اليمن يتصدر اهتمامات مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية خلال 2019
علاء أبو رحمة: جهودنا مستمرة في سوريا والوضع المأساوي هناك يحتاج لتحرك الجميع
أجرى الحوار: سامح الهادي – أعده للنشر: هارون محمد
مع بداية العام الجديد 2019 لا زالت بعض الدول العربية تواجه العديد من الصعوبات والتحديات بسب ظروف سياسية أو أمنية أو اقتصادية، خاصة في الدول المنكوبة ومناطق الصراع.
وتؤثر هذه الظروف بشكل سلبي على العديد من المناطق في هذه الدول والتي يحتاج المواطنون فيها إلى جهود إغاثية لتقديم مساعدات مختلفة أهمها توفير الطعام والشراب والملابس والعلاج، بالإضافة إلى تأمين وخلق فرص عمل.
مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية أخذت على عاتقها رفع المعاناة عن المواطنين المحتاجين للمساعدة في عدد من الدول العربية، بوصفها أحد مؤسسات المجتمع المدني المعروفة بتاريخ كبير في مجال الجهود الإغاثية.
فما هي الخطط الإغاثية لمؤسسة الحياة خلال العام الجاري 2019؟، وما هي المناطق التي ستتركز فيها جهودها الإغاثية في العام الجديد؟، وما هي أهم الصعوبات التي تواجهها في هذا الإطار؟، وكيف يمكنها التغلب على هذه الصعوبات؟
للإجابة على هذه التساؤلات ولمعرفة المزيد حول جهود المؤسسة استضاف الإعلامي سامح الهادي، الأستاذ علاء أبو رحمة، المدير الإداري لمؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية، في برنامج “صباح الخير ميشيغان”، والذي يذاع عبر أثير راديو “صوت العرب من أميركا”.
إكمال المسيرة
* أهلاً وسهلاً بك أستاذ علاء، نعلم أن جدول عملك مضغوط، ولكن إطلالتك معنا مهمة لكي نسلط الضوء على أهم الأفكار الرئيسية التي ستعمل عليها مؤسسة الحياة خلال عام 2019، فيما يخص مجال الإغاثة في المناطق المنكوبة ومناطق الصراعات.
** سبق لي أن تحدثت معك عن الصعوبات والتحديات التي واجهت مناطقنا العربية خلال العام الماضي 2018، وشرحت لك كيف أن هناك معاناة مستمرة لمواطني بعض المناطق العربية، لذلك أخذت مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية على عاتقها رفع المعاناة عن هؤلاء المواطنين، وذلك في إطار محاولتنا لإكمال مسيرتنا في مجال الإغاثة ورفع المعاناة عن الشعوب.
تركيز على اليمن
وفي أجندة جدول أعمالنا للعام الجديد 2019 وضعنا أهمية قصوى للأزمة اليمنية، والمأساة التي يعيشها أهل اليمن، وذلك من خلال محاولة رفع المعاناة عن أشقاءنا اليمنيين، كما سنقوم بالاستمرار في العمل الذي كنا نقوم به على الساحة اليمنية خلال عام 2018، ولكن بمجهود أكبر، لأن الأزمة اليمنية تتفاقم وتزيد معاناة الناس هناك كل يوم، وهدفنا في مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية هو أن نزرع الابتسامة في وجوه المحتاجين.
وهناك إحصائيات صدرت في عام 2018، تفيد بأن هناك 8.4 مليون يمني يعيشون أوضاعًا معيشية صعبة، لذلك قمنا من خلال جهودنا هناك بتوزيع طرود غذائية، وإرسال شحنات أدوية، وتوزيع اللحوم خلال موسم الأضاحي، كما دعمنا المستشفيات بالمعدات الطبية عبر إرسال شحنات بواسطة حاويات من أميركا إلى اليمن.
وقد شاركنا في مؤتمر عقد في شهر ديسمبر الماضي بولاية شيكاغو، اشترك فيه العديد من المؤسسات التي تعمل في المجال الإغاثي ومؤسسات المجتمع المدني الأميركية، وخلال المؤتمر قام هاني صقر المدير التنفيذي لمؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية بالإعلان عن تخصيص ميزانية أولية قيمتها مليون دولار لصالح إخواننا في اليمن، وقد رصدنا هذا المبلغ الذي يعتبر رقمًا كبيرًا في أي مؤسسة بسبب الوضع المأساوي في اليمن.
اهتمام بسوريا والدول الأخرى
* عذرًا أستاذ علاء، لدينا سؤال ورد على حساب تويتر يقول “هل يعني ذلك أنكم صرفتم الاهتمام عن سوريا؟”.
** لا طبعًا، وإن شاء الله لن نصرف اهتمامنا أبدًا عن معاناة السوريين، فقد شاهدنا التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام والقنوات عن المخيمات الموجودة في عرسال، والمخيمات الموجودة بين الحدود الأردنية والسورية، ورأينا كيف أن الأوضاع هناك مأساوية.
لذلك نحن نتحرك وندعو الجميع للتحرك أيضًا لتقديم مساعدات لهؤلاء اللاجئين، فالسوريون في وضع لا يحسدون عليه، وهم بحاجة لتحرك دولي، وليس فقط تحرك مؤسسات الإغاثة.
وسبق أن تحدثت معك عن تواجد مركز لنا في عرسال، والذي يحوي 70 مخيم سوري، ويبلغ عدد اللاجئين هناك حوالي 1.5 مليون لاجئ، والظروف المناخية هناك صعبة في ظل تساقط الثلوج والأمطار والسيول، والوضع هناك بالفعل صعب جدًا، ويجب على الجميع التحرك للمساعدة.
* إذًا أنتم مستمرون هذا العام في جهودكم الإغاثية في سوريا وفي جميع المناطق التي تعملون بها؟
** نعم، وأود أن أشير إلى أن تركيزنا على اليمن هذا العام لا يعبر عن تحيز لمنطقة ما دون أخرى، فمؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية تعمل في 53 دولة حول العالم حاليًا.
ونؤكد للجميع أن بجانب عملنا في اليمن فإن جهودنا الإغاثية مستمرة في سوريا وفي أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية، فنحن نقوم بتنسيق العمل مع مكاتبنا ومع المؤسسات التي نعمل معها من باب الشراكة، ونقوم بالعديد من المشاريع التنموية والإغاثية في العديد من الدول.
تضافر الجهود
* عودة للمشاريع التي ستقومون بها في اليمن، هل ستعملون هناك وحدكم أم نسقتم مع مؤسسات أخرى، وهل هناك من سيعاونكم من الجالية العربية، خصوصًا أنه في ميشيغان يوجد جزء كبير من أصول يمنية؟
** عملنا يكون دائمًا بالتنسيق مع المؤسسات الأخرى ومع المتبرعين. ونحن في مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية نتعامل مع 30 مؤسسة محلية داخل اليمن لنغطي عدة محافظات، منها (الحديدة، مأرب، حضرموت، تعز).
وهناك صعوبة في التنقل بين هذه المحافظات اليمنية، ولذلك نحن بحاجة إلى متطوعين متواجدين على الأرض، وتواجد المؤسسات المحلية في تلك المحافظات ساعدنا كثيرًا، وقد قمنا بالتواصل معها، بالإضافة إلى تواجد أكثر من 80 متطوع في تلك المحافظات.
تنسيق محلي
* عفوًا أستاذ علاء، لديكم 80 متطوع على المستوى الفردي، وجهدهم مشكور، ولكن جزء من المناطق التي سميتها تخضع للحكومة الشرعية في اليمن، والجزء الآخر يخضع للحوثيين أو لتنظيمات أخرى، فكيف تعملون في هذه الأجواء؟ ومع من تنسقون على الأرض؟، وهل هناك جهات رسمية تتعاونون معها؟
** توجد مؤسسات محلية على الأرض في تلك المدن من الممكن أن تغطي أي عمل.
* تقصد أنكم تنسقون مع المؤسسات المحلية، بينما تقوم هذه المؤسسات المحلية بالتنسيق مع السلطة المعتمدة في المنطقة التي تعملون بها؟
** نعم، نتعاون مع مؤسسات محلية معتمدة، ونحن نقوم فقط بدور الوسيط، ونراقب طريقة العمل في تنفيذ مشروع المساعدات ليكون على المستوى المطلوب، ونتلقى تقارير وصور حول نتائج جهود توصيل المساعدات للمستحقين.
إعانات لوجستية
* ماذا عن المجال اللوجستي؟، نريد أن نعرف مثلاً ما الذي يحدث عندما تقومون بإرسال المساعدات العينية، خصوصًا عندما تصل إلى الموانئ اليمنية؟، ومن هم المتبرعون هنا في الولايات المتحدة لصالح هذه الإعانات اللوجستية؟
** لدينا شراكة مع مؤسسات أميركية ضخمة، وبعض هذه المؤسسات تمولنا بالمواد العينية التي نسميها “”in kind donation، وتكون الحاويات مغلقة، وتتضمن معدات طبية وأدوية وكتب وأثاث مدارس.
فهذه المؤسسات تقدم معونات للمؤسسات الإغاثية مثل مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية على سبيل الشراكة، ونحن من نقوم بدفع تكاليف نقل هذه الحاويات لتصل إلى الموانئ في اليمن، وهناك نقوم بتوزيعها على المؤسسات المحلية لتصل إلى مستحقيها،
ولكن الأهم من الشحنات العينية هو الدعم المادي، فنحن بحاجة إلى دعم من جاليتنا العربية الحبيبة، وخاصة الجالية اليمنية المتواجدة بكثرة هنا في ولاية ميشيغان، وفي كاليفورنيا، ونحن على تواصل دائم معهم.
احتياجات هامة
* أستاذ علاء، قبل أن ينتهي لقاؤنا معكم، ما هي الأشياء التي ترون أن هناك احتياجًا كبيرًا وحاجة ماسة لها في اليمن؟
** الناس هناك يحتاجون الكثير، خاصة للأشياء التي نعتبرها من الكماليات عندنا كالأغذية والملابس والأدوية والمعدات الطبية والعديد من الأشياء الأخرى.
ومن خلال برنامج “صباح الخير ميشيغان” أوجه دعوة إلى كل الجالية بالتكرم والتبرع لمنظمة الحياة للإغاثة والتنمية، حتى نقوم بواجبنا المشترك لرفع هذه المعاناة عن إخواننا في اليمن، ونسأل الله أن يرفع الظلم عن المظلومين.
* ونحن كذلك نظم صوتنا إلى صوتك أستاذ علاء بالتبرع لمؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية، والمؤسسات الإغاثية الأخرى، فنحن في هذا المنبر الإعلامي نشعر بسعادة كبيرة وفخر لأننا نرعى إعلاميًا الجهود الإغاثية والأنشطة الإنسانية التي تقوم بها مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية.
ونوجه الدعوة لكل المستمعين الأعزاء ألا يبخلوا أبدًا بالتبرع أيًا كان قيمته وقدره، ولا تستصغر من الخير شيئًا، فربما تبرع صغير يضاف إلى تبرع صغير آخر فتصبح لدينا حملة من التبرعات الكبيرة التي تساعد المحتاجين في هذه المناطق المنكوبة.
** ونحن في مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية نشكر راديو صوت العرب من أمريكا على هذا الدعم الإعلامي الكبير، وأوجه رسالة أخرى لكل المستمعين، فمؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية هي فقط الوسيط بينكم وبين المحتاجين.
ونرجو منكم التكرم بزيارة موقعنا على الويب سايت وهو lifeusa.org لمشاهدة آخر مشاريعنا الموجودة في بعض الدول والمناطق التي نعمل بها، ويمكن أن تتواصلوا معنا بشكل شخصي على هاتف المكتب في ميشيغان ورقم الهاتف المجاني هو 181008273543، أو رقم مؤسس المكتب 2484247493.
* في الختام ندعوكم مشاهدينا الأعزاء أن تتفضلوا بالاطلاع على أعمال المؤسسة، ولا تترددوا في توجيه الأسئلة إن كنتم تستشعرن أن المعلومة غير كاملة لديكم؛ فالعاملون في مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية لديهم الرغبة والحافز للإجابة على كل أسئلتكم مهما كانت.
أستاذ علاء، لا يسعنا في نهاية هذا اللقاء إلا أن نشكركم ونثمن جهودكم، ونتمنى لكم التوفيق في هذه الرسالة والمهمة الإنسانية التي تقومون بها، وتحية لكم ولكل فريق العمل الخاص بكم، سواء هنا في الولايات المتحدة، أو من المتطوعين في مناطق العمل على الأرض.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لمتابعة اللقاء عبر اليوتيوب:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وللاستماع الى اللقاء عبر الساوند كلاود :