Image by Silvia from Pixabay

أميركا بالعربي

مبيعات قياسية للأغذية العربية في أمريكا تعكس اندماجًا قويًا لهم ولثقافتهم في المجتمع

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

August 29, 2023

ترجمة: مروة مقبول – أكد خبراء في صناعة وتوزيع المواد الغذائية في أمريكا أن الإقبال على تناول الأغذية العربية والشرق أوسطية أصبح أكثر شعبية اليوم مقارنة بما كان عليه منذ أكثر من 20 عامًا، بحسب ما ورد بصحيفة Arab News.

وفي لقائها مع الإعلامي المخضرم راي حنانيا في برنامجه The Ray Hanania Show، قالت ماريسا زياد، مدير التسويق لشركة زياد إخوان Ziyad Brothers للاستيراد والتصدير، ومقرها شيكاغولاند، إنه على الرغم من عدم وجود بيانات رسمية توثق زيادة الإقبال على المنتجات الغذائية للشرق الأوسط، إلا أن ارتفاع معدلات مبيعاتها بشكل قياسي في الأسواق الأمريكية يعكس اندماجًا قويًا للعرب وثقافتهم في المجتمع الأمريكي.

كما استضاف البرنامج، الذي يُذاع عبر أثير إذاعة صوت العرب من أميركا، ماثيو جابر ستيفلر، مدير قسم البحوث في المتحف الوطني العربي الأمريكي Arab American National Museum في ديربورن بولاية ميشيغان، والذي أشار إلى غياب الأبحاث الوطنية حول مبيعات المواد الغذائية الشرق أوسطية والمطاعم التي تقدم هذا النوع من الطعام، على عكس وفرة البيانات والإحصاءات المتاحة للمنتجات التي تقدمها المجتمعات الإيطالية والبولندية واليهودية والأفريقية والعرقيات الأخرى.

الذوق العام يتغير

وقال ستيفلر، الذي يعمل أيضًا مديرًا لمركز السرد العربي، وهو مؤسسة بحثية وطنية تابعة لـ ACCESS، أكبر منظمة غير ربحية للمجتمع العربي الأمريكي في البلاد، إن الذوق العام الأمريكي بدأ يهتم بالطعام العرقي واستكشاف الخيارات المختلفة مع أوائل القرن العشرين.

وأوضح أنه قبل ذلك، خلال القرن التاسع عشر، ومع استقبال البلاد لموجات هجرة من مختلف البلدان العربية، بدأ المهاجرون العرب في تدشين أعمالهم التجارية، ومن ضمنها محلات بيع المنتجات الجافة، والمقاهي والمطاعم التي تقدم الأطباق الشرق أوسطية بهدف خدمة أبناء الجالية العربية.

وأضاف أنه مع زيادة حجم الجالية العربية وقيمة أعمالهم الاقتصادية، بدأوا في تقديم طعامهم لغير العرب، وأصبحنا نرى أماكن تقدم الطعام العربي في مناطق لا يوجد فيها عرب، وذلك من منطلق تجاري خالص.

وأكد السيد ستيفلر أن المهاجرين العرب أدركوا أن إمكانهم زيادة أرباحهم من خلال خدمة شريحة أوسع من الزبائن. لذا بدأوا في تسويق المأكولات العربية بأسماء مختلفة مثل المتوسطية والشرق الأوسط واللبنانية، وهذا جعل الطعام أكثر قبولًا لدى الجمهور الأمريكي.

وفي الخمسينيات والستينيات، أصبح من المألوف في أمريكا قيام الزبائن بتجربة المأكولات العرقية. وأصبحت المطاعم العربية جزءًا من المجمعات التجارية ومراكز التسوق، والتي لا تخلو من مطاعم صغيرة تمثل المطابخ المختلفة.

وأشار إلى أن أصحاب هذه المطاعم يقدمون ثقافتهم للجمهور العام في الولايات المتحدة بهذه الطريقة، وفي نفس الوقت يحققون أرباحًا جيدة.

وفيما يتعلق بوجود بيانات دقيقة حول حجم نمو هذا النوع من التجارة، وعدد ومواقع المطاعم العربية في أمريكا، قال السيد ستيفلر إن هذا “غير متوفر”، مؤكدًا أن الاتحاد الوطني للمطاعم، أكبر جمعية تجارية لصناعة الأغذية في العالم والتي تتعامل مع بيانات المطاعم، ليس لديها ما يكفي من البيانات.

وقال ستيفلر إن السؤال الشائع من زوار المتحف الوطني العربي الأمريكي هو أين يمكنهم تناول طعام الشرق الأوسط. وقال إن ديربورن لديها أكثر من 100 خيار، بما في ذلك المأكولات العراقية والسورية واللبنانية واليمنية والفلسطينية.

عوامل مساعدة

من جانبها قالت ماريسا زياد، مديرة التسويق بشركة زياد، إحدى الشركات الرائدة في مجال توزيع الأطعمة الشرق أوسطية لتجار التجزئة وسلاسل متاجر البقالة والمطاعم الكبرى، إن الشركة شهدت على مدار 30 عامًا زيادة في توزيع البقالة الجافة، التي تندرج تحتها المواد الغذائية من منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.

وأوضحت أن هذه الزيادة وصلت مؤخرًا إلى 8%، وذلك بسبب عدة عوامل، بما في ذلك الجنود الأمريكيين الذين خدموا في المنطقة العربية خلال فترة التسعينيات، والذين تذوقوا الأطباق العربية هناك وتولد لديهم شغف بتجربة المزيد منها بعد عودتهم إلى أمريكا.

وقالت إن هناك عامل آخر ساهم في هذه الزيادة، وهو انتشار فيروس كورونا في أوائل عام 2020، فخلال تلك الجائحة التي دامت ما يقرب من 3 سنوات، سعى الأمريكيون إلى استكشاف وصفات جديدة لطهيها في المنزل، وكانت قائمة طعام المطبخ العربي هي خيارهم الأفضل.

وذكرت أن شركة زياد تقدم قائمة وصفات شاملة للأطعمة العربية والشرق أوسطية على موقعها الإلكتروني Ziyad.com.

وذكرت السيدة ماريسا أن العامل الرئيسي الثالث هو تزايد شعبية اتباع الأنظمة الغذائية الصحية، وبالتالي وقع الاختيار على النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، الذي يعتبر واحدًا من أكثر الأنظمة الغذائية الصحية بسبب اعتماده على مواد غذائية مثل البقوليات وزيت الزيتون والحمص والعدس بشكل أساسي.

وأشارت إلى أن أكثر المنتجات مبيعًا للشركة في السوق الأمريكية هي الطحينة والسمن والفاصوليا الحمراء ومزيج الفلافل والبازلاء وماء الورد واللبنة والزبادي بما في ذلك الجميد، وهو عنصر رئيسي لتحضير طبق المنسف.

وأضافت أن مبيعات الحمص تحتل المركز الثالث في البلاد بعد رقائق البطاطس المكسيكية والصلصة والأطعمة النباتية.

زياد إخوان

جدير بالذكر أن شركة زياد إخوان للاستيراد تأسست عام 1966، وكانت تُعرف باسم المخبز والبقالة السورية، وهي واحدة من أولى مخابز الخبز العربي في البلاد، ويقع مقرها في إحدى ضواحي شيكاغو.

وتطورت الشركة حاليًا إلى شركة توزيع، وأصبحت موزعًا لأكثر من 90% من المواد الغذائية الشرق أوسطية والأطعمة الخاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط في سوق التجزئة بالولايات المتحدة.

ويشمل ذلك المنتجات التي تحمل علامة زياد التجارية، إلى جانب أكثر من 20 علامة تجارية أخرى تقوم بتوزيعها حصريًا.

وقالت السيدة ماريسا إن الشركة شهدت زيادة مبيعات بنسبة 7% مقارنة بالعلامات التجارية الأخرى في السوق الأمريكية الرئيسية، مشيرة إلى أن البداية كانت بحوالي 20 منتجًا، واليوم تقوم الشركة بتوزيع ما يقرب من 1000 مكون ومنتج.

وأضافت: “الآن بينما ننمو، سنضيف المزيد من الشركات مثل شركتنا للتأكد من أننا نغطي أجزاء مختلفة من هذا العالم. لذلك نحن نتجه إلى الطعام التركي، وسنذهب إلى شمال أفريقيا وأوروبا الشرقية”.

وفي النهاية أكدت السيدة ماريسا والسيد ستيفلر ضرورة القيام بمزيد من الجهود لجمع البيانات الخاصة بسوق ومبيعات المواد الغذائية لمنطقة الشرق الأوسط، والتي تشهد ارتفاعًا يعكس نمو وتقدم المجتمع العربي في أمريكا.