هل تصبح تأشيرة المستثمر المهاجر هي تذكرة العبور إلى أمريكا؟
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
يتيح برنامج تأشيرة العمال المتخصصين (H-1B) لنحو 85 ألف عامل سنويًا القدوم إلى أمريكا، حيث يساعد أرباب العمل في شغل الوظائف التقنية اللازمة للتنافس والنجاح في مجالاتهم.
ولكن يبدو أن دوره قد بدأ يتقلص تاركًا العمال يبحثون عن خيار مختلف وأكثر مصداقية، وهنا يظهر دور برنامج المستثمر المهاجر (EB-5).
لقاء مميز مع الأستاذ محمد الشرنوبي، المحامي المختص بقضايا الهجرة والتجنس، عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا.
حيث شارك الأستاذ الشرنوبي خلال اللقاء خبرته الواسعة في مجال الهجرة من أجل إفادة الأفراد والعائلات الذين يسعون للحصول على تأشيرات دخول وإقامة في الولايات المتحدة.
كما شارك أيضا نصائح مفيدة للأفراد الذين يرغبون في الهجرة ويشرح كيفية التخطيط لهذه الخطوة الهامة في حياتهم.
تأشيرات مختلفة
* تتناقل وسائل الإعلام اليوم أن دور تأشيرة (H-1B) بدأ يتقلص ليظهر دور أكبر لتأشيرة المستثمر المهاجر (EB-5)، فهل هذا صحيح؟
** نعم، صحيح، ولكن الموضوع لا يتوقف فقط عند تأشيرات الاستثمار (EB-5)، فهناك تأشيرات أخرى للاستثمار مثل (E1) و(E2) و(L1A) وغيرها.
وبخصوص تأشيرات (EB-5) سنجد أن هناك 60 ألف تأشيرة لذوي الشهادات العادية مثل البكالوريوس وبعض المعاهد، وهناك 25 ألف تأشيرة لحملة الماجستير والدكتوراة والشهادات العليا.
وسنجد أن الـ 60 ألف تأشيرة يتقدم للحصول عليها 150 ألف شخص تقريبًا، لذلك بدأت الحكومة في عمل لوتري في محاولة لمواكبة هذا العدد.
ونظرًا لأن الشركات قد تجد صعوبة في الحصول على تأشيرة (EB-5) لموظفها الذي تريد استقدامه إلى أمريكا، فقد بدأت الشركات تنظر في تأشيرات أخرى مثل (L1A) و(L1B) و(E1) و(E2) وغيرها.
تأثير كورونا
* هل جائحة كورونا هي السبب فيما يحدث الآن، خاصة بعد أن حدثت عمليات تسريح كبيرة نتيجة الوباء؟، فهل نشهد إقبالًا كبيرًا من جديد على الهجرة بعد أن خفت تأثير الوباء؟
** هناك أسباب كثيرة للهجرة من خارج أمريكا إلى أمريكا، ولدينا الآن مشكلة كبيرة غير مفهومة في الداخل وهي أن الشركات تريد عمالًا، ولكنها لا تجد!، وفي نفس الوقت هناك أشخاص كثر يبحثون عن عمل!
هذه المشكلة غريبة وغير مفهومة، هل هؤلاء العمال حصلوا على مساعدات كبيرة خلال فترة الجائحة، وهم ليسوا بحاجة للعمل الآن وسيعودون إليه بعد صرف كل أموالهم؟!.
أنا أقابل أصحاب أعمال في مكتبي لديهم مشكلة في العثور على عمال، وفي نفس الوقت يأتيني أشخاص يشتكون أنهم منذ فترة طويلة وهم يبحثون عن عمل!
مزايا تأشيرة الاستثمار
* ما هي مزايا تأشيرة المستثمر المهاجر؟
** من المزايا أن الشخص يكون حر نفسه، فعلى سبيل المثال تأشيرة (E2) تعطي للشخص القدرة على إدارة عمله أو استثماره، وبفضل هذه التأشيرة يمكنه أن يعطي لزوجته تصريح عمل.
والأشخاص القادمون عندما يعملون بـ 14 أو 15 دولارًا في الساعة يكونون سعداء بهذا الأجر، والمكسيكيون على سبيل المثال يعملون بـ 12 و10 دولارات في الساعة وهم سعداء.
أما الأمريكيون فهم يشعرون أن هذا المبلغ غير كافٍ بالنسبة لهم، وبعضهم كان يلجأ للبقاء في المنزل والحصول على مساعدات بدلًا من العمل.
* يُقال إن إجادة اللغة الإنجليزية ليست شرطًا، ويكفي فقط التمتع بخبرة سابقة في إقامة المشروعات، وللشخص كامل الحرية في السفر إلى خارج أمريكا، ويمكن للأبناء الالتحاق بالجامعات الأمريكية بنفس قيمة الرسوم الدراسية المخصصة للمقيمين والمواطنين، كما أن الحصول على الجنسية متاحًا بعد 5 سنوات، فهل هذا الكلام دقيق؟
** نعم، دقيق بالنسبة لتأشيرة (L1A) و(EB-5).
تأشيرات مختلفة
* هل لك أن تعطينا شرح مبسط لكل التأشيرات التي ذكرتها؟، وما هي الأفضل منها برأيك؟
** في المقدمة تأتي تأشيرة المستثمر التي لا تشترط إجادة اللغة الإنجليزية ولا تشترط أمور كثيرة أخرى ويمكن لأي شخص على الكرة الأرضية يمتلك 880 ألف دولار من مصدر معلوم، فإن بإمكانه الاستثمار في أمريكا والحصول على الجرين كارد.
تليها تأشيرة (L1A) وهي متاحة لأي شخص لديه شركة في الخارج، حيث يمكنه أن يقوم بفتح فرع آخر لتلك الشركة هنا في أمريكا، ويمكن للشخص التقديم على الجرين كارد له ولزوجته وأولاده بعد مرور عام أو عام ونصف عن طريق تأشيرة (EB1c)، ويمكن للشخص أيضا أن يستقدم عمالة من الخارج.
ثم تأشيرة (E2) لمواطني الدول التي بينها وبين الولايات المتحدة اتفاقيات ثنائية؛ مثل دول أوروبا ومصر وسلطنة عمان والأردن وتونس والمغرب والبحرين، وهي تتيح لأي شخص من مواطني هذه الدول أن يستثمر من 100 إلى 150 ألف دولار، ويُتاح للزوج والزوجة الحصول على تصريح عمل كي يعملوا في أي مكان في أمريكا.
* ما هي التأشيرة التي تنصح بها، والتي تكون شروطها متاحة ومعقولة لأي مستثمر؟
** أنصح في المقدمة بتأشيرة (E2) إذا كنت من الدول التي بينها وبين الولايات المتحدة اتفاقيات، وإذا لم تكن من تلك الدول فيمكنك فتح فرع لشركتك هنا إذا كان لديك شركة بالفعل قائمة في بلدك.
ويجب ألا ننسى أن أبواب أمريكا مفتوحة أمام العلم والعلماء والمتفوقين الحاصلين على جوائز وشهادات بارزة، كما أن الدراسة عمومًا تعتبر من سبل دخول أمريكا، وبعد الحصول على الشهادة يُتاح للخريج المتفوق أن يبقى ويعمل في مجال دراسته.
مشكلة اللجوء
* لا يزال لدى البعض تصور بأن اللجوء هو الحل الأمثل لدخول أمريكا والبقاء فيها، فبماذا تنصحهم؟
** بوضوح شديد، لا يعني كون الشخص سوريًا أو عراقيًا أو يمنيًا أو ليبيًا، أنه سيحصل على اللجوء، فبالأمس تواصل معي أستاذ ليبي بعدما خسر قضية اللجوء الخاصة به، ومن قبل هناك سوريون كثيرون خسروا طلب اللجوء وتحولوا إلى المحكمة، وبالتالي يجب أن نفهم وندرك أن اللجوء ليس حلًا عامًا يمكن للجميع أن يستخدموه للبقاء والعيش في أمريكا.
اللجوء ببساطة هو متاح للأشخاص الذين تعرضوا للاضطهاد، أو يخشون التعرض للاضطهاد في المستقبل، وبخلاف ذلك فإن المتاح هو وضع الإقامة المؤقتة (TPS)، وهذا متاح للسوريين واليمنيين والسودانيين.
عدد كبير من الأفراد القادمين من العالم العربي يكونون على قدر كبير من العلم والمعرفة والكفاءة، وللأسف يلجأون إلى مكاتب وأشخاص غير موثوقين، وللأسف يتم توجيههم إلى اللجوء منذ اللحظة الأولى، دون إعطاء فرصة لبحث وضعهم وبحث إمكانية حصولهم على تأشيرة تتيح لهم الإقامة ومن ثمَّ الجنسية في المستقبل.
جديد الهجرة
* هل هناك جديد فيما يخص موضوع الهجرة إلى أمريكا؟
** نعم، هناك ما يُعرف بـ “The Dignity Act”، وهو تشريع معروض الآن على مجلس النواب، ولديه تأييد من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
ووفقًا لهذا التشريع سيكون متاحًا للمقيمين غير الشرعيين أن يحصلوا على الجرين كارد لمدة 5 سنوات، من خلال إعطاءهم أولًا فرصة للإقامة لمدة 7 سنوات يثبتوا من خلالها حسن سيرهم وسلوكهم مع خلو سجلهم من أي جرائم، ومن ثمّ تكون لديهم فرصة للحصول على الجنسية، وسيكون على كل شخص أيضًا دفع 5 آلاف دولار كغرامة، بالإضافة إلى 1% ضرائب من دخله.
أيضا بالنسبة للأشخاص الحاصلين على (TPS) منذ مارس 2021 ولديهم إقامة متواصلة داخل أمريكا حتى اليوم، سيكون متاح أمامهم أن يسلكوا نفس الطريق إلى الجرين كارد، وسيتم إعفاء الأفغان والأوكرانيين من شرط الإقامة في مارس 2021.
وأيضا كل من يشملهم برنامج (DACA) سيكون أمامهم نفس المسار للحصول على الجرين كارد والجنسية كذلك. ولكن بشكل عام، لا يزال هذا التشريع تحت الدراسة والمناقشة، ولم يصبح قانونًا حتى الآن.
نصيحة أخيرة
* نريد منك نصيحة أخيرة في ختام كل ما تحدثنا عنه خلال الحلقة.
** نصيحتي للجميع؛ تريثوا في اتخاذ القرار، لا سيما عندما تتخذون القرار بأن تتجهوا للتقديم على اللجوء، فالتقديم على طلب اللجوء متاح خلال السنة الأولى، وبالتالي هناك 365 يومًا للتقديم عليه، فلا تتسرعوا بالسير في مسار اللجوء، اسألوا واستشيروا المختصين في الهجرة قبل الإقدام على هذه الخطوة.