ترجمة: فرح صفي الدين – قام حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس بالتصديق مؤخرًا على “قانون الهجرة” SB 1718 والذي سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو المقبل. ونظرًا لأنه يفرض قيودًا وعقوبات صارمة لمنع توظيف المهاجرين غير الشرعيين،فقد أدى لتغيير حياة الكثير منهم، حسبما ذكرت شبكة CNBC.
ويمنع القانون المقاطعات والبلديات من تمويل إصدار وثائق الهوية لشخص لا يقدم دليلاً على الوجود القانوني في الولايات المتحدة. قد يستمر إصدار المستندات، ولكن لا يُسمح بأي تمويل حكومي.
كما لا تُعتبر تراخيص القيادة الصادرة عن ولايات أخرى لمهاجرين غير الشرعيين سارية في فلوريدا، وستقوم دوريات المرور بالإبلاغ عن هذه الأفراد للسلطات المعنية عند توقيفهم. يُذكر أن هناك حاليًا 19 ولاية تصدر رخصة القيادة لمهاجرين غير شرعيين.
اعتبارًا من 1 نوفمبر 2028، يلغي القانون التشريع الذي يسمح للمستفيدين من برنامج DACA وبعض الأفراد الآخرين غير الموثقين بالقبول في نقابة المحامين في فلوريدا ولكن لا يؤثر ذلك على صلاحية أي ترخيص لممارسة القانون تم إصداره قبل هذا التاريخ.
وفي مقابلة له مع الشبكة الإخبارية، روى ديفيد غويرا، وهو أحد المهاجرين الذين اضطروا للرحيل، تفاصيل خروجه من الولاية مع عائلته في مايو بعد صدور قانون الهجرة، مؤكدًا أن “حياته لم تعد كما كانت عليه”.
قال غويرا، وهو من السلفادور، إنه كان يمتلك منزل وعمل في تامبا قبل أسابيع قليلة، وإنه ترك معظم متعلقات عمله التي كان يستخدمها لكسب قوته. كما ذكر بحزن شديد مدى اشتياق طفلتيه للمنزل ولألعابهما.
فمن بين الأشخاص العشرة الذين عاشوا بمنزله، لم يكن سوى ثلاثة أطفال فقط حاملين للجنسية الأمريكية، والباقين كانوا مقيمين بشكل غير قانوني. وهم قد غادروا لولاية ماريلاند، حيث يعاني معظمهم الآن من ظروف حياتية صعبة، كما لم يتمكن الكثير منهم من الحصول على وظيفة.
لم تكن عائلة غويرا حالة فريدة من نوعها، حيث أوضح العديد من المهاجرين بمختلف مدن الولاية أن أحد معارفهم أو أصدقائهم أو جيرانهم غادروا بعد تمرير القانون.
وبحسب شبكة CNN، أعرب خبراء عن مخاوفهم بشأن تأثير هذا التشريع على القوى العاملة في الولاية، حيث سيطلب القانون من أصحاب العمل الذين لديهم 25 موظفًا أو أكثر التحقق من أن عمالهم مسموح لهم قانونًا بالعمل في الولاية. كما سيجعل القانون نقل الأشخاص غير الموثقين إلى الولاية جناية.
ووفقًا لتحليل التعداد، حوالي 2.7 مليون مهاجر قد شكلوا 26% من القوى العاملة في فلوريدا في 2018. واشتغل أكثر من 300 ألف منهم بقطاع البناء، مثل غويرا وعائلته.
أعداد النازحين
يصعب تحديد عدد المهاجرين النازحين من فلوريدا، حيث يعتمد الناس والمسؤولين على إفادات شفهية، مثل أن جار ترك منزله، وعامل لم يأت للعمل. وأفادت روزا إليرا، من تحالف فلوريدا للمهاجرين: “الأمر يجري بسرعة لدرجة أننا لا نملك أرقام محددة”.
فيما كشف مسؤولون بمعهد فلوريدا للسياسة أن هذا التشريع قد يكلف اقتصاد فلوريدا 12.6 مليار دولار في عام. حيث تقوم صناعات، مثل البناء، والزراعة بتوظيف نحو 391 ألف عامل (10% من العمال) غير مسجلين رسميًا.
أوضحت إليرا أن القانون تسبب في إخافة المهاجرين وإرباكهم. وبرغم أنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد، فقد تلقى الائتلاف شكاوى من سؤال العيادات للمرضى عن وضع الهجرة الخاص بهم، علمًا بأن المستشفيات التي تقبل برنامج Medicaid للرعاية الصحية هي الوحيدة المطالبة بذلك.