
في أول اجتماع عام لها، كشفت وكالة ناسا عن نتائج دراسة أجرتها حول الأجسام الطائرة مجهولة الهوية التي شوهدت في السماء ليلًا، وما إذا كان أي منها قادم من الفضاء الخارجي
ووفقًا لشبكة CNN فقد قام فريق مكون من 16 خبيرًا وعالمًا تابع لوكالة ناسا بمناقشة تقريره الأول عن الظواهر الجوية الغامضة، والمعروفة أيضًا باسم الأجسام الطائرة مجهولة الهوية، أو UFOS.
وعقد الفريق، الذي تم تشكيله العام الماضي من كبار الخبراء من المجالات العلمية المختلفة، جلسة لمدة أربع ساعات للنقاش بشأن النتائج الأولية، قبل إصدار تقرير متوقع في وقت لاحق من هذا الصيف.
الحقيقة والخيال
وقال دان إيفانز، مساعد نائب مدير المهام العلمية بوكالة ناسا: “لقد استحوذت الظواهر الشاذة المجهولة على انتباه الجمهور والمجتمع العلمي وحكومة الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، ونحن في وكالة ناسا نعتقد بقوة أنه من مسؤوليتنا جميعًا العمل معًا للتحقيق في هذا الأمر، مع مراعاة التدقيق العلمي الذي تتميز به وكالة ناسا”.
وأضاف: “تعتقد وكالة ناسا أن الأدوات العلمية التي تملكها تمكنها من دراسة هذا الأمر بما يسمح لنا بتمييز الحقيقة عن الخيال، وأنه جزء من التزام ناسا باستكشاف المجهول، والقيام بذلك من خلال الشفافية والصراحة التي اعتادت على توفيرها للجمهور”.
وتابع إيفانز: “نحاول تقييم ما إذا كانت هذه الظواهر تشكل أي مخاطر على السلامة الجوية، لضمان بقاء أجوائنا آمنة، ونحن نفعل ذلك باستخدام العلم”.
وطالب أعضاء الفريق التابع لوكالة “ناسا” الحكومة الأمريكية بجمع بيانات أفضل في محاولة للعثور على إجابات للأحداث غير المفسرة التي استحوذت على خيال الجمهور، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز“.
800 حالة
جدير بالذكر أن دراسة ناسا منفصلة عن تحقيق يجريه البنتاغون في الظواهر الطائرة غير المعروفة، والتي تمت دراستها من قبل مسؤولي الاستخبارات الأمريكية.
وقال مسؤول في البنتاغون إن وزارة الدفاع تدرس أكثر من 800 حالة جوية غامضة تم رصدها خلال السنوات الـ 27 الماضية، لكن مؤشرات الدراسة تقول إن 2 إلى 5% فقط من هذه الحوادث تعتبر “غير مبررة”، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز“.
وأوضحت أنه رغم اهتمام الناس بـ”الكائنات الفضائية”، إلا أن هذه الحوادث غير المفسرة ليست زيارات من خارج كوكب الأرض، وهي في الغالب من فعل طائرات بدون طيار ومناطيد.
وتعرض الكثير من أعضاء فريق ناسا لمضايقات عبر الإنترنت، حيث تم اتهامهم بالكذب أو التستر على أدلة حول وجود كائنات فضائية. لكنهم أكدوا أنه لا يوجد دليل قاطع يشير إلى أن أصل تلك الظواهر من خارج كوكب الأرض.
توثيق غير علمي
وأوضح خبراء ناسا أنه لا توجد أساليب موثوقة علميًا لتوثيق ظواهر “الأجسام الطائرة المجهولة”، وعادة ما تم رصدها عن طريق مشاهد أشياء تتحرك بطرق تتحدى حدود التقنيات المعروفة وقوانين الطبيعة، ويتم اكتشاف وتسجيل هذه المشاهد بالكاميرات وأجهزة الاستشعار وغيرها من المعدات غير المصممة لمراقبة وقياس مثل هذه الخصائص بدقة، وحتى الكاميرات العسكرية والرادار وأجهزة الاستشعار الأخرى التي جمعت مقاطع فيديو حول هذه الظواهر يتم ضبطها عادةً لأغراض أخرى.
وقال رئيس الفريق ديفيد سبيرجيل: “نحن بحاجة إلى بيانات عالية الجودة، فالبيانات الحالية وتقارير شهود العيان وحدها ليست كافية لتقديم دليل قاطع حول طبيعة وأصل كل حدث”.
وأكد الخبراء أن البيانات التي تم جمعها من جميع الحوادث غير المفسرة تقريبا كانت “منخفضة الجودة”، وبالتالي كان من الصعب الوصول إلى أي استنتاجات حول العديد منها.
ظواهر عادية
ووفقًا لموقع “الحرة” فإن العديد من مقاطع الفيديو الموثقة لتلك الظواهر تكون مثيرة للاهتمام في البداية، ولكن يتبين فيما بعد أنها ظواهر عادية.
فعلى سبيل المثال تم دراسة مقطع فيديو سجلته طائرة استطلاع P-3، أظهر ثلاث نقاط يبدو أنها تتحرك “ذهابا وإيابا”، وتم فيما بعد اكتشاف أنها طائرات كانت على بعد حوالي 40 ميلاً في انتظار الهبوط في المطار.
لكن في نفس الوقت تم عرض مقطع فيديو آخر لا يزال غير مفسر، أظهر كرة فضية تطير في السماء، تم تسجيله من قبل طائرة بدون طيار أثناء تحليقها في منطقة الشرق الأوسط، العام الماضي.
ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد وجدت الدراسة في إحدى الحالات المبلغ عنها من قبل طيارين، هو أنه لم يكن يوجد شيء غريب بشأن الأجسام التي أبلغوا عنها، باستثناء أنهم لم يكونوا قادرين على الإمساك بها، إذ اتضح لهم وهم يلاحقونها، أن هذه الأشياء كانت أبعد بكثير مما كانوا يعتقدون.
وفي وقت لاحق تبين أن الأضواء كانت تخص طائرة تجارية متجهة إلى مطار رئيسي، وهذا الحادث يظهر أنه حتى الأفراد المدربين تدريباً عالياً يمكن أن يخطئوا في رصد الظواهر الطائرة غير المعروفة.
ويرى الخبراء أن الغالبية العظمى من هذه الظواهر الطائرة غير المعروفة، إن لم يكن كلها، يمكن إرجاعها إلى نشاط الأرصاد الجوية أو البلازما، وهي مادة شديدة الحرارة يمكن أن تتوهج، أو ربما هناك شيء مختلف تماماً لم نفهمه جيداً بعد.
لا يوجد دليل
يقول الخبراء إن بعض الناس يأملون أن تأتي اللحظة التي يقول فيها علماء ناسا: “نعم، هناك كائنات فضائية”، لكن الوكالة أوضحت أنه لا يوجد دليل على وجود كائنات خارج الأرض.
وأمضت ناسا عقوداً قبل ذلك في رفض فكرة وجود الأجسام الطائرة المجهولة أو ما يعرف باسم “الأطباق الطائرة”، ولعل التغيير في هذا النهج هو ما يجعل هذا التقرير المنتظر أمراً مهماً، حيث لم تعد هذه القضية من المحرمات بالنسبة لها.
ويحاول العلماء معرفة ما إذا كان هناك حياة خارج كوكب الأرض، وتركز العديد من مهام ناسا على هذا الأمر. ويقولون إن مشاهد الأحداث غير المعروفة، مثل الغازات غير المفهوم نوعها، يمكن أن تثبت أن هناك علامات على وجود حياة تتجاوز ما هو معروف حالياً، لكن الأمر لا يزال في حاجة للحصول على مزيد من البيانات، وهذا ما تسعى إليه ناسا.