أخبار أميركاأميركا بالعربي

محاربة الفساد تفتح الباب أمام اختيار أول عمدة عربي مسلم في كاليفورنيا

ترجمة: مروة مقبول – أثارت فضيحة فساد مالي شهدتها ولاية كاليفورنيا عام 2010، تتعلق بدفع رواتب مبالغ فيها لرئيس مجلس مدينة وأعضائه، الكثير من الجدل وقتها.

هذه الفضيحة التي كشفت عنها صحيفة Los Angles Times دفعت الناخبين في المدينة للبحث عن قادة جدد هدفهم الإصلاح وتنمية المجتمع.

وفي برنامجه The Ray Hanania Show الذي يذاع عبر أثير إذاعة صوت العرب من أميركا، استضاف الإعلامي المخضرم راي حنانيا رجل الأعمال الأمريكي، علي صالح، الذي ينحدر من أصول عربية، وأول عمدة عربي مسلم لمدينة بيل التي تقع في جنوب شرق لوس أنجلوس.

وكان صالح قد تولي قيادة حركة سياسية إصلاحية في المدينة، وكشف عن انتهاكات قانونية ومالية أدت إلى استغلال رئيس مجلس المدينة وأعضاء المجلس للحصول على أموال بطريقة غير شرعية.

 “رُب ضارة نافعة”!

وبحسب ما ذكرته صحيفة Arab News، فقد أسس السيد صالح مؤسسة “باستا” BASTA، وهي اختصار للإسم  Bell Association to Stop the Abuse, ” وهدفها هو الحد من الاستغلال.

وقد ساهمت هذه المؤسسة في الإطاحة بخمسة أعضاء من المجلس بعد أن كشفت أن كل منهم كان يتقاضى 100 ألف دولار سنويًا، بينما كان رئيس المجلس يتقاضى أكثر من مليون دولار.

وفي المقابل، يتقاضى صالح حاليًا راتبًا يبلغ 670 دولارًا شهريًا، أي أكثر من 8,000 دولار سنويًا.

وأوضح صالح أنه ينحدر من عائلة هاجرت من جنوب لبنان في السبعينيات إلى كاليفورنيا، وكان كل هدفه في الحياة هو العناية بأسرته والاهتمام بمشروع العائلة، وهو شركة للملابس لها عدة فروع بالولاية، حيث كان السكان يعانون من الضرائب العقارية المرتفعة. وأكد أنه لم يكن مهتمًا أبدًا بالدخول في الحياة السياسية.

وقال صالح، وهو ديمقراطي، إن “الكثير من اللبنانيين هنا في مقاطعة لوس أنجلوس يريدون فقط توفير الطعام لعائلاتهم والقدرة على تربية الأسرة، أما السياسة فتعتبر أمرا ثانوية بالنسبة لهم.”

وأوضح أن هذا الأجيال الجديدة أصبح لديها اهتمام أكبر بأن يكون لها إسهامات خاصة في السياسة وخدمة مجتمعاتهم. مؤكدًا “هناك الكثير الذي يمكننا تقديمه كعرب أميركيين لهذا البلد العظيم”.

وأضاف أن الفضيحة المالية قد ساعدت إلى حد كبير في تغيير طريقة تفكير وتوجهات الناخبين، فهو لم يكن يتوقع أن ينجح في الانتخابات وأن يحصد أكبر عدد من الأصوات بين المرشحين الآخرين في مجتمع يتكون 96% من سكانه من أشخاص ينحدرون من أصل لاتيني، أما الجالية العربية اللبنانية في معظمها تشكل حوالي 2% فقط من سكان المدينة.

وأشار إلى أن هناك مسجدًا ومركزًا للشباب المسلم، والذي كان يستخدم كمكان اجتماع لمنظمته BASTA السياسية.

 وقال صالح إن الأميركيين العرب بحاجة إلى بناء الثقة مع الفئات الأخرى، ومساعدتهم على فهم أنهم لا يختلفون عنهم. وأوضح أن الأميركيين العرب واللاتينيين يمكنهم العمل معًا لتحقيق نفس الأهداف.

واستطرد قائلًا إن أعضاء المجلس قد انتخبوه ليكون العمدة الجديد للمدينة، وهو أول مسلم عربي يشغل هذا المنصب في الولاية.

ومنذ اليوم الأول لتوليه المنصب في عام 2011، تعهد صالح بالإلتزام بالشفافية، وتمكن  من إجبار كل شخص في كاليفورنيا على إظهار رواتبهم وما يكسبونه.

كما يمكن لأي شخص في الولاية الاطلاع على رواتب الموظفين الحكوميين من خلال خانة”الشفافية” المتاحة على الموقع الرسمي للولاية.

وبعد الانتخابات قال صالح إن قرار أعضاء المجلس الجدد بخفض رواتبهم وفر لدافعي الضرائب ما يقرب من 500 ألف دولار سنويا.

وقال صالح إن الهدف من دخول معترك السياسة هو الدعوة إلى قضايا تخدم المجتمع وتولد التسامح وقبول جميع الشعوب بغض النظر عن تراثها أو أصولها الوطنية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى