Photo courtesy of NRA Facebook page

أخبار

وفيات الأطفال بالأسلحة النارية تتجاوز وفيات حوادث السيارات والمخدرات والسرطان

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

August 21, 2023

قالت دراسة حديثة إن عددًا قياسيًا من الأطفال في الولايات المتحدة قتلوا بسبب الأسلحة النارية خلال عام 2021، ورجحت الدراسة أن عدد الأطفال والمراهقين الذين قتلوا بسبب الأسلحة النارية خلال العام أكثر من الذي توفوا بسبب حوادث السيارات وجرعات المخدرات الزائدة والسرطان.

وقالت الدراسة إن الوفيات المرتبطة بالأسلحة النارية بين الأطفال في الولايات المتحدة وصلت إلى ذروة مقلقة في عام 2021، حيث أودت بحياة 4752 طفلاً، وتجاوزت العدد القياسي الذي شوهد خلال السنة الأولى من الوباء، وفقًا لتحليل جديد لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ووفقًا لشبكة NBC news يقول الخبراء إن هذه الأرقام المثيرة للقلق تشير بوضوح إلى أن وباء العنف المسلح في أمريكا أصبح في أسوأ حالاته.

وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية كانت بين الذكور الذين تبلغ أعمارهم 19 عامًا أو أقل. وكان الأطفال الذكور السود أكثر عرضة للوفاة بسبب القتل، بينما كان الذكور البيض الذين تبلغ أعمارهم 19 عامًا أو أقل أكثر عرضة لقتل أنفسهم بالبنادق.

وقال الدكتور تشيثان ساتيا، المؤلف الرئيسي للدراسة، التي نُشرت اليوم الاثنين في مجلة طب الأطفال: “هذه بلا شك إحدى أزمات الصحة العامة الرئيسية في هذا البلد”. “السبب الأرجح لوفاة طفلك في هذا البلد هو السلاح الناري. هذا أمر غير مقبول”.

واقع مرير

ويمثل هذا الواقع المرير العام الثاني على التوالي الذي تكون فيه الأسلحة السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال والمراهقين، متجاوزة حوادث السيارات وجرعات المخدرات الزائدة والسرطان. وقال ساتيا إنه لا توجد علامات على تباطؤ هذا الاتجاه.

وكان ما يقرب من ثلثي الوفيات في عام 2021 عبارة عن جرائم قتل، على الرغم من أن عمليات إطلاق النار غير المتعمدة أودت بحياة العديد من الأطفال.

وبغض النظر عن صغر سن الضحايا، فإن وفيات الأطفال المرتبطة بالأسلحة النارية تركت بصماتها في كل ركن من أركان الولايات المتحدة تقريباً.

وفي الأشهر الأخيرة، توفي طفل يبلغ من العمر 3 سنوات في فلوريدا بعد أن أطلق النار على نفسه بمسدس. وفي ولاية كاليفورنيا، قتل طفل يبلغ من العمر 3 سنوات أخته البالغة من العمر سنة واحدة بمسدس.

وتوفي طفل يبلغ من العمر عامين في ميشيغان بعد لعبه بسلاح ناري غير مؤمن. وفي الأسبوع الماضي قُتل طفل يبلغ من العمر 6 سنوات في فلوريدا برصاصة قاتلة على يد طفل يبلغ من العمر 9 سنوات.

زيادة مقلقة

ومن عام 2018 إلى عام 2021، كانت هناك زيادة بنسبة 42% تقريبًا في معدل الأطفال الذين قتلوا بالسلاح، وفقًا للدراسة. واستمرت الوفيات في الارتفاع في عام 2021، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 4700 حالة وفاة بين الأطفال بسبب الأسلحة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 9% تقريبًا مقارنة بعام 2020.

ومن بين تلك الوفيات في عام 2021، كانت هناك 64.3% جرائم قتل، و29.9% حالات انتحار، و3.5% ناجمة عن إصابات غير مقصودة، وفقًا للتحليل.

وكان الباحثون يتوقعون أن يشهدوا انخفاضًا في الوفيات المرتبطة بالأسلحة بين الأطفال في عام 2021، بعد زيادتها الحادة في عام 2020، والتي يُعتقد أنها ناجمة عن عمليات الإغلاق الناجمة عن الوباء وبقاء الأطفال في المنزل، إلا أن تلك التوقعات لم تتحقق.

وقال ساتيا: “كان هذا الأمر مفاجئاً للكثيرين منا”، مضيفاً أن هذا يعني أن ” البلاد قد دخلت خط جديد مثير للقلق، حيث سنستمر في رؤية المزيد من الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية بين الأطفال”.

علاوة على ذلك، فإن الشباب الناجين من الإصابات المرتبطة بالأسلحة النارية قد يواجهون تحديات إضافية تتجاوز الصدمات الجسدية. كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية واضطرابات تعاطي المخدرات.

المجتمعات الملونة

وتشير الدراسة إلى أن عبء جرائم القتل بالأسلحة النارية بين الأطفال أثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الملونة، حيث يشكل الأطفال السود 67.3% من جرائم القتل المرتبطة بالأسلحة النارية، مع زيادة في معدل الوفيات بمقدار الضعف تقريبًا منذ عام 2020.

ويشكل الأطفال البيض 78.4% من حالات الانتحار المرتبطة بالأسلحة النارية. وبشكل عام، يمثل الأطفال السود نصف إجمالي الوفيات المرتبطة بالأسلحة النارية.

وقالت الدراسة: “لقد شهدت المجتمعات الملونة زيادة كبيرة في هذه الوفيات مقارنة بأقرانها من البيض”. وعند دراسة الوفيات المرتبطة بالأسلحة بين الأطفال جغرافيًا، تحملت الولايات الجنوبية – مثل لويزيانا وميسيسيبي وألاباما وكارولينا الجنوبية – ومونتانا، عبئًا أكبر من الوفيات، على الرغم من أن الباحثين بدأوا في رؤية معدلات متزايدة في الغرب الأوسط، وفقًا للتحليل.

وشكل المراهقون الأكبر سنا، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما، 82.6% من الوفيات المرتبطة بالأسلحة النارية في عام 2021. وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة، ارتبط ارتفاع مستويات الفقر بارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية.

وقال ساتيا: “إن عدم المساواة والعنصرية والمحددات الاجتماعية للصحة وانعدام الأمن الغذائي، كلها أسباب جذرية للعنف”، بما في ذلك العنف المسلح.

إجراءات للمواجهة

تقول الدراسة إنها لم تستطع التوصل إلى أحدث الإحصائيات حول وفيات الأطفال بسبب الأسلحة النارية. ولكن بسبب عدم وجود تشريعات من المشرعين تستهدف الأسلحة، فإنها تعتقد أن عدد القتلى سيكون أعلى في العام المقبل.

وأضافت: “إننا نرى كل يوم عدداً لا يحصى من الأطفال يموتون بسبب العنف المسلح، إنه يؤثر على الجميع، في كل مكان، ويزداد سوءًا”.

وفي محاولة لمواجهة هذه المشكلة ركز أعضاء الكونغرس على الصحة العقلية للشباب، بما في ذلك توسيع خدمات الصحة العقلية في المدارس وتوفير رعاية الصدمات.

وتدعو الدراسة إلى إجراء فحوصات أفضل للخلفيات وتخزين الأسلحة بشكل أكثر أمانًا. وقالت أيضًا إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث في الأسباب الجذرية للعنف المسلح.

وأضافت: “على الرغم من أننا نستطيع أن نقول إن هذه قضية قد لا تؤثر على الجميع، إلا أنها تؤثر على المجتمع بأكمله بالفعل، فإذا نظرت إلى الارتفاع الكبير في الإصابات الناجمة عن الأسلحة النارية، فستجد أنها تضرب جميع المجتمعات.. حتى وإن لم تلاحظها في المكان الذي تعيش فيه”.