أخبار أميركاتقارير

أمريكا تحيي الذكرى 22 لهجمات 11 سبتمبر وانتقادات لبايدن بسبب خروجه عن التقاليد

أحيا الأمريكيون اليوم الاثنين الذكرى الـ22 للهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر 2001، عندما سيطر 19 إرهابيًا على 4 طائرات ركاب كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة واختطفوها في وقت واحد.

وبعدها قرر الإرهابيون الانتحاريون استخدام تلك الطائرات كصواريخ عملاقة موجهة لضرب مبان بارزة في نيويورك والعاصمة واشنطن.

4 هجمات و3000 قتيل

اصطدمت طائرتان من الأربع بالبرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك، مما تسبب في انهيارهما لاحقًا، بينما اصطدمت الطائرة الثالثة بمبنى البنتاغون في العاصمة واشنطن وأحدثت أضرارًا كبيرة بواجهته الغربية.

فيما تحطمت الطائرة الرابعة في حقل بولاية بنسلفانيا بعد أن قاوم الركاب الخاطفين وسيطروا عليهم. ويُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدام تلك الطائرة في مهاجمة مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن.

وتسببت الهجمات في مقتل 2977 شخصاً، سقط معظمهم في نيويورك، حيث قتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربع وعددهم 246 شخصًا، بينما في مبنى البنتاغون قتل 125 شخصًا، وفي برجي مركز التجارة العالمي فقط قتل 2606 أشخاص بعضهم توفي مباشرة في الهجوم، والبعض الآخر توفي لاحقًا متأثرًا بإصاباته.

ووفقًا لوكالة “رويترز” تعتبر هجمات 11 سبتمبر أسوأ هجوم وقع على الأراضي الأمريكية منذ الهجوم الياباني على بيرل هاربور في هاواي عام 1941، والذي قُتل فيه 2400 شخص.

منفذو الهجمات

تبنى تنظيم “القاعدة” بقيادة أسامة بن لادن التخطيط للهجمات انطلاقاً من مقره في أفغانستان، بحجة الانتقام من أمريكا التي زعموا أنها وحلفائها يتحملون مسؤولية الأزمات والصراعات التي يعيشها العالم الإسلامي.

بينما نفذ الهجمات 19 شخصًا من أتباع تنظيم القاعدة، بينهم 15 من السعودية، و2 من الإمارات، وواحد من لبنان، وواحد من مصر هو محمد عطا الذي قاد المجموعة التي نفذت الهجمات.

وقام الإرهابيون الـ19 بتوزيع أنفسهم على أربع مجموعات لخطف الطائرات الأربعة، ضمت ثلاث منها 5 أفراد، بينما ضمت المجموعة الرابعة 4 أشخاص وهي التي خطفت الطائرة التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا.

وضمت كل مجموعة شخصاً تلقى التدريب على قيادة الطائرات في مدارس طيران في الولايات المتحدة، من أجل تنفيذ المهام الانتحارية بالاصطدام بالمباني.

يضاف إلى المدبرين للهجمات أيضا أسماء أخرى، لكنها لم تشارك في التنفيذ، وأبرزهم خالد شيخ محمد، باكستاني الجنسية، والذي يوصف بالعقل المدبر لهجمات سبتمبر.

ويُعتقد أنه أول من اقترح على بن لادن تدبير عملية اصطدام لطائرات بأهداف في الولايات المتحدة عام 1996، وقد اعتقل في باكستان عام 2003، وأرسل إلى غوانتانامو في عام 2006.

ودفعت الهجمات آنذاك الرئيس جورج دبليو بوش إلى شن “حرب عالمية على الإرهاب” تضمنت هجومًا عسكريًا على أفغانستان للعثور على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

ونجا بن لادن من الاعتقال لعدة سنوات، حتى قُتل في غارة أمريكية على منزل كان يقيم فيه في باكستان عام 2011 بأمر من الرئيس الأسبق باراك أوباما.

إحياء الذكرى

وفي إطار إحياء الذكرى هذا العام توجه الرئيس جو بايدن إلى ألاسكا في ختام رحلة استغرقت 5 أيام إلى الهند وفيتنام، حيث من المقرر أن يلقي كلمة في حفل مهيب في أنكوريج.

وكان قرار بايدن بإحياء الذكرى في ألاسكا، بدلا من واشنطن أو نيويورك، خروجًا عن العرف الرئاسي الذي دأب عليه الرؤساء السابقون بإحياء الذكرى في أحد مواقع الهجمات.

وقال بايدن في تغريدة صباح اليوم الاثنين، بمناسبة الذكرى: “اليوم، نتذكر 2977 حياة ثمينة سُرقت منا في 11 سبتمبر.. القصة الأمريكية نفسها تغيرت في مثل هذا اليوم قبل 22 عامًا، لكن ما لا يمكن ولن يتغير هو طبيعة هذه الأمة”.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، في بيان: “يعتزم الرئيس بايدن تكريم الأرواح التي فقدت وعائلاتهم وأحبائهم الذين ما زالوا يشعرون بألم ذلك اليوم الرهيب”.

وأضافت: “هذا شيء يشعر الرئيس أنه من المهم جدًا القيام به. لا يمكننا إلا أن نتخيل الحزن والألم الذي شعرت به عائلات 11 سبتمبر كل يوم على مدار الـ 22 عامًا الماضية”.

ووفقًا لـ”رويترز” فقد انضمت نائبة الرئيس كامالا هاريس، والرجل الثاني دوجلاس إيمهوف ومسؤولون آخرون إلى عائلات الضحايا عند النصب التذكاري لأحداث 11 سبتمبر في موقع برجي التجارة العالميين، الذي بقي شاهدًا على آثار انهيار المبنى في هذا اليوم المروع.

ومن المقرر أن تضع السيدة الأولى، جيل بايدن، إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للبنتاغون، بينما أقام مسؤولو وزارة الدفاع مراسم إحياء هذا الحدث التقليدي في مقر الجيش الأمريكي عبر نهر بوتوماك من واشنطن.

وقال وزير الدفاع، لويد أوستن، في كلمة خلال الفعالية: “رجال ونساء وزارة الدفاع سوف يتذكرون دائما”، مؤكدا أن “الروح الأمريكية لاتزال تصدح في وقت الاختبار “. وأكد أن أمريكا عززت أمنها العالم وتعمل على مواجهة التهديدات الإرهابية، متعهدا بالإبقاء على “أميركا آمنة”.

بدوره أكد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أن “رجال ونساء وزارة الخارجية الأمريكية لن ينسوا أبداً ذلك اليوم المأساوي والأرواح العديدة التي فقدت وأول المستجيبين الذين سارعوا إلى المخاطر لإنقاذهم”.

وأضاف أن “ذكرى أولئك الذين لقوا حتفهم في أحداث 11 سبتمبر تذكرنا بالسبب الذي يجعلنا نواصل الكفاح ضد أولئك الذين يرتكبون أعمال الإرهاب. وفي السنوات التي تلت ذلك وقفنا جنباً إلى جنب مع شركائنا من جميع أنحاء العالم لإنهاء آفة الإرهاب وضمان محاسبة الإرهابيين على جرائمهم”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن وطننا وشعبنا وحلفائنا”.

انتقادات لبايدن

من ناحية أخرى تعرض الرئيس بايدن لانتقادات من بعض عائلات ضحايا 11 سبتمبر بسبب خروجه عن التقاليد، حيث أصبح أول رئيس أمريكي منذ 22 عامًا لا يحي ذكرى الأحداث في أحد مواقع الهجوم ولا حتى في البيت الأبيض، وفقًا لشبكة foxnews.

وفي هذا الإطار انتقدت تيري سترادا، التي فقدت زوجها في الهجوم على مركز التجارة العالمي، قرار بايدن بإحياء الذكرى بعيدًا عن مواقع الهجمات، ووصفته بأنه “عكس ما تعهدنا جميعًا بعدم نسيانه أبدًا”.

وتابعت: “إنه يقول الآن باستخفاف إنه ليس مضطرًا للحضور إلى أي من المواقع وإحياء الذكرى مع عائلات الضحايا.. هذا أمر فظيع”.

وتشغل سترادا منصب رئيس منظمة عائلات 11 سبتمبر المتحدة، وهو تحالف من العائلات والناجين من الهجوم الإرهابي الذي هز الأمة. ويطالبون معًا بالشفافية الكاملة المحيطة بأحداث ذلك اليوم مع الحفاظ على ذكرى ضحاياه حية.

بينما وصف مات بوتشي، ابن أحد ضحايا 11 سبتمبر، الخروج عن التقاليد بأنه دليل على “الواقع المؤسف” بشأن مناخ البلاد بعد 22 عامًا على الأحداث.

وأضاف: “إذا كان زعيمنا على استعداد لعدم الحضور إلى حفل التأبين، فهذا يظهر رسالة مفادها أن الأمريكيين نسوا ما حدث، وأنه لا بأس أن ننسى. ولسوء الحظ بالنسبة لي ولجميع العائلات الأخرى وأولئك الذين انضموا إلينا هذا الصباح لا توجد طريقة للنسيان، فهذا شيء غيّر حياتنا إلى الأبد، وهذا شيء سنعيش معه إلى الأبد، حتى لو كان بإمكان بقية البلاد أن تنساه”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى