قالت قناة “الجزيرة” القطرية إن شركة ميتا المالكة لمنصة فيسبوك أغلقت حساب الصحفي بالقناة تامر المسحال، مقدم برنامج “ما خفي أعظم” دون سابق إنذار، وذلك بعد 24 ساعة فقط على بث الحلقة الأخيرة من البرنامج التي كشفت التحيز الواضح لفيسبوك لإسرائيل.
وقالت “الجزيرة” إنها تواصلت مع إدارة فيسبوك لاستيضاح سبب حذف الحساب الموثق لمقدم البرنامج، لكنها لم تتلق ردًا حتى الآن.
وكانت الحلقة الأخيرة من برنامج “ما خفي أعظم” قد تم بثها على شاشة قناة “الجزيرة” مساء الجمعة الماضية، وجاءت تحت عنوان “الفضاء المغلق”، وتضمنت اعترافات مثيرة لمسؤول أمني حول علاقة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بفيسبوك وتنسيق الجانبين بشأن إزالة المحتوى المناهض لإسرائيل. كما تضمنت الحلقة شهادات لحقوقيين ومسؤولين سابقين في فيسبوك أقروا فيها بوجود استهداف للمحتوى العربي والفلسطيني خصوصًا في فيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي.
استهداف المحتوى العربي والفلسطيني
وفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد توصل التحقيق الذي أجراه تامر المسحال خلال الحلقة إلى أنه في 26 يوليو 2023 نشر فريق البرنامج في الصفحة العربية خبر وصور شهداء في مدينة نابلس سقطوا جراء عملية إسرائيلية، وتم حذف المنشور على الفور، وتم إنذار الصفحة بأنه سيتم حجبها نهائيًا.
بينما قام فريق البرنامج بنشر نفس الخبر في الصفحة العبرية بشكل متزامن وبصور صادمة أكثر مع نص تحريضي، ولم تقم إدارة فيسبوك بحذف المنشور ولم تنذر الصفحة بحجبها.
وعرضت الحلقة لشهادات لخبراء من بينهم الخبيرة في الحقوق الرقمية مارلينا ويسنياك، التي أقرت بوجود تقييد مفرط للمحتوى العربي والفلسطيني، وقالت إن هناك العديد من الحالات التي تم توثيقها لإزالة أو تقييد المحتوى الفلسطيني أو العربي على خلاف المحتوى العبري.
ونفس الأمر أكدت عليه جولي أوانو، عضوة مجلس الإشراف في شركة “ميتا”، التي قالت في شهادة لها إن مجلس إدارة شركة ميتا يدرك وجود تطبيق مفرط لقواعد فيسبوك وإنستغرام بشأن المحتوى العربي.
ضغط إسرائيلي
وكشف التحقيق الذي أجراه المسحال خلال الحلقة أيضًا عن الدور الذي تلعبه اللوبيات الإسرائيلية في الضغط على إدارة فيسبوك، من أجل استهداف المحتوى العربي والفلسطيني.
وفي هذا الصدد أكد أشرف زيتون، مدير سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في فيسبوك سابقًا، أن إسرائيل استطاعت أن تخلق منظومة قوية جدًا للضغط والتأثير على إدارة منصة ميتا، مشيرًا إلى أن إسرائيل حاولت أن تؤثر أيضًا على القواعد التي تحكم عمل الخوارزميات.
وكشف زيتون أن إسرائيل جهزت جيشًا كاملًا للتبليغ عن المحتوى الفلسطيني والعربي، فيما قامت إحدى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة بإطلاق تطبيق يشجع المستخدمين والمشتركين فيه على التبليغ عن المحتوى المناهض لإسرائيل.
وتوصل التحقيق الذي أجراه البرنامج إلى أن مئات العاملين في شركة ميتا يحملون الجنسية الإسرائيلية، بينهم مديرون ومشرفون وتقنيون في مختلف الإدارات في مقراتها في إسرائيل والولايات المتحدة، وبعضهم كانت لديهم صلات سابقة بالجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية.