أسعار البنزين عند أعلى مستوى لها هذا العام.. وقلة المعروض تقلق الأمريكيين

بينما يستعد الأمريكيون لموسم بدء الدراسة بدأت مخاوفهم تزداد مع ارتفاع أسعار البنزين إلى أعلى مستوياتها هذا العام بفعل تراجع الإمدادات وقلة المعروض.

وكان المستهلكون يأملون في الحصول على استراحة من ارتفاع تكاليف الوقود مع انحسار ذروة السفر أثناء الإجازة، لكن الطلب القوي وسلسلة الانقطاعات في المصافي دفعت متوسط ​​سعر التجزئة الوطني إلى الارتفاع ليصل إلى 3.86 دولار للغالون اليوم الثلاثاء، وهو مستوى أعلى بنسبة 7% مما كان عليه الشهر الماضي، وفقًا لوكالة “رويترز“.

قام مارتن جونز، وهو أحد المصطافين من ماساتشوستس، بتعبئة سيارته بالبنزين خلال رحلة إلى واشنطن العاصمة لمشاهدة معالم المدينة. وقال إنه يشعر بالارتياح لأن الأسعار لم تقترب بعد من مستوى 5 دولارات للغالون الذي حدث في الصيف الماضي، وإلا فلن يتمكن من القيام برحلات طويلة مثل هذه بسهولة.

لكن ما لا يعلمه جونز أن أسعار البنزين في مناطق مثل كاليفورنيا وواشنطن قفزت بالفعل فوق 5 دولارات للغالون. بينما يتوقع المحللون في بنك جولدمان ساكس أن يبلغ متوسط ​​أسعار التجزئة الوطنية للبنزين 3.90 دولار للغالون هذا الشهر.

وقال خبراء في موقع تعقب الأسعار GasBuddy.com: “من غير الطبيعي أن نرى ارتفاع الأسعار في هذا الوقت من العام.. ونميل إلى رؤية الأسعار تتراجع في الخريف”.

تراجع الإمدادات

وكانت أسعار التجزئة في الغرب الأوسط الأمريكي قد قفزت بما يصل إلى 21 سنتًا للغالون في ولاية أوهايو، بينما قفزت بحوالي 16 سنتًا في ميشيغان في الأسبوع الماضي، وذلك نتيجة أعمال الصيانة التي جاءت في وقت سابق عن المتوقع في مصفاة BP في وايتنج بولاية إنديانا.

بالإضافة إلى ذلك ستتعطل مصفاة “إيرفينغ أويل” في نيو برونزويك بكندا، التي تبلغ طاقتها 320 ألف برميل يوميًا، ومصفاة دلتا في ترينر بولاية بنسلفانيا، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 185 ألف برميل يوميًا، معظم شهر سبتمبر وجزء من أكتوبر، مما سيؤثر على حوالي 9% من الإمدادات في مناطقهم.

وظلت مخزونات البنزين الأمريكية الأسبوعية طوال هذا العام أقل من متوسط ​​المخزونات المعتادة طوال السنوات الخمس الماضية، مما يمهد الطريق لارتفاع الأسعار إذا تعطلت طاقة التكرير.

وانخفض إجمالي مخزونات البنزين الأمريكية هذا الشهر إلى 216.4 مليون برميل، وهو خامس انخفاض في ستة أسابيع، وفقًا لبيانات الحكومة الأمريكية.

في الوقت نفسه، من المحتمل أن تكون مستويات الحرارة القياسية في تكساس قد أدت إلى انخفاض بنسبة 2% في عائدات منتجات مصافي التكرير الأمريكية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال بنك جولدمان ساكس إن التغييرات في العائد غالبًا ما تؤدي إلى انخفاض ملموس في توافر المنتج.

ولا نزال في انتظار ذروة موسم الأعاصير، حيث رفعت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) الأسبوع الماضي توقعاتها للعواصف، التي يرجع سببها جزئيًا إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر.

ويمكن أن تؤدي الأعاصير إلى إتلاف أو إغلاق مصافي النفط الأمريكية، خاصة على طول ساحل الخليج، وهو ما سيفاقم مشكلة تراجع الإمدادات.