قاضي يوقف تطبيق قيود إدارة بايدن على اللاجئين القادمين عبر المكسيك

أصدر قاضٍ فيدرالي، اليوم الثلاثاء، قرارًا بوقف تطبيق قاعدة تسمح لسلطات الهجرة برفض منح اللجوء للمهاجرين الذين يصلون إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك دون تقديم طلب أولًا عبر الإنترنت أو طلب الحماية في بلد آخر مروا عبره قبل الوصول للحدود.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد أرجأ القاضي تنفيذ حكمه لمدة أسبوعين لمنح إدارة الرئيس جو بايدن وقتًا للاستئناف.

ويستبعد الأمر الصادر من القاضي جون تيجار من المنطقة الشمالية في كاليفورنيا قاعدة رئيسية وضعتها إدارة بايدن بعد أن انتهى في مايو الماضي العمل بالقيود التي كانت مفروضة على اللجوء خلال جائحة كورونا.

وتفرض القاعدة الجديدة قيودًا صارمة على المهاجرين الذين يلتمسون اللجوء، لكنها تتضمن مجالًا للاستثناءات، ولا تنطبق على الأطفال الذين يسافرون بمفردهم.

وقال القاضي تيغار، في حكمه الصادر اليوم، إن “القاعدة التي كانت سارية المفعول لمدة شهرين لا يمكن أن تظل سارية”.

من جانبها استأنفت وزارة العدل الحكم على الفور، وطلبت تأجيله لحين النظر في القضية، مشيرة إلى أنها واثقة من أن القاعدة قانونية.

فيما أشادت جماعات حقوق المهاجرين، التي رفعت الدعوى القضائية ضد القاعدة، بقرار القاضي، وقالت كاترينا إيلاند، محامية الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، في بيان: “إنه يجب الوفاء بوعد أن تكون أمريكا بمثابة منارة للحرية والأمل، ويجب على إدارة بايدن أن تفعل ما هو أفضل للوفاء بهذا الوعد، بدلاً من إدامة السياسات القاسية وغير الفعالة التي تخونه”.

وجادل اتحاد الحريات المدنية الأمريكي وجماعات أخرى بأن القاعدة المعمول بها تنتهك قانونًا أمريكيًا يحمي حق اللجوء، بغض النظر عن كيفية دخول الشخص إلى البلاد.

وقالت المنظمات إن هذه القاعدة تُجبر المهاجرين على طلب الحماية في البلدان التي ليس لديها نظام لجوء قوي وضمانات تحمي حقوق الإنسان مثل الولايات المتحدة.

وجادلوا أيضًا بأن تطبيق تطبيق CBP One الذي تريد الحكومة أن يستخدمه المهاجرون لا يحتوي على مواعيد كافية ولا يتوفر بلغات كافية.

وقالوا إن القاعدة الجديدة هي في الأساس نسخة من القيود التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب للحد من اللجوء على الحدود الجنوبية.

بينما جادلت إدارة بايدن بأن أنظمة الحماية في البلدان الأخرى التي يسافر المهاجرون عبرها قد تحسنت. لكن القاضي تيغار قال إن بعض المهاجرين لا يمكنهم أن يلتمسوا الحماية في بلد العبور، مشيرًا إلى العنف الذي يواجهه الكثير من المهاجرين في المكسيك على وجه الخصوص.

وأضاف: “أثناء انتظارهم للفصل في الحكم الخاص بهم، يجب أن يظل المتقدمون للحصول على اللجوء في المكسيك، حيث يتعرضون لخطر العنف من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية”.

وأكد أن القاعدة غير قانونية لأنها تفترض أن الأشخاص غير مؤهلين للحصول على اللجوء إذا دخلوا البلاد بين المعابر الحدودية القانونية، بينما قال الكونجرس صراحةً إن ذلك لا ينبغي أن يؤثر على ما إذا كان الشخص مؤهلاً للحصول على اللجوء.

كما رفض القاضي حجج الإدارة بأنها وفرت سبلاً أخرى للناس للقدوم إلى الولايات المتحدة، وأن ذلك يجب أن يؤخذ في الاعتبار. كما أشارت الإدارة إلى وجود برنامج يسمح لما يصل إلى 30 ألف مهاجر من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا إذا كان لديهم راع ويسافرون إلى الولايات المتحدة. لكن القاضي أشار إلى أن مثل هذه المسارات غير متاحة لجميع المهاجرين.

وجادلت إدارة بايدن أيضًا بأنها كانت تسمح لمئات الآلاف من الأشخاص بدخول الولايات المتحدة من خلال تطبيق CBP One. ويستخدم المهاجرون التطبيق لتحديد موعد لتقديم أنفسهم على الحدود، وتقديم طلب الدخول إلى الولايات المتحدة وطلب اللجوء.

وقالت إدارة بايدن إن قاعدة اللجوء التي طبقتها كانت جزءً أساسيًا من استراتيجيتها لتحقيق توازن بين التطبيق الصارم لآليات حماية الحدود، وضمان توفير عدة طرق للمهاجرين لمتابعة طلبات اللجوء القانونية.

ووفقًا لإدارة الجمارك وحماية الحدود، فقد انخفض إجمالي المواجهات على طول الحدود الجنوبية – أي المهاجرين الذين جاءوا إلى أحد موانئ الدخول أو حاولوا العبور بينها – بنسبة 30% في يونيو مقارنة بالشهر السابق، وقالت الإدارة إنه أدنى إجمالي شهري منذ فبراير 2021.