Photo courtesy of OceanGate facebook page

أخبار أميركا

نهاية مأساوية لركاب الغواصة المفقودة.. ما الذي حدث لهم قبل وفاتهم؟

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

June 22, 2023

أعلنت شركة OceanGate المالكة للغواصة المفقودة في قاع المحيط الأطلسي وفاة ركاب الغواصة الخمسة. وقالت الشركة في بيان لها اليوم الخميس: “نعتقد أن مديرنا التنفيذي والأربعة المرافقين له فُقدوا للأسف”.

وأضافت: “كان هؤلاء الرجال مستكشفين حقيقيين يتشاركون روح المغامرة المميزة، وشغف عميق لاستكشاف محيطات العالم وحمايتها”.

وتابعت: “قلوبنا مع هذه النفوس الخمسة وكل فرد من أفراد عائلاتهم خلال هذا الوقت المأساوي.. نحزن على فقدان الأرواح والفرح الذي جلبوه لكل من عرفوه”.

وأردفت: “هذا وقت حزين للغاية لموظفينا المخلصين الذين يشعرون بالحزن الشديد على هذه الخسارة. إن أسرة OceanGate بأكملها ممتنة للغاية لعدد لا يحصى من الرجال والنساء من منظمات متعددة في المجتمع الدولي الذين ساعدوا بموارد واسعة النطاق وعملوا بجد كبير في هذه المهمة. ونحن نقدر التزامهم بالعثور على هؤلاء المستكشفين الخمسة، والأيام والليالي التي قضوها في العمل الدؤوب لدعم طاقمنا وعائلاتهم”.

واختتمت قائلة: “هذا وقت حزين للغاية لمجتمع المستكشفين بأكمله، ولكل من أفراد عائلة أولئك المفقودين. نطلب احترام خصوصية هذه العائلات خلال هذا الوقت الأكثر إيلاماً”.

وكان على متن الغواصة الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للغواصة ستوكتون راش، واثنان من أفراد عائلة باكستانية بارزة هما شاه زاده داود ونجله سليمان داود، بالإضافة إلى المغامر البريطاني هاميش هاردينغ؛ وخبير تيتانيك بول هينري نارغيوليت.

https://twitter.com/OceanGateExped/status/1671976846827876352?s=20

نهاية مأساوية

وكانت السلطات قد أعلنت أن الغواصة انفجرت بالقرب من موقع غرق السفينة الغارقة تيتانيك، وأن جميع من كانوا على متنها قد قتلوا، مما وضع نهاية مأساوية لمهمة البحث عن الغواصة المفقودة التي استمرت على مدار الساعة منذ الأحد الماضي.

واستخدم الجيشان الأمريكي والكندي خصوصًا، وسائل متعددة في عملية البحث تضمنت المراقبة الجوية بواسطة طائرات سي-130 أو بي-8، وسفنًا مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة “بولار برينس”، التي انطلقت منها الغواصة “تيتان”.

وقال مسؤولو خفر السواحل، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن الغواصة يحتمل أن تكون قد انفجرت في المياه العميقة للمحيط، مشيرين إلى أنه تم العثور على حطامها على بعد حوالي 1600 قدم (488 مترًا) من حطام سفينة تيتانيك الشهيرة.

وكان قد تم إطلاق رحلة الغواصة تيتان في الساعة 6 صباحًا يوم الأحد الماضي وتم الإبلاغ عن فقدانها بعد ظهر يوم الأحد على بعد حوالي 435 ميلاً (700 كيلومتر) جنوب سانت جونز، نيوفاوندلاند، حيث كانت في طريقها إلى موقع غرق سفينة تيتانيك الشهير التي تقبع في قاع المحيط منذ 111 عامًا.

وبدأت السلطات عملية بحث واسعة عن الغواصة طيلة الأيام الماضية، لكن كان الأمل في العثور على طاقمها على قيد الحياة قد تضاءل في وقت مبكر من يوم الخميس، حيث كان من المتوقع نفاد إمدادات الأكسجين من الغواصة بعد مرور 96 ساعة على إبحارها.

وكانت السلطات تأمل في أن تساعد الأصوات التي تم رصدها تحت الماء يومي الثلاثاء والأربعاء في تضييق نطاق البحث التي كانت تتم منطقة تصل إلى آلاف الأميال وتعادل ضعف حجم ولاية كونيتيكت، وعلى عمق في المياه يصل إلى 4 كيلومترات.

لكن خفر السواحل أشار اليوم الخميس إلى أن هذه الأصوات من المحتمل أن تكون ناتجة عن شيء آخر غير الغواصة تيتان، ولم يثبت لاحقًا أن هناك أي صلة بين الأصوات وموقع الحطام الذي تم العثور عليه في قاع المحيط.

وسيواصل خفر السواحل البحث بالقرب من السفينة تيتانيك للحصول على مزيد من الأدلة حول ما حدث للغواصة، كما ستستمر جهود استعادة حطام الغواصة ورفات الرجال الخمسة الذين لقوا حتفهم على متنها.

Coast Guard holds press briefing about discovery of debris belonging to the 21-ft submersible, Titan. #Titanic https://t.co/aPSeEaBuG8

— USCGNortheast (@USCGNortheast) June 22, 2023

مهمة انتحارية

وتعمل شركة OceanGate على استكشاف حطام السفينة تيتانيك والنظام البيئي المحيط بها تحت الماء، من خلال تنظيم رحلات سنوية لموقعها منذ عام 2021.

وسافر ما لا يقل عن 46 شخصًا بنجاح على متن غواصة OceanGate إلى موقع حطام تيتانيك في عامي 2021 و2022، لكن ركاب سابقين أثاروا تساؤلات حول سلامة الغواصة، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.

وشبّه أحد العملاء الأوائل للشركة عملية الغوص التي قام بها في الموقع قبل عامين بأنها “مهمة انتحارية”.

وقال: “تخيل أنك موجود في أنبوبة معدنية طولها بضعة أمتار، لا يمكنك الوقوف، ولا يمكنك الركوع.. الجميع يجلس بالقرب من بعضهم أو فوق بعضهم البعض، لن يمكنك الاستمرار إذا كنت تخاف من الأماكن المغلقة”.

وأضاف: “خلال رحلة نزول وصعود استمرت ساعتين ونصف الساعة، تم إطفاء الأنوار للحفاظ على الطاقة، مع إضاءة وحيدة القادمة من عصا توهج الفلورسنت، وتم تأخير عملية الغوص مرارًا وتكرارًا لإصلاح مشكلة في البطارية وعملية الموازنة.. في المجموع استغرقت الرحلة 10 ساعات ونصف”.

ويقول خبراء إن ما حدث للغواصة تيتان يسلط الضوء على المخاطر والمجهول الذي يصاحب سياحة الغوص في أعماق البحار والمحيطات، مشيرين إلى أنه حتى التكنولوجيا الأكثر موثوقية يمكن أن تفشل، وبالتالي مع نمو سياحة الغوص في أعماق البحار يجب أن نتوقع المزيد من هذه الحوادث.

وفقًا لموقع “الحرة” فقد كانت شركة OceanGate قد تلقت اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية، حيث أثيرت مخاوف بشأن تصميمها في عام 2018، وذلك في شكوى تقدم بها مدير سابق في الشركة، وتم طرده من عمله لأنه شكك في سلامة الغواصة.

وقال هذا المدير السابق في الشركة إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس 4000 آلاف متر، مشيرًا إلى أن الغواصة كانت تحتاج إلى المزيد من الاختبارات، ولم يتم اعتمادها من أي جهة خارجية محايدة.

انفجار داخلي

ووفقًا لخبراء يتوقع أن تكون الغواصة المنكوبة قد تعرضت لـ”انفجار داخلي كارثي”، وهو ما يشير إليه شكل الحطام الذي تم العثور عليه.

ويحدث “الانفجار الداخلي” في الغواصة عندما “تنهار على نفسها نتيجة لارتفاع ضغط الماء”، وهذا الأمر يكون كارثيًا لكل إنسان تحمله الغواصة، حيث لن يتمكن أحد من البقاء على قيد الحياة، بحسب موقع “HITC“.

وقال خبراء إن عدم العثور على رفات ركاب الغواصة عند الحطام، يعني أن شيئا ما حدث في وسط المياه أدى إلى فقدهم الطاقة أو الاتصالات اللاسلكية، وفقًا لموقع “سكاي نيوز“.

ويؤكد الخبراء أن أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث في هذه الحالات هو انفجار الغواصة على هذا العمق الذي يصل إلى 3200 متر تقريبا، مشيرين إلى أن الوصول إلى هذا العمق يعتبر “بيئة خطيرة جدًا”، وليس بالأمر الجيد أن يتم إرسال سياح لمثل هذا المكان، وفقًا لشبكة foxnews.

وبحسب تقرير نشره موقع “AS” فقد تتعرض الغواصات لنوعين من الانفجارات، الأول (خارجي) ويحدث عندما يتراكم الضغط داخل مساحة محصورة، مما يدفع هيكل الغواصة للخارج، ويحدث ما يشبه الانفجار، ويشبه هذا الأمر عملية نفخ البالون، فإذا استمررت في النفخ لا يستطيع البالون تحمل الضغط وينفجر.

أما النوع الثاني فهو الانفجار الداخلي، والذي يحدث عندما تتعرض الغواصة لضغط خارجي أكبر مما يمكنها أن تتحمله، ما يؤدي لحدوث انفجار داخلي يؤدي إلى الهيكل للداخل.

ويقع حطام السفينة “تيتانيك” على عمق 3800 متر تحت مستوى سطح البحر، حيث يكون ضغط الماء أكبر بحوالي 376 مرة من ضغط الغلاف الجوي على الأرض.