المصدر: سفارة المملكة العربية السعودية في الأردن

أخبار

تعيين أول سفير سعودي لدى السلطة الفلسطينية وسط أنباء عن تعثر التطبيع مع إسرائيل

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

August 12, 2023

أعلنت المملكة العربية السعودية تعين أول سفير لها لدى السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن السفير السعودي لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، قام اليوم السبت، بتسليم نسخة من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوضاً وغير مقيم لدى فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، الدكتور مجدي الخالدي.

وأعلنت السفارة السعودية في الأردن أن تسليم أوراق الاعتماد تم خلال مراسم أقيمت في مقر سفارة دولة فلسطين بالعاصمة الأردنية عمّان، بحضور السفير الفلسطيني لدى الأردن السيد عطا الله خيري.

وعقب ذلك، استعرض الجانبان أوجه العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات، بحسب البيان.

وجرت مراسم تسليم نسخة من أوراق الاعتماد في مقر سفارة دولة #فلسطين بالعاصمة الأردنية #عمّان، بحضور سفير دولة فلسطين لدى #الأردن السيد #عطا_الله_خيري.

عقب ذلك، استعرض الجانبان أوجه العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات. 🇸🇦🇵🇸 pic.twitter.com/fFM7ZfSfhd

— السفارة في الأردن (@KSAembassyJO) August 12, 2023

وبذلك يكون السفير نايف بن بندر السديري أول سفير للسعودية لدى السلطة الفلسطينية. وقال السديري في تصريحات بعد تعيينه إن هذه الخطوة تأتي لإعطاء العلاقات مع فلسطين الطابع الرسمي في جميع المجالات.

فيديو | بعد تعيينه سفيرا فوق العادة لدى فلسطين.. نايف السديري: التعيين يأتي لإعطاء العلاقات مع فلسطين الطابع الرسمي في جميع المجالات#الإخبارية pic.twitter.com/8R5DeIrQij

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 12, 2023

تعثر التطبيع

يأتي ذلك في الوقت الذي ترددت فيه أنباء حول تعثر المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة مع السعودية للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن خطة الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل من غير المتوقع أن تتم قبل نهاية العام الجاري 2023.

ووفقًا لشبكة CNN فقد أشار هنغبي إلى أن الولايات المتحدة تُبقي إسرائيل على إطلاع بشأن تقدم المحادثات مع السعودية، لكن ما يصل يفيد بأنه “لا يوجد هناك تقدم ملحوظ”.

وأضاف: “نحن لا نتحدث إلى السعوديين على الإطلاق، والأمريكيون يتحدثون معهم، وانطباعهم هو أنه يجب أن يكون هناك شيء يتعلق بالفلسطينيين”.

وأوضح أن السعودية سبق أن وضعت مبادرة السلام العربية كشرط للتطبيع مع إسرائيل. قائلًا: “قلقنا الرئيسي هو أننا لن نقبل أن يكون ثمن تطبيع العلاقات مع السعودية شيء يتعارض مع أمننا”.

في المقابل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، لشبكة CNN، إن الولايات المتحدة أجرت “محادثات مثمرة” مع حكومتي إسرائيل والسعودية لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وأضاف: “هناك عدد من القضايا التي ناقشناها مع الجانبين، وأتوقع حدوث المزيد من المحادثات في الأسابيع المقبلة”.

وتابع: “لقد أحرزنا تقدما في عدد من القضايا، لن أخوض في ماهية التقدم، لكن لا يزال الطريق طويلا لنقطعه بمستقبل غير مؤكد، لكنها قضية مهمة نعتقد أننا يجب أن نواصل متابعتها”.

وكان تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” قد قال إن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على “الخطوط العريضة” لاتفاق تطبيع يتم بموجبه إعلان السعودية اعترافها رسميا بإسرائيل، وفي المقابل، يتم توفير ضمانات أمنية للسعودية، وتطوير برنامجها النووي المدني، ومطالبة إسرائيل بتقديم تنازلات للفلسطينيين.

خطة بايدن

وكان تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” قد كشف عما سماه خطة الرئيس جو بايدن لتشكيل الخريطة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط، من خلال تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

وقال التقرير إن “خطة الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين الدولتين ستعيد تشكيل المنطقة، لكنها تواجه عقبات كبيرة”، رغم أن بايدن كان قد قال في نهاية يوليو الماضي إن “هناك تقارب يجري”.

وأوضح التقرير أن موافقة السعودية على إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، سيعزز الآمال في أن تحذو دول إسلامية أخرى حذوها، فيما ستحصل السعودية في المقابل على مزيد من الدعم والمساعدات الأمريكية لإقامة برنامج نووي مدني.

غير أن التقرير يقول إن هناك “شروط معقدة”، من بينها أن السعودية تريد أن تقدم إسرائيل تنازلات بشأن تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة، وبعد ذلك ستكثف القوتان الإقليميتان (السعودية وإسرائيل) التعاون الأمني الثنائي الضمني”.

ووفقًا للتقرير، فإن “هذه الصفقة ستكون إحدى أهم الصفقات في التاريخ الجيوسياسي الحديث في الشرق الأوسط، حيث تحصل إسرائيل على جائزة العلاقات الدبلوماسية مع أحد قادة العالم الإسلامي السني والوصي على أقدس موقعين في الإسلام (مكة والمدينة)”.

بالنسبة لبايدن “سيشكل هذا انتصارًا هامًا في السياسة الخارجية، بينما يكثف محاولاته لإعادة انتخابه في عام 2024. وسوف يرضي طموحًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في ظل تعاملها مع أولويات في أماكن أخرى”.

تردد بايدن

ولطالما أثار تحقيق سلام دائم بين إسرائيل وجيرانها العرب اهتمام الرؤساء الأمريكيين لأكثر من نصف قرن، وأصبحت الخطوات المقطوعة فيه من بين الإنجازات البارزة في السياسة الخارجية للعديد من أسلاف بايدن، مثل اتفاقيات كامب ديفيد، التي أبرمت في عهد جيمي كارتر بين إسرائيل ومصر، واتفاقيات أوسلو في عهد بيل كلينتون مع السلطة الفلسطينية، واتفاقات أبراهام التي رعاها ترامب، بين إسرائيل والإمارات والبحرين.

لكن بايدن كان مترددًا في إظهار الكثير من الاهتمام وإنفاق الكثير من رأس المال السياسي في المنطقة، خوفًا من العوائق التي قد تحول دون إبرام صفقة كبيرة تحس له كإنجاز مثل أسلافه.

فلا شك أن وجود شرق أوسط أكثر شمولية وتماسكا وأكثر سلامًا هو أمر جيد جدا بالنسبة للولايات المتحدة، التي تريد أن تنفق وقتها وأموالها وجهودها في أماكن أخرى، خاصة في مواجهة الصين على المدى الطويل، ومواجهة روسيا ودعم أوكرانيا على المدى القصير.

لكن وفقًا للتقرير سيكون من الصعب على الولايات المتحدة التفاوض بشأن المطالب السعودية، التي ستحتاج إلى موافقة الكونغرس المتشكك. كما أن إسرائيل قد تكون غير مستعدة لتقديم التنازلات للفلسطينيين التي تريدها السعودية.

وفي كل الأحوال لم يعد أمام الأطراف الثلاثة (أمريكا والسعودية وإسرائيل) سوى فترة من 6 إلى 9 أشهر للتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.