Refugees - Image by David Mark from Pixabay

أخبار أميركا

بعد أن نسيهم العالم.. اللاجئون يناشدون رجال الدين لتوعية وتذكير الناس بأزماتهم ومعاناتهم

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

August 23, 2023

ترجمة: مروة مقبول – في الوقت الذي أصبح فيه العالم لا يهتم بشكل كبير بأوضاع اللاجئين بسبب زيادة أعمال العنف والصراع والكوارث الطبيعية، لفت رئيس إحدى منظمات الإغاثة الرائدة في العالم الانتباه للدور الذي يتعين على رجال الدين أن يلعبوه لزيادة الوعي بأزمة هذه الفئة التي يتزايد عددها وأزماتها كل عام، بحسب ما ذكرته صحيفة Arab News.

وفي لقائه مع الصحفي المخضرم راي حنانيا، في برنامجه The Ray Hanania Show الذي يُبث عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا، قال د. زاهر سحلول، رئيس ومؤسس منظمة MedGlobal، التي تنظم الإغاثة والدعم الطبي للاجئين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، إن أزمة اللاجئين أصبحت “شائعة جدًا” وهم لا يحصلون على الدعم أو القدر الكافي من الانتباه والاهتمام كما كان الحال في الماضي.

وأضاف: “لدينا الآن عدد أكبر من النازحين واللاجئين أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية”، مشيرًا إلى التقديرات الصادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والتي كشفت أن هناك حوالي 100 مليون نازح حول العالم.

اللاجئون والنازحون

وأوضح د. سحلول أن هناك خلط كبير بين المصطلحات عند التعامل مع اللاجئين، مشيرًا إلى أن هناك فئات مختلفة من الأشخاص الذين تركوا منازلهم لأسباب مختلفة- وهم اللاجئون والنازحون والمهاجرون- إما لأسباب اقتصادية أو إنسانية.

فاللاجئون هم أشخاص نزحوا خارج بلدهم إلى دولة أخرى بسبب الاضطهاد أو الحرب أو لأي سبب آخر. وهناك حوالي 30 مليون لاجئ حاليًا معظمهم من الشرق الأوسط، ومن سوريا تحديدًا.

في حين يمكن تعريف النازحين على أنهم أشخاص مشردين داخل الدول التي ينتمون إليها. فعلى سبيل المثال، هناك حرب في سوريا بدأت من 13 عامًا، نتج عنها أن أصبح نصف مواطني سوريا نازحين داخل بلدهم. لذلك تجد أن هناك أشخاص من دمشق يعيشون في إدلب أو في الرقة أو في حمص، لأن مناطقهم مدمرة بالكامل أو غير آمنة.

ولا تزال سوريا، التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، الدولة الأولى على مستوى العالم من حيث عدد اللاجئين، فهي تُصدّر حوالي 25% من إجمالي اللاجئين حول العالم.

فهناك 6.5 مليون لاجئ سوري انتقلوا إلى خارج بلادهم، إما إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا ودول أخرى. وتأتي في المرتبة الثانية والثالثة أوكرانيا ثم أفغانستان من حيث عدد اللاجئين.

لكن د. سحلول قال إن هناك أيضًا لاجئون بعدد كبير من دول أخرى مثل السودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا.

وكذلك ميانمار التي تضم مجتمع الروهينجا، فبحسب البيانات، يعتبر مخيم الروهينجا في بنغلاديش هو أكبر مخيم للاجئين في العالم، حيث يضم أكثر من 750 ألف شخص.

دور رجال الدين

وألقى د. سحلول الضوء على أزمة اللاجئين وما تعانيه من تجاهل وإهمال على المستوى العالمي، وذلك في كلمته أمام حشد يضم ما يقرب من 10 آلاف من رجال الدين والناشطين في مؤتمر استضافه “برلمان أديان العالم”  Parliament of the World’s Religions في شيكاغو.

وفي هذا الإطار قال د. سحلول: “أنا ألوم قادتنا الدينيين وصانعي السياسات على عدم القيام بدورهم المطلوب منهم لدعم اللاجئين والتوعية بأزماتهم ومعاناتهم”.

وأضاف: “وربما يكون لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دور مهم أيضًا في إلقاء الضوء على أزمة اللاجئين وسط انشغال العالم بأزمات أخرى، لأننا نتعرض لأزمات كثيرة، بما في ذلك حرائق الغابات في ماوي التي أدت إلى مقتل 95 شخصًا، وحرب أوكرانيا، وصراعات وحروب في مناطق عديدة بالعالم، بالإضافة إلى أزمات تغير المناخ، لكن أزمة اللاجئين لا تقل أهمية عن كل هذه الأزمات”

وأكد د. سحلول أن الديانات الثلاث الرئيسية، الإسلام والمسيحية واليهودية، تولي اهتمامًا كبيرًا باللاجئين. كما وجه اللوم لرجال الدين لأنهم لا يجعلون هذا الأمر أولوية لمجتمعاتهم.

وتابع “نحن لا نسمع الكثير في الكنائس أو المعابد اليهودية أو المساجد عن أزمة اللاجئين، على الرغم من أهمية هذه الأزمة التي تمس الملايين من البشر حول العالم، وهذا التجاهل لا يجعل الناس تتعاطف معهم رغم معاناتهم”.

وشدد د. سحلول على أهمية الدور الذي يتعين على رجال الدين أن يقوموا به في تثقيف المجتمعات وتوعيتهم فيما يتعلق بهذه الأزمة وأهميتها.

على سبيل المثال، زعم سحلول أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قد انخرطت في السياسة بدلاً من أن تقوم بدورها الإنساني وتتحدث علنًا وتدافع عن اللاجئين.

جدير بالذكر أنه تم إطلاق برلمان أديان العالم خلال المعرض الكولومبي العالمي عام 1893 في شيكاغو. وظهر من بين معروضاتها العديدة معرض ضخم يسمى “شارع في القاهرة” يضم 26 مبنى، بما في ذلك مسجد ومحلات تجارية.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك أيضًا منزل عربي “نموذجي”، وهو منزل تاجر الذهب الرائد جمال الدين الذهبي، ومعبد الأقصر المصري.