تقرير: جواسيس وقراصنة يستهدفون صناعة الفضاء الأمريكية

أصدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية تحذيرًا بشأن جواسيس أجانب يستهدفون صناعة الفضاء الأمريكية بالإضافة إلى هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية للأقمار الصناعية في البلاد، وفقًا لما نشره موقع “ياهو نيوز“.

أصدر المركز الوطني لمكافحة التجسس والأمن (NCSC)، وهو جزء من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، نشرة حديثة تحذر من أن وكالات الاستخبارات الأجنبية يمكن أن تستخدم الهجمات الإلكترونية أو الشركات الوهمية أو التجسس لجمع معلومات حساسة حول القدرات الفضائية الأمريكية أو التقنيات المبتكرة.

وتطرق التحذير أيضًا إلى استخدام أنظمة الفضاء المضاد مثل التشويش على الأقمار الصناعية أو القرصنة لتعطيل أنظمة الأقمار الصناعية الأمريكية أو إتلافها.

ووفقا للنشرة، فإن وكالات الاستخبارات الأجنبية “تدرك أهمية صناعة الفضاء التجارية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي والأمن القومي، بما في ذلك الاعتماد المتزايد للبنية التحتية الحيوية على الأصول الفضائية”.

تقدم النشرة مجموعة من الإرشادات لمساعدة الشركات الخاصة على التخفيف من أي ضرر محتمل قد تسببه محاولات التجسس هذه، ويأتي هذا التحذير في وقت يصل فيه الاستثمار في قطاع الفضاء الأمريكي إلى مستويات عالية جديدة وتستمر البنية التحتية للأقمار الصناعية الأمريكية في النمو إلى نطاق غير مسبوق.

تسرد النشرة مجموعة متنوعة من الطرق التي يمكن لوكالات الاستخبارات الأجنبية من خلالها الوصول إلى صناعة الفضاء من أجل الوصول إلى الخبرة أو التقنيات الجديدة، وتبدو بعض أساليب التجسس المذكورة غير ضارة، مثل الاتصال بخبراء صناعة الفضاء في المؤتمرات أو الاتصال بهم من خلال المنتديات عبر الإنترنت للحصول على معلومات.

والبعض الآخر أكثر ارتباطًا بالمعاملات التجارية، فيما تحاول وكالات الاستخبارات الأجنبية في كثير من الأحيان الوصول إلى المعلومات الحساسة من خلال استخدام المشاريع المشتركة أو الشركات الوهمية للاستثمار في شركات الفضاء من أجل الوصول، أو من خلال شراء طريقها إلى سلسلة التوريد التي تعتمد عليها شركات الطيران الأمريكية للحصول على قطع الغيار والمواد.

بعض الأساليب المذكورة أكثر وضوحًا، مثل تنفيذ الهجمات الإلكترونية أو اختراق الشبكات الخاصة لسرقة الملكية الفكرية، وفي عام 2021 كانت وكالة ناسا واحدة من 9 وكالات تم استهدافها باختراق SolarWinds، وهو هجوم إلكتروني ضخم أطلقت عليه قيادة الوكالة اسم “نداء التنبيه” فيما يتعلق بتأمين الشبكات التي تعتمد عليها لتخزين ونشر البيانات الفنية الحساسة.

بالإضافة إلى تحذير صناعة الفضاء الخاصة، تنص النشرة على أن وكالات الاستخبارات الأجنبية يمكن أن تضر بالأمن القومي الأمريكي من خلال “جمع البيانات الحساسة المتعلقة بحمولات الأقمار الصناعية، وتعطيل وتدهور اتصالات الأقمار الصناعية الأمريكية، وقدرات الاستشعار عن بعد والتصوير، واستهداف الفضاء التجاري الأمريكي، وكذلك البنية التحتية أثناء الصراعات الدولية”.

كان هذا السيناريو الأخير قائمًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ووفقًا لإيلون ماسك مؤسس شركة SpaceX، كانت أقمار اتصالات الإنترنت Starlink التابعة لشركته هدفًا لهجمات إلكترونية ومحاولات تشويش متكررة، فيما أفادت قوة الفضاء الأمريكية أن إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في جميع أنحاء أوكرانيا قد تم التشويش عليها بشكل متكرر أيضًا.

وبطبيعة الحال، تعمل الولايات المتحدة على تحسين أساليبها الخاصة في تعطيل الأصول الفضائية المعادية، وأنشأت القوة الفضائية مؤخرًا وحدتها الأولى المخصصة لاستهداف الأقمار الصناعية للدول الأخرى، وتقوم بتدريب أفرادها على استخدام التشويش على الأقمار الصناعية بالذخيرة الحية.