثم منذ أن كان طفلا، وأنه عمل على التغلب على هذه المشكلة.

يقول فيرجيل ثورستنسون، 74 عامًا، وهو من أنصار ترامب بولاية أيوا: “لقد تدهورت قدرات بايدن المعرفية إلى حد كبير.. لا أعتقد أنه هو المسيطر.. أعتقد أنه دمية يتم التحكم فيها من قبل شخص آخر”.

وقالت ماكسين ويلينغ، 62 عامًا، وهي ناخبة جمهورية من ولاية نبراسكا، إنها تشعر أن الوقت قد حان لكي يتقاعد الرئيس ويستمتع بوقت تقاعده مع عائلته.

بينما قال ناخبون آخرون إنهم يرون ترامب أفضل لأنه تم اختبار معدل ذكاؤه ونجح في تجاوز هذا الاختبار، بينما لم يتم اختبار ذكاء الرئيس بايدن.

وفي عام 2020، كان ترامب يتباهي بأن الأطباء أجروا له اختبارًا إدراكيًا وأنه “تفوق فيه”، مستخدمًا إياه كدليل على لياقته العقلية، وقال إن الأطباء قالوا له: “هذا رائع.. كيف فعلت ذلك؟'”

لكن الحقيقة هي أن ما تعرض له ترامب لم يكن اختبار ذكاء، بل كان اختبارًا مدته 10 دقائق مصممًا للكشف عن الضعف الإدراكي المعتدل أو الخرف المبكر.

وجاء تفاخر ترامب في وقت كان يواجه فيه أيضًا أسئلة حول قدراته الجسدية والعقلية بعد أن رصده وهو يسير بشكل غير مستقر على منحدر، وبدا وكأنه يعاني من صعوبة في شرب كوب من الماء.

التركيز الإعلامي على بايدن

لكن التدقيق الأكبر من جانب وسائل الإعلام كان مع بايدن وتصرفاته وهفواته، فخلال الصيف تعثر الرئيس في حفل تخرج أكاديمية القوات الجوية. وفي العام الماضي قال إنه زار عضوة في الكونغرس في مناسبة عامة، على الرغم من أنها توفيت قبل شهر.

وفي الآونة الأخيرة، قال خطأً إنه كان عند Ground Zero في اليوم التالي لأحداث 11 سبتمبر، بينما كان هناك بالفعل بعد أسبوع من الأحداث.

واضطر بايدن أيضًا إلى التعامل مع بعض المعلومات الخاطئة، بما في ذلك الادعاء الكاذب بأنه نام أثناء إحياء ذكرى ضحايا حرائق الغابات في جزيرة ماوي، وقاموا بنشر مقطع فيديو منخفض الجودة على وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز هذا الادعاء، على الرغم من أن النسخة الأكثر وضوحًا أظهرت أن الرئيس ببساطة نظر إلى الأسفل لمدة 10 ثوانٍ تقريبًا فقط.

من جانبه رد بايدن من خلال إلقاء النكات حول عمره، مع عبارات ساخرة مثل: “أعلم أن عمري 198 عامًا”، و”أعلم أنني أبدو وكأنني لا أزال أبلغ من العمر 29 عامًا فقط، لكنني موجود منذ وقت طويل”.

هل الأمر مقلق للديمقراطيين؟

رغم انشغال الجمهوريين كثيرًا بعمر بايدن والتركيز عليه، لا يبدو أن الأمر يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للديمقراطيين، حيث أشار المتحدث باسم حملة بايدن، كيفن مونوز، إلى أن فوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية كان دليلًا على دعم الناخبين للرئيس وحزبه.

وأضاف: “ستكون انتخابات العام المقبل خيارًا واضحًا بين الرئيس بايدن وأجندة MAGA المتطرفة التي لا تحظى بشعبية”. وتابع: “سوف نفوز في عام 2024 من خلال القيام بعملنا، وليس من خلال القلق بشأن استطلاعات الرأي”.

وليس من المستغرب أن يكون الديمقراطيون أقل قلقًا بشأن عمر بايدن من الجمهوريين، لكن هذا لا يعني أنه ليس مصدر قلق، أو أنهم يعتقدون أن الوضع مثالي.

في هذا الإطار قالت ثاليا فلوراس، 75 عامًا، وهي ديمقراطية من ولاية نيو هامبشاير: “قلقي الحقيقي كديمقراطية مع بايدن هو أنه لن قد لا يكمل فترة الولاية الثانية كلها”.

ورغم أن عمر المرشحين يشغل أذهان الناخبين بالفعل، إلا أنه ليس القضية الوحيدة، كما أنه لن يكون القضية المهيمنة بعد عام من الآن.

وبعيدًا عن جدل العمر، لا يزال ترامب يعاني من مشكله القانونية، بينما يفكر الجمهوريون في كيفية تحييد قضية الإجهاض كقضية محورية في هذه الانتخابات، فيما يحاول بايدن إقناع الناخبين بنجاحاته الاقتصادية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى