ديون بطاقات الائتمان ترتفع لمستوى تاريخي خلال ثلاثة أشهر

ترجمة: فرح صفي الدين – أفاد تقرير ربع سنوي حول الائتمان والدْين الأسري، أصدره بنك الاحتياطي الفيدرالي (FR) اليوم الثلاثاء، أن ديون بطاقات الائتمان قد ارتفعت لمستوى تاريخي بلغ تريليون دولار خلال الفترة من أبريل إلى يونيو. ليحطم بذلك الرقم القياسي السابق (986 مليار دولار)، ويكشف أن الأمريكيون غارقون في ديون بطاقات الائتمان نتيجة التضخم.

وبحسب شبكة FOX Business الإخبارية، يعبر هذا الرقم (تريليون دولار) عن تراجع  كبير بالوضع الاقتصادي للأمريكيين، حيث كانوا يسددون ديون بطاقات الائتمان منذ ثلاث سنوات فقط بشكل أسرع بفضل المدفوعات التحفيزية التي كانوا يحصلون عليها خلال جائحة كورونا.

وأفاد مات شولز، كبير محللي الائتمان بموقع LendingTree: “ما نراه الآن إنما يعبر بصورة واضحة عن مدى معاناة المواطنين لمواجهة التضخم المستمر وأسعار الفائدة المتزايدة، إنه وقت عصيب بالنسبة لهم”.

هذا ويعتبر تزايد استخدام بطاقات الائتمان وارتفاع ديونها أمر مقلق لأن أسعار الفائدة وصلت حاليًا لأرقام فلكية. فقد بلغ متوسط النسبة المئوية السنوية لبطاقة الائتمان رقماً قياسياً جديداً الأسبوع الماضي (21%)، وذلك مقارنة بآخر رقم قياسي في يوليو 1991 (19%)، وفقاً لقاعدة بيانات موقع Bankrate.

وفي حال كان الأمريكيون يلجأون لتحمل الديون بهدف مواجهة ارتفاع الأسعار، فقد ينتهي بهم الأمر بدفع المزيد من الأموال مقابل احتياجاتهم على المدى الطويل. فإذا كنت مثلًا مدينًا بنحو خمسة آلاف دولار، فإن مستويات معدل الفائدة السنوية الحالية تعني أن الأمر سيُكلفك 21 دولارًا بحد أدنى كفائدة شهرية على مدار 309 شهر لسداد هذا الدين.

فيما صرح شولز بأن: “على حاملي بطاقات الائتمان ألا يتوقعوا أن تتحسن الأمور كثيرًا خلال وقت قصير، لأن أسعار الفائدة لن تنخفض على المدى القريب”.

مما لا شك فيه أن ارتفاع التضخم قد تسبب في ضغوط مالية شديدة على معظم الأسر الأمريكية، لاسيما ذوي الدخل المنخفض، مما يتضطرها لدفع المزيد مقابل الضروريات اليومية مثل الطعام والإيجار وذلك في ظل تأثر رواتبهم المرهقة بشدة من تقلبات الأسعار.

جديرُ بالذكر، أن التضخم قد انخفض من 9.1% في يونيو 2022، لكنه لا يزال حوالي ضعف متوسط ما قبل الجائحة. وذكرت وزارة العمل الشهر الماضي أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، وهو مقياس لأسعار السلع اليومية بما في ذلك الوقود، والبقالة والإيجارات، ارتفع بنسبة 3% فقط في يونيو عن الشهر السابق. ومع ذلك، لا تزال أسعار السلع الأساسية أعلى بكثير من هدف البنك المركزي (2%).

فيما نصح شولز حاملي بطاقات الائتمان بتحديد اختياراتهم بدقة من خلال التواصل مع البنك التابعين له وطلب معدل فائدة أقل لبطاقة الائتمان، والحصول على بطاقة ائتمان تحويل رصيد بفائدة صفر%. علاوة على إعادة تقييم ميزانيتهم من حيث الأموال الداخلة والخارجة شهريًا لمعالجة الديون بشكل أفضل والتركيز على تحسين درجة الائتمان الخاصة بهم.