photo courtesy to Arab News

أخبار أميركا

راي حنانيا يناقش وخبراء يجيبون: كيف يمكن إصلاح العلاقات الأمريكية السعودية؟

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

June 16, 2023

ترجمة: مروة مقبول – أثارت مقالة افتتاحية للكاتب الأمريكي الإيراني روب سبحاني جدلاً واسعًا في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية، فيما يتعلق بالطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط بشكل عام في السنوات الأخيرة، بحسب صحيفة Arab News.

وفي مقاله بصحيفة Washington Times، قال البروفيسور في جامعة جورجتاون إن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج الآن إلى حلفاء وشركاء أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأنها تواجه العديد من التحديات في عالم أصبح يتجه إلى تعدد أقطاب القوى.

كما ناقش سبحاني مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية قائلًا إنه لو كان رئيسًا للولايات المتحدة لحرص على دعوة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لزيارة البيت الأبيض، من أجل الحفاظ على العلاقات الثنائية وتعزيزها.

وفي لقاء له مع الصحفي راي حنانيا، في برنامجه The Ray Hanania Show الذي يذاع عبر أثير إذاعة صوت العرب من أمريكا، قال سبحاني: “أعتقد أن الرئيس جو بايدن وفريق السياسة الخارجية بحاجة إلى إعادة التفكير حقًا في الطريقة التي ينظرون بها إلى المملكة العربية السعودية بشكل عام، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على وجه الخصوص”.

وأكد أن الأمير محمد بن سلمان يمكن أن يكون شريكًا قويًا للبلاد، لا سيما في ظل التحديات العالمية التي يتعامل معها ولي العهد نفسه بشكل جيد، بما في ذلك الاستجابة بأساليب ذكية وبناءة للأوبئة العابرة للحدود، وقيود سلسلة التوريد العالمية، والصعود الأخير لتقنية الذكاء الاصطناعي باعتبارها الثورة الصناعية الرابعة.

كما استضاف البرنامج أيضًا الباحث الديمقراطي بريان كاتوليس، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط ورئيس تحرير صحيفة “ليبرال باتريوت”، الذي أكد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى مراجعة موقفها بشأن المملكة العربية السعودية. خاصة بعد أن تغيرت “قوى الديناميكية السياسية” في العالم منذ عام 1991، عندما كان العالم أحادي القطب.

ومن جهته، قال سلمان الأنصاري، رجل الأعمال والكاتب والمعلق السياسي السعودي، إن هناك الكثير من سوء الفهم حول واقع المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن المسؤولين الأمريكيين لا يفهمون الصورة الكاملة – خاصة فيما يتعلق بموقف المملكة من إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية.

رؤية 2030

قال السيد بريان كاتوليس خلال اللقاء إن “أمريكا تغيرت، وهي الآن مختلفة تمامًا عما عاصرناه في عهد أوباما أو بوش أو كلينتون”. داعيًا المسؤولين الأمريكيين إلى تبني “رؤية 2030” للعلاقات الثنائية بين البلدين، استنادًا إلى الإصلاح الاجتماعي للمملكة، واستراتيجية التنويع الاقتصادي والانفتاح على الصناعات والاستثمارات والأفكار الجديدة.

 وفيما يتعلق بموقف المملكة من الجمهوريين والديمقراطيين، أوضح كاتوليس، الذي دافع في السابق عن تعميق العلاقات السعودية الأمريكية، أنها يجب أن تكون على الحياد منهما، وأن تركز على الطريقة التي يمكنها أن تساعد بها أمريكا فعليًا في تعزيز مصالحها في قضايا معينة مثل القضايا الاجتماعية والقيم.

وأشار إلى أن هناك بالفعل الكثير من أوجه التشابه بين الجمهوريين والديمقراطيين فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي بالشرق الأوسط، وقال: “إذا نظرت إلى كل من وثيقة استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن وترامب، فهناك الكثير من أوجه التشابه بين الاثنين”.

عودة سوريا

وفيما يتعلق بموقف المملكة من إعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، والذي لم يكن واضحًا للساحة العالمية، قال السيد سلمان الأنصاري إن وزير خارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان كان قد فسر ذلك الموقف بكل وضوح.

وأضاف أن المملكة تعتقد أن استمرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية ليس مفيدًأ، قائلًا: “اعترافنا بعودة سوريا إلى العالم العربي لا يعني أنهم سيحصلون على مميزات اقتصادية”.

وأوضح أن موقف السعودية من سوريا لا يختلف عن موقف الولايات المتحدة، مشيرًا إلى تشريع الكونغرس بخصوص سوريا ومشروع قانون قيصر Caesar Bill الخاص بالعقوبات، والذي تسعى المملكة إلى تطبيقه.

وذكر الأنصاري أن هناك ثلاث نقاط رئيسية مطلوبة من سوريا في هذا الإطار أولها أن يكون هناك إصلاح سياسي على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 لرفع العقوبات عن سوريا. ثانيًا: لرفع العقوبات، يجب خروج المليشيات الإيرانية والأجنبية من سوريا. والثالث هو الحصول على عفو وكذلك عودة المعارضة واللاجئين إلى سوريا.

العلاقات بين السعودية والصين

وحو العلاقات السعودية مع الصين قال الأنصاري إن الصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة العربية السعودية و 130 دولة أخرى أيضًا، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها. لذلك، لا ينبغي أن يكون ذلك مصدر قلق لأمريكا، حيث تعيد المملكة تقييم رؤيتها الاستراتيجية للعالم وفقًا لذلك.

وأضاف: “لا ينبغي لنا أن ننكر حقيقة أن الأحادية القطبية قد انتهت بطريقة ما. وأعتقد أنه أمر جيد لأن التعددية القطبية تعني المزيد من الأصوات والمزيد من وجهات النظر والمزيد من التقدم، والعالم يحتاج إلى التوازن وتعدد الأقطاب يجلب التوازن”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستظل دائمًا أكبر شريك استراتيجي وأمني للسعودية.

صوت غير مسموع

ويعتقد الأنصاري أن جزءًا من مشكلة العلاقات السعودية الأمريكية يتمثل في عدم قدرة المملكة على إيصال رسالتها بوضوح إلى الجمهور الأمريكي، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة في مجموعة العشرين G20 التي ليس لديها قناة إخبارية باللغة الإنجليزية.

واضاف أن “اللوم الآخر يقع على عاتقنا كسعوديين لأننا لا نتحدث بصوت عالٍ ولا نمتلك مؤسسات يمكنها في الواقع أن تروي قصصنا بشكل صحيح”.

واستطرد قائلًا: “القناة التلفزيونية مهمة للغاية، يجب أن يكون لدينا الكثير من الشبكات الناطقة باللغة الإنجليزية للترويج عن بعض إنجازات المملكة التي لا تتناولها وسائل الإعلام الغربية، أو وسائل الإعلام المنحازة”.

وأوضح أن الوضع سيختلف في المستقبل مع قيادة وزير الإعلام الحالي، والذي كان يعمل في مجال الإعلام لفترة طويلة، وهو كاتب ومفكر لديه استراتيجيات لنشر النهج السعودي إلى العالم بأسره.

ونوه الأنصاري إلى الدور الذي لعبته السفيرة السعودية في الاتحاد الأوروبي، هيفاء الجودية، في توضيح أن المملكة العربية السعودية قد أزالت جميع الحواجز التي تحول دون دخول المرأة إلى سوق العمل، خاصة وأنها أدخلت قوانين للمساواة في الأجور منذ عام 2019، في الوقت الذي لم تكن العديد من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تطبقها.

وأشار إلى أن هذه المكتسبات لم تكن متوقعة قبل ست أو سبع أو ثماني سنوات فقط، واصفًا ما تشهده المملكة بالنهضة السعودية.

علاقات إيجابية

من جانيه ذكر السيد سبحاني أن إصلاح العلاقات السعودية الأمريكية يتطلب أن تحدد كلا الدولتين مجالات للتعاون المشترك بينهما، مثل مبادرة زراعة التريليون شجرة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان عام 2021 في السعودية والشرق الأوسط للحد من تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون، أو إقامة أكبر مجمع طبي لعلاج السرطان في العالم.

وتابع قائلًا “إذا دخلنا في شراكة مع المملكة العربية السعودية ومحمد بن سلمان، فهذا الأمر سيكون له آثار  إيجابية على العالم كله”

وقال سبحاني إن هناك أوجه تشابه بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وشخصيات إصلاحية مشهورة أخرى من تاريخ الشرق الأوسط، بما في ذلك مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، ومحمد رضا شاه في إيران، ولي كوان يو في سنغافورة.

أما السيد كاتوليس فقد أكد أنه على الرغم من المخاوف بشأن الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة، ستظل البلاد قوة صامدة وأفضل حليف ممكن للمملكة العربية السعودية.

وقال إن السعوديين يعرفون في أعماقهم أنه لا يوجد بلد أفضل من أمريكا لعقد شراكة معه، ليس فقط من أجل أمنهم، ولكن أيضًا على المدى الطويل اقتصاديًا”.

وأضاف: “أعتقد أن أمريكا لديها مرونة مذهلة وقدرة على تصحيح نظامها، وذلك لأن لدينا وسائل إعلام حرة، ولدينا حرية، ولدينا الكثير من الاستقلالية”.

علاوة على ذلك، يعتقد كاتوليس أن الآن هو الوقت المناسب للولايات المتحدة للمشاركة بشكل استراتيجي مع الشرق الأوسط ككل. وقال: “أمريكا، تحتاج في الواقع إلى مضاعفة مشاركتها في المنطقة بدلاً من الانسحاب منها”.

وتابع: “أعني بذلك ليس فقط المناورات العسكرية ومساعدة الآخرين على حماية أنفسهم من التهديدات، ولكن أيضًا اغتنام الفرص الاقتصادية والتغييرات الاجتماعية”.