أخبار أميركاهجرة

تقرير يكشف تدفق آلاف المهاجرين من دولة عربية إلى أمريكا عبر طريق جديد

كشف تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” عن تدفق آلاف المهاجرين من إحدى الدول العربية إلى الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة بفضل طريق جديدة تم اكتشافه والترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت الوكالة إن إحدى المهاجرات من هذه الدولة قالت إنها كانت تتصفح تطبيق واتساب الخاص بها بالصدفة عندما جاءتها رسالة تخبرها لأول مرة عن الطريق الجديد إلى الولايات المتحدة، بينما قال مهاجر آخر إنه اكتشف هذا الطريق على تطبيق TikTok بعد بضعة أسابيع.

مسار جديد

وأشار التقرير إلى أن هناك الآلاف من الأشخاص في موريتانيا قالوا إنهم يتبعون مسارًا جديدًا تزداد شعبيته بين المهاجرين الشباب في هذه الدولة العربية الواقعة في غرب إفريقيا، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد أن الطريق الجديد أوصل آلاف المهاجرين إلى إحدى ضواحي ولاية أوهايو في الأشهر الأخيرة، وهو تدفق مفاجئ وغير متوقع يسلط الضوء على القوة المتزايدة لوسائل التواصل الاجتماعي لتغيير وإعادة تشكيل أنماط وطرق الهجرة في جميع أنحاء العالم.

الحلم لا زال ممكنًا

ووفقًا للوكالة فإن الارتفاع المفاجئ في هجرة الموريتانيين إلى أمريكا يرجع إلى اكتشاف طريق جديد هذا العام يمر عبر نيكاراغوا، والتي أجرت تعديلات مؤخرًا تتعلق بتأشيرات وشروط الدخول، وسمحت هذه التعديلات للمواطنين الموريتانيين وبعض الرعايا الأجانب الآخرين الحصول على تأشيرة بسهولة أكبر وبتكلفة أقل، من دون حتى شراء تذكرة العودة.

ومع انتشار أخبار هذه التسهيلات الجديدة قامت بعض وكالات السفر والأشخاص المتورطين في الهجرة، بالترويج على وسائل التواصل الاجتماعي لرحلات جوية تنقل المهاجرين الأفارقة عبر مطارات في تركيا وكولومبيا والسلفادور، وتنتهي وجهة تلك الرحلات في نيكاراغوا، ومن هناك، يتم نقل المهاجرين شمالاً عبر أمريكا الوسطى، بواسطة حافلات، وبمساعدة المهربين الذي يتركونهم على بعد ساعتين من المشي بالقرب من ولاية أريزونا الجنوبية.

أحد مقاطع الفيديو الذي يروج لهذه الرحلات على منصة TikTok يخاطب جمهوره قائلًا: “الحلم الأمريكي لا يزال متاحًا” ، وهو واحد من عشرات المنشورات المماثلة التي تخاطب الموريتانيين وتعدهم بمساعدتهم على القيام بالهجرة إلى أمريكا، وتقول لهم: “لا تؤجلوا للغد ما يمكنكم فعله اليوم”.

تدفق مفاجئ

ويشير التقرير إلى أن تدفق الموريتانيين فاجأ المسؤولين بالفعل في الولايات المتحدة، خاصة وأنه جاء دون وقوع حدث مثير في موريتانيا، مثل كارثة طبيعية أو انقلاب عسكري أو انهيار اقتصادي مفاجئ.

وقالت حكومة هندوراس التي تقع إلى شمال نيكاراغوا إنها سجّلت عبور 4 آلاف مواطن موريتاني عبر أراضيها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعدما كان عددهم في الفترة نفسها من السنة الماضية لا يتخطى الـ500.

ووفقًا للإحصاءات فإنه في الفترة من مارس إلى يونيو الماضي وصل أكثر من 8500 موريتاني إلى أمريكا عن طريق عبور الحدود بشكل غير قانوني من المكسيك، وذلك ارتفاعًا من 1000 فقط في الأشهر الأربعة السابقة، وفقًا لبيانات إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.

وبعد فترة من الاعتقال والفحص الحدودي قد تستمر لساعات أو أيام، قد يدخل هؤلاء المهاجرون البلاد في انتظار موعد المحكمة لرؤية ما إذا كانوا سيحصلون على إقامة، أم سيتم ترحيلهم مجددًا إلى موريتانيا.

وسرعان ما يجد الكثيرون منهم طريقهم إلى سنسيناتي في أوهايو، حيث يوجد هناك مجتمع صغير من الموريتانيين، لكنه نابض بالحياة ويساعد كل من جاء منهم إلى البلاد كلاجئين منذ عقود.

في هذا الإطار قال عمر بال، الذي وصل من موريتانيا إلى سنسيناتي في عام 1997، إنه استقبل في منزله مؤخرًا أكثر من 12 مهاجرًا جديدًا، مشيرًا إلى أنه “منذ أربعة أشهر، أصبح الأمر مجنونًا، ولم يتوقف هاتفي عن الرنين”.

أسباب الهجرة

وصل الكثير من الموريتانيين إلى الولايات المتحدة في التسعينيات كلاجئين، بعد أن بدأت الحكومة العسكرية بطرد المواطنين السود.

وتعد موريتانيا واحدة من آخر الدول التي جرمت العبودية رسمياً، ولا يزال السكان السود فيها يعانون من القمع، وفقاً لمدافعين عن حقوق الإنسان. ويقول بعض الذين غادروا موريتانيا مؤخرًا إنهم يفرون مرة أخرى من عنف الدولة الموجه ضد السود.

وتصاعدت التوترات العرقية  مؤخرًا إثر احتجاجات اندلعت ضد الحكومة على خلفية مقتل شاب أسود في حجز الشرطة في مايو الماضي، مما دفع الحكومة إلى إغلاق شبكة الإنترنت، والتحرك بقوة لقمع الاحتجاجات، مما أثار التوتر في أوساط الشباب.

وأدى شعور البعض بأن حياتهم مهددة إلى دفعهم للفرار عبر الطريق الجديد إلى سينسيناتي في أوهايو، حيث نما إلى علمهم أن الجالية الموريتانية المزدهرة هناك تساعد الوافدين الجدد على الوقوف على أقدامهم وبدء حياة جديدة.

تكلفة أعلى ومخاطرة أقل

أحد منظمي طريق الهجرة الجديد، قال إن تكلفة الرحلة تبلغ ما بين 8 آلاف  و10 آلاف دولار، مشيرًا إلى أنه مبلغ ضخم تدبره بعض العائلات للمهاجر منها عن طريق بيع الأراضي أو الماشية.

ورغم تكلفة الرحلة المرتفعة إلا أن المهاجرين من موريتانيا يفضلونها على الهجرة عن طريق مراكب الموت في البحر المتوسط، التي قتلت عشرات الآلاف خلال العقد الماضي.

وكانت السلطات الموريتانية والإسبانية قد شنت حملة على القوارب التي تعبر المحيط الأطلسي إلى جزر الكناري الإسبانية، كما يتم اعتراض الناس الذين يقومون برحلة إلى شمال إفريقيا لمحاولة عبور البحر الأبيض المتوسط .

في السابق، كان تقديم طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة يعني السفر إلى البرازيل، ثم المخاطرة برحلة خطيرة عبر الغابة الكثيفة، بينما الطريق الجديد عبر نيكاراغوا أفضل وأقل خطورة، لأنه يتم بشكل قانوني، وبقية الرحلة تتم على الأرض بشكل آمن، وهي خيارات جذابة للموريتانيين وغيرهم ممن يرغبون في مغادرة إفريقيا.

ويقول أحد المهاجرين إن الطريق الجديد يمثل فرصة نادرة لجيل يتوق إلى حياة أفضل، والحقيقة هي أن الناس يرون أن هناك فرصة سانحة، ولهذا السبب يسارعون في اغتنامها”.

مخاطر على الطريق

ومع ذلك، يقول بعض الذين سلكوا طريق نيكاراغوا إنهم تعرضوا للتضليل بشأن الأخطار المحتملة والمستقبل الذي ينتظرهم في الولايات المتحدة، حيث سقطت حافلة تقل مهاجرين على منحدر تل شديد الانحدار في المكسيك ، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا، من بينهم موريتاني، وتم نقل اثنين آخرين إلى المستشفى.

وقالت إحدى المهاجرات إنها سلبت ما تبقى من نقودها في حافلة في المكسيك من قبل رجال يرتدون زي ضباط الشرطة، وبعد عبور الحدود تم نقلها إلى المستشفى مصابة بالجفاف. وأضافت: “يقولون إن الأمر ليس صعبًا للغاية، لكن هذا ليس صحيحا، فنحن نواجه الكثير من الألم على طول الطريق”

وقال آخر إن شقيقه غادر البلاد في يونيو الماضي في رحلة عبر نيكاراغوا واحتُجز على الحدود، ولا يزال مسجونا في أحد مواقع الاحتجاز في تكساس.

ودعت جماعات حقوق الإنسان إدارة بايدن إلى منح الحماية المؤقتة للموريتانيين، مشيرة إلى تقارير عن انتهاكات تمارس ضد السكان السود الذين تم ترحيلهم بعد الفرار.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى