أخبارأخبار العالم العربي

بيان إسرائيلي يزلزل الحكومة الليبية ويجهض محاولة التطبيع بين البلدين

تسبب بيان نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية في أزمة سياسية كبيرة للحكومة الليبية، وذلك بعد الكشف عن لقاء سري أجرته وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين.

ورغم أن إسرائيل تنتهج غالبًا سياسة الكتمان بشأن اللقاءات التي يعقدها مسؤولوها مع المسؤولين العرب الذين لا تربطها أي علاقات دبلوماسية رسمية مع دولهم إلا أنها قامت هذه المرة- على غير العادة- بنشر بيان حول اللقاء الذي تم بين المنقوش وكوهين.

وكشف البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية عن اللقاء الذي عقد بين وزيري خارجية ليبيا وإسرائيل في روما الأسبوع الماضي.

وأثار هذا البيان عاصفة غضب في الداخل الليبي، مما دعا وزارة الخارجية الليبية لأن تطلب من نظيرتها الإسرائيلية محو البيان، لكنه كان قد انتشر بسرعة في وسائل إعلام دولية.

سحب الثقة

تسبب الكشف عن اللقاء في أزمة سياسية كبيرة داخل ليبيا، قام على إثرها البرلمان الليبي بإصدار بيان أكد فيه أن قراره بسحب الثقة من حكومة عبد الحميد الدبيبة قبل عامين كان قرارًا صائبًا لأنها لا تمثل الشعب الليبي.

وقال متحدث باسم البرلمان الليبي، إنه تأكد للمجلس تورط حكومة الوحدة الوطنية التي وصفها بمنتهية الولاية في لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين بهدف التطبيع، مشيرًا إلى أن سحب الثقة من حكومة الدبيبة كان صائبًا.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد دعا البرلمان الليبي، الذي يتخذ من شرق ليبيا مقرا له، جميع الدول للتعامل مع الحكومة المكلفة من البرلمان، وعدم التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الدبيبة، التي طالب بالتحقيق معها بتهمة انتحال الصفة والفساد والتواصل مع جهات يحظرها القانون.

ودعا البرلمان لتشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة للعمل على آلية تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدًا أن الحكومة الشرعية هي الحكومة المكلفة من مجلس النواب، داعيًا جميع الأجهزة والمؤسسات في الدولة الليبية لعدم التعاون مع حكومة الوحدة حتى تشكل حكومة جديدة.

لقاء مثير للجدل

كان وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلين كوهين، قد عقد لقاءًا مع وزيرة الخارجية الليبية في روما الأسبوع الماضي. ووصفت الخارجية الإسرائيلية اللقاء بأنه “تاريخي”، مشيرة إلى أنه ناقش سبل تطوير العلاقة بين البلدين.

من جانبها قالت وزارة الخارجية الليبية إن اللقاء لم يتم التخطيط له مسبقا وتم بشكل غير رسمي، وبعد ردود شعبية غاضبة، قررت حكومة الدبيبة بتوقيف الوزيرة عن عملها، ثم تطور القرار إلى إقالتها وإحالتها للتحقيق.

فيما قالت الوزيرة الليبية في تصريحات لصحف إسرائيلية إن رئيس الحكومة الدبيبة كان على علم مسبق باللقاء الذي تم بينها وبين الوزير الإسرائيلي، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

وبحسب الخارجية الإسرائيلية، فإن اللقاء كان منسقًا مع الخارجية الليبية مسبقًا وأن الكشف عنه كان بموافقة ليبية.

وأكدت الخارجية الإسرائيلية أن مسؤوليها لم يقوموا بتسريب أي خبر متعلق بهذه الزيارة، وأن صحافيين إسرائيليين علموا بالخبر مساء أمس ما دفع الخارجية الإسرائيلية للإعلان عنه قبل الموعد المقرر.

وبسبب التطورات وإقالة الوزير الليبية تعرض الوزير كوهين لانتقادات حادة في الداخل الإسرائيلي، حيث وصف زعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لابيد، خطوة نشر الخبر بغير المسؤولة والضارة لعلاقات إسرائيل بالخارج.

ويرى مراقبون أن تسريب خبر اللقاء أجهض أي محاولات مستقبلية للتطبيع بين إسرائيل وليبيا، مشيرين إلى أن قناة الاتصال الوحيدة والنادرة تم القضاء عليها بسبب هذا التسريب.

وقالوا إن إبقاء اللقاء سريًا كان من الممكن أن يبني آمالا مستقبلية للتطبيع، لكن تسريبه قطع أي فرصة لعقد لقاءات سرية أخرى مع الدول التي لم تطبع حتى الآن مع إسرائيل.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى