أخبار أميركاأميركا بالعربي

حضور فاعل للأمريكيين العرب والشباب خلال المؤتمر الديمقراطي لانتخابات 2024

ترجمة: مروة مقبول– يخطط الأمريكيون العرب لأن يكون لهم حضور مؤثر خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي للانتخابات الرئاسية القادمة، والاستعانة بأطفال المهاجرين، الذين يتمتعون  بعقلية مختلفة بفضل نشأتهم في الولايات المتحدة، لتحقيق مكاسب ونجاحات تتجاوز ما سبق، بحسب ما ذكرته صحيفة Arab News.

وفي لقاء له مع الصحفي المخضرم راي حنانيا، قال جيمس زغبي، مؤسس ورئيس المعهد العربي الأمريكي (AAI) ومقره واشنطن العاصمة، إن الجالية العربية تبذل جهودها لمواجهة تحديات التمييز والإقصاء من المشهد السياسي الأمريكي، وتواصل أيضًا تقديم المزيد من المرشحين العرب لانتخابهم من أجل شغل المناصب العامة.

وفي برنامج The Ray Hanania Show، الذي يُذاع عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا US Arab Radio، أوضح زغبي أن الجيل الصاعد من الأمريكيين العرب يتمتعون بعقلية مختلفة تمامًا عن آبائهم الذين لم يستطيعوا الانفصال عن أوطانهم الأم والسياسات الانقسامية السائدة هناك.

وأكد أن الجيل الجديد سيسعى لإيجاد أرض مشتركة فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، لأنهم يشعرون بأنهم جزء من هذا المجتمع، مشيرًا إلى أن الشباب الأمريكيين العرب لا “يتعثرون” في سياسات الشرق الأوسط التي تضع مختلف الفصائل والحركات والحكومات ضد بعضها البعض.

وقال السيد زغبي: “عندما تتعامل مع جيل الشباب السوريين اللبنانيين والفلسطينيين والمصريين الأمريكيين هنا، فإنك تلاحظ وجود عقلية مختلفة تمامًا. أعتقد أنهم يريدون المشاركة، ويريدون أن يكونوا جزءًا من المشهد السياسي. وسنبذل قصارى جهدنا لتسهيل ذلك”.

صوت واحد

وقال الزغبي إن الحضور العربي الأمريكي في الانتخابات الرئاسية كان مؤثرًا للمرة الأولى في عام 1984، عندما تواصل القس جيسي جاكسون، الذي كان يسعى ليكون مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية في ذلك الوقت، مع الجالية العربية وناشدهم لدعمه.

مشيرًا إلى أن هذا الأمر كان “مُلهمًا” للحركة السياسية العربية الأمريكية، حيث لم يكن هناك مشاركة للجالية في أي حملة رئاسية من قبل.

وتابع: “كان هناك سوريون يدعمون ترشيح كارتر، واللبنانيون من أجل ريغان، لكن لم يكن هناك قط جهد أمريكي عربي موحد. وحتى في عام 1984 بعد حملة جاكسون، قدم مجموعة من العرب الأمريكيين، أغلبهم من شيكاغو، دعمًا ماليًا للسناتور والتر مونديل، لكنه قام بإعادته لهم مرة أخرى. الأمر الذي وصفه السيد زغبي، بأنه “كان مفجعًا ومثيرًا للغضب بالنسبة لنا كعرب أمريكيين”.

وعن دعم الجالية العربية لحملة القس جاكسون، قال السيد زغبي إنهم توجهوا بأرقام قياسية إلى التجمعات، وكانوا متحمسين لوجوده هناك يتحدث معهم ويتحدث عنهم، ويذكر اسم الجالية العربية الأمريكية.

لم يفز جاكسون بترشيح الحزب الديمقراطي، لكن مونديل، الذي فاز، خسر في الانتخابات العامة في نوفمبر 1984 أمام الرئيس رونالد ريغان آنذاك، الذي تمكّن من الحصول على فترة ولاية ثانية.

وعلى الرغم من الخسارة، كانت مشاركة السيد زغبي، الذي عينه جاكسون نائبًا لمدير حملته الانتخابية، مصدرًا ألهمه لتأسيس المعهد العربي الأمريكي عام 1985، وبدء الاستعداد والتنظيم لحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 1988 والتي دعمت المرشح الديمقراطي مايكل دوكاكيس، لكنه خسر أمام المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش الذي جاء خليفة لريغان.

وقال الزغبي إن العرب الأمريكيين انتخبوا رقمًا قياسيًا قدره 80 مندوبًا في المؤتمر الرئاسي الديمقراطي الذي عقد في أتلانتا عام 1988.

حشد التصويت

وأشار السيد زغبي إلى أنهم كمنظمة عربية أمريكية قرروا أن يواصلوا ما فعلوه في عام 1984، بما في ذلك تسجيل الناخبين وحشد التصويت، والحصول على المرشحين، ودعم العرب الأمريكيين للترشح، والمشاركة في الخدمة العامة، وتضمين التيار العربي الأمريكي ليكون جزءًا من المشهد السياسي.

وأضاف أنه بحلول انتخابات عام 1988، قاموا بالتركيز ليس فقط على حشد الجالية وحملهم على الترشح كمندوبين والفوز، ولكن أيضًا لإدراج قضاياهم في المؤتمرات الديمقراطية على مستوى الولاية، وقاموا بإصدار قرارات مؤيدة لقيام دولة فلسطينية في 10 ولايات على الأقل.

كما نجحوا في الحصول على جزء من منصة المرشح جاكسون في المؤتمر الوطني، وقاموا بإجراء أول نقاش وطني على الإطلاق حول فلسطين.

منذ ذلك الحين، انتخبت الجالية العربية ما معدله 40 إلى 50 مندوبًا في مؤتمرات لاحقة، حيث دافعوا عن سياسات مؤيدة للعرب على المنصة الديمقراطية، بما في ذلك دعم قيام دولة فلسطينية في عام 1988 ومرة أخرى في عام 2016.

كما تضم المؤتمرات العربية الأمريكية فعاليات ثقافية لزيادة الوعي بمخاوف العرب الأمريكيين بدءًا من الدفاع عن فلسطين إلى محاربة التعصب الأعمى.

وأكد على أن الإنجاز الأهم بالنسبة للمنظمة هم أنهم تمكنوا من الحصول على أكثر من 80 مندوبًا عربيًا أمريكيًا، ارتفاعًا من أربعة فقط، حيث أن هذا يُعتبر مقياسًا لمدى نجاح جهودهم في حمل أعضاء الجالية على الترشح.

مهرجان شيكاغو

قال السيد زغبي، الذي عمل كمنظم مشارك للجنة التنسيق القومي الديمقراطي (NDECC) التي تجمع بين الأمريكيين من أوروبا والشرق الأوسط، إنهم يخططون لإقامة مهرجان يضم مختلف الجماعات العرقية في شيكاغو، بما في ذلك الثقافة والقيادة العربية الأمريكية، وذلك عند استضافة المؤتمر الرئاسي الديمقراطي في المدينة خلال الفترة من 19 أغسطس إلى 22 أغسطس 2024. مؤكدًأ أن “لدى المجتمعات العرقية في شيكاغو دور حقيقي تلعبه في دعم الحزب الديمقراطي”.

وأضاف: “نخطط أيضًا لعقد مؤتمر العام المقبل بعنوان “Taste of Chicago Ethnic Fair حيث سنقوم بالإعلان: “هنا المطعم البولندي، والمطاعم الأيرلندية والمطاعم العربية، والمطاعم الإيطالية”، مشيرًا إلى  شيكاغو باعتبارها واحدة من أكثر المدن الأمريكية التي لديها تاريخ في التنوع العرقي.

وقال زغبي إن الحدث الثقافي سيساعد مندوبي المؤتمر الديموقراطي 2024 على التعرف على التراث الثقافي والعرقي الفريد لشيكاغو، “وسيكون المجتمع العربي جزءًا رئيسيًا من ذلك. مضيفًا: “سنحاول القيام بحدث في قلب المجتمع العربي “لجعل العرب” جزءًا من الهوية العرقية الأكبر التي تحملهم من خلال المؤتمر”.

وتوقع أنه لن يكون من الصعب تكرار الإنجازات التي حققها العرب الأمريكيون خلال المؤتمرات السابقة في المؤتمر الوطني الديمقراطي 2024.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين