أخبار أميركاأميركا بالعربي

أمريكا تحتفل بـ”يوم الذكرى”.. لماذا يتم تكريم أرواح الجنود في مايو؟

ترجمة: مروة مقبول

يحتفل الأمريكيون غدًا الاثنين 29 مايو بذكرى الشهداء Memorial Day، وهو عطلة فيدرالية سنوية يتم الاحتفال بها في الاثنين الأخير من شهر مايو، وهو وقت من السنة يكون فيه الطقس أكثر دفئًا. بالنسبة إلى الأميركيين، تصادف عطلة نهاية الأسبوع ليوم الذكرى بداية رسمية لموسم الصيف.

لم تكن هذه العطلة تحمل الاسم المعروفة به حاليًا، فقد كانت تُسمى في الأصل “يوم تزيين القبور” وكان يتم تخصيصها يوم الاثنين لتكريم أرواح جميع الجنود الذين لقوا حتفهم أثناء خدمتهم للبلاد.

تم إعلان يوم الذكرى عطلة وطنية بموجب قانون أصدره الكونغرس عام 1971، وتعود جذوره إلى حقبة الحرب الأهلية، وفقًا لموقع History.

وعلى عكس يوم المحاربين القدامى Veterans Day، يكرم يوم الذكرى جميع الأفراد العسكريين الذين لقوا حتفهم أثناء الخدمة في القوات الأمريكية.

ولا يتعلق الاحتفال بيوم الذكرى بقضاء عطلة نهاية الأسبوع أو إقامة حفلة شواء في الفناء الخلفي أو الحصول على تخفيضات فحسب، بل له معنى أعمق من ذلك بكثير. إليك بعض الحقائق المتعلقة بيوم الذكرى التي قد لا تعرفها وماذا يعني هذا اليوم بالنسبة للأميركيين.

أصل الاحتفال

بدأ الأمريكيين يحتفلون بنُسخ مشابهة ليوم الذكرى منذ عام 1866، ففي 25 أبريل من هذا العام قام بعض النساء في مدينة كولومبوس بولاية ميسيسيبي، بتزيين قبور الجنود الكونفدراليين الذين لقوا حتفهم في معركة “شيلوه” Shiloh بالورود.

وفي الخامس من شهر مايو عام 1868، بعد ثلاث سنوات من نهاية الحرب الأهلية، حافظت جمعية قدامى المحاربين على تقليد وضع الزهور على قبور قدامى المحاربين من خلال إقامة “يوم تزيين القبور” Decoration Day.

أُقيم أول احتفال كبير لتكريم أرواح الجنود في 30 مايو 1873 بمقبرة أرلينغتون الوطنية في فيرجينيا، حيث حضر حوالي 5 آلاف شخص ووضع أطفال الجنود والبحارة الذين قتلوا خلال الحرب، وصل عددهم أكثر من 20 ألف، الورود والأعلام الأمريكية صغيرة الحجم على مقابر الاتحاد والكونفدرالية على حد السواء. وقد استمر هذا التقليد في المقابر من جميع الأحجام في جميع أنحاء البلاد حتى يومنا هذا.

النشأة

كان يوم الذكرى مخصصًا لتكريم جنود الحرب الأهلية فقط حتى الحرب العالمية الأولى، ومن بعد انتهائها، أصبح يومًا لتكريم جميع هؤلاء الذين قتلوا خلال خدمتهم في الجيش الأمريكي، بما في ذلك الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام والحرب الكورية والحرب في العراق وأفغانستان.

ووفقًا لشؤون المحاربين القدامى، هناك أكثر من 25 ولاية تزعم أنها شهدت نشأة الاحتفال، بما في ذلك إلينوي وجورجيا وفيرجينيا وبنسلفانيا.

ولكن أوضح موقع History أن نيويورك هي “مسقط الرأس”، حيث أعلن الكونغرس والرئيس ليندون جونسون في يوم الذكرى الموافق 30 مايو عام 1966 أن قرية “واترلو” هي أول مكان بالولايات المتحدة كرم قدامى المحاربين المحليين رسميًا في الخامس من شهر مايو عام 1866، بعد إعلان أصدره الحاكم نيلسون روكفلر في نفس العام، وذلك عن طريق إغلاق الأعمال وتنكيس الأعلام.

ما الفرق بين يوم الذكرى ويوم المحاربين القدامى؟

ذكرت صحيفة USA TODAY أن يوم الذكرى Memorial Day ويوم المحاربين القدامى Veterans Day يكرمان التضحيات التي قدمها قدامى المحاربين الأمريكيين ولكنهما يخدمان أغراضًا مختلفة.

فيوم المحاربين القدامى، الذي كان يُطلق عليه في الأصل “يوم الهدنة”، هو عطلة تعتبر حديثة نوعًا ما انطلقت عام 1926 كطريقة لإحياء ذكرى كل من خدموا في القوات المسلحة الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى.

يتم الاحتفال بيوم المحاربين القدامى في 11 نوفمبر للدلالة على الهدنة التي أنهت القتال في الحرب العالمية الأولى في عام 1918.

وبعد الحرب العالمية الثانية، توسع هدف يوم الهدنة وتغير في عام 1954 للاعتراف بأولئك الذين خدموا في جميع الحروب الأمريكية.

لماذا يتم الاحتفال بيوم الذكرى في مايو؟

يُعتقد أن اليوم الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بيوم الذكرى يعود إلى مقترح قدمه النائب الديمقراطي جون لوغان (إلينوي)، قال فيه إن يوم الذكرى يجب أن يتزامن مع تتفتح الأزهار بالكامل في جميع أنحاء البلاد.

كما أقر الكونغرس قانونًا يجعل يوم 30 مايو عطلة في مقاطعة كولومبيا في عام 1888، والآن يتم الاحتفال بيوم الذكرى باعتباره آخر يوم اثنين من شهر مايو.

وأقر الكونغرس والرئيس بيل كلينتون عام 2000 قانون “دقيقة الحداد الوطني لإحياء الذكرى”، حيث يتعين على جميع الأمريكيين الوقوف في تمام الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي في يوم الذكرى لمدة دقيقة صمت.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى