Photo courtesy of U.S. Department of Defense facebook page

أخبار

أمريكا تثير الجدل بإرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا وتتخلص من آخر أسلحتها الكيميائية

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

July 07, 2023

في خطوة أثارت الكثير من الجدل قررت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال حزمة من الذخائر العنقودية لدعم أوكرانيا في هجومها المضاد التي تشنه ضد روسيا.

وأثار هذا القرار مخاوف عدة لدى دول حليفة لأمريكا، خاصة وأن الذخائر العنقودية، محظورة من قبل أكثر من 100 دولة، وهي فئة من الأسلحة تحتوي على مجموعة قنابل صغيرة متفجرة، واستخدمتها أمريكا آخر مرة في العراق عام 2003.

ونقل موقع “الحرة” عن مسؤول في وزارة الدفاع (البنتاغون)، قوله إن الذخائر العنقودية ستصل أوكرانيا في غضون أسبوعين من اليوم، مشيرًا إلى أن كييف وافقت على قيود وشروط استخدام هذه الذخائر.

وأكد المسؤول أن شحنة الذخائر التي سيتم الإعلان عنها اليوم لن تكون الأخيرة، حيث سيتم تزويد أوكرانيا بشحنات أخرى على مدى الأشهر المقبلة.

وأوضح المسؤول أن شحنة الذخائر العنقودية تأتي ضمن حزمة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، مشيرًا إلى أنه قبل الموافقة على تزويد كييف بتلك الذخائر، تم إجراء محادثات رفيعة المستوى مع القادة الأوروبيين لإزالة مخاوفهم.

ويعتقد الجيش الأمريكي أن الذخائر العنقودية ستكون مفيدة لأوكرانيا في صد القوات الروسية، وسيكون لها تأثير إيجابي على سير المعارك.

وقال مسؤولون إن النسخة المحسنة من الذخائر العنقودية التي سيتم إرسالها إلى كييف تمت تجربتها عام 2020، ونسبة القنابل غير المنفجرة التي قد تخلفها انخفضت إلى 2.35%.

الأسلحة الكيميائية

من ناحية أخرى كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الإدارة الأمريكية ستقوم بتدمير آخر ترسانتها من الأسلحة الكيميائية المخزنة منذ 70 عامًا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتم الانتهاء من مهمة تدمير المخزون المتبقي من الذخائر الكيماوية الفتاكة، اليوم الجمعة، والتي تشمل أسلحة ومعدات وقنابل تراكمت على مدى أجيال، من بينها قنابل عنقودية وألغام أرضية محشوة بغاز الأعصاب وقذائف مدفعية يمكن أن تغطي غابات بأكملها بغاز الخردل، إلى جانب خزانات مليئة بالسموم يمكن تحميلها على طائرات عسكرية.

وقالت مصادر من الجيش للصحيفة إن العمل أوشك على الانتهاء، وتم تدمير عدد كبير من المعدات والأسلحة في شهر يونيو الماضي، على أن يتم تدمير الأسلحة المتبقية في مستودع آخر في ولاية كنتاكي في الأيام القليلة المقبلة.

وبتفكيك آخر مخزون الأسلحة الكيميائية ستكتمل الحملة التي استمرت لمدة عقود للقضاء على هذا المخزون الذي بلغ بحلول نهاية الحرب الباردة أكثر من 30 ألف طن، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.

ويعد تدمير الأسلحة الكيميائية نقطة تحول رئيسية في الولايات المتحدة، ولحظة حاسمة في مسيرة جهود الحد من التسلح في جميع أنحاء العالم.

وكانت لدى الولايات المتحدة مهلة حتى 30 سبتمبر المقبل للتخلص من أسلحتها الكيماوية المتبقية بموجب الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، التي دخلت حيز التنفيذ عام 1997.

ومن خلال تدمير الذخائر الكيميائية، تؤكد الولايات المتحدة رسميًا أن هذه الأنواع من الأسلحة لم تعد مقبولة في ساحة المعركة، وترسل رسالة إلى الدول التي لم تنضم إلى الاتفاقية، كما يقول الخبراء العسكريون.

وكان قد تم استخدام الأسلحة الكيميائية لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تسببت في مقتل ما لا يقل عن 100 ألف شخص. وعلى الرغم من حظر استخدامها لاحقًا بموجب اتفاقية جنيف، استمرت الدول في تخزينها حتى تم توقيع المعاهدة التي دعت إلى تدميرها.

ويقول مسؤولون إن التخلص من مخزون الولايات المتحدة من الأسلحة الكيمائية يعد خطوة كبيرة إلى الأمام لاتفاقية حظر الأسلحة الكيمائية.

ووفقًا لمنظمة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فقد وقعت 193 دولة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ويعيش 98% من سكان الأرض تحت حماية الاتفاقية.

وهناك 3 دول فقط لم توقع على المعاهدة، وهي مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان، بينما وقعت إسرائيل على المعاهدة لكنها لم تصدق عليها.

وتم التحقق من تدمير 99% من مخزونات الأسلحة الكيميائية التي أعلنت عنها الدول الحائزة، لكن لا يزال هناك قلق من أن بعض الأطراف الموقعة على الاتفاقية، وخاصة روسيا وسوريا، تمتلك مخزونات غير معلن عنها من الأسلحة الكيماوية.

ومع ذلك ، يأمل دعاة الحد من التسلح أن تؤدي هذه الخطوة الأخيرة من قبل الولايات المتحدة إلى دفع الدول المتبقية للانضمام للمعاهدة، وأن تستخدم كنموذج للقضاء على الأنواع الأخرى من الأسلحة الفتاكة.

ويرى خبراء أن ما حدث يظهر أنه بإمكان الدول بالفعل حظر أي سلاح دمار شامل إذا كانوا يريدون القيام بذلك، مؤكدين أن الأمر يتطلب فقط الإرادة السياسية ويحتاج إلى نظام تحقق جيد من تنفيذ الالتزامات.