أخباررياضة

كراهية في الملاعب- إساءات عنصرية للاعب ريال مدريد.. وبصق على لاعب أثناء سجوده

عادت حوادث العنصرية والكراهية للظهور في ملاعب كرة القدم، لتثير الجدل مرة أخرى حول تخلي بعض اللاعبين والجمهور عن أخلاقيات اللعبة، وأخلاقيات التعامل الإنساني.

فقد شهد هذا الأسبوع حادثين عنصريين كبيرين أثارات الكثير من الجدل، حيث قام ساميت أكايدين مدافع نادي فنربخشة التركي بالبصق على اللاعب المصري محمود تريزيجيه، لاعب طرابزون سبور، وهو ساجد أثناء احتفاله بالهدف الذي سجله في مباراة الديربي الأخيرة بين الفريقين.

بينما تعرض مهاجم ريال مدريد، فينيسيوس جونيور، لهتافات عنصرية في المباراة التي خسرها فريقه أمام فالنسيا في ملعب “ميستايا” ضمن مباريات الدوري الإسباني.

بصق على تريزيجيه

وكانت واقعة بصق اللاعب ساميت أكايدين، مدافع فنربخشة، على اللاعب المصري محمود تريزيجيه، لاعب طرابزون سبور، أثناء سجوده احتفالًا بالهدف الذي سجله قد أثارت ردود أفعال غاضبة.

وأعربت جماهير طرابزون سبور عن غضبها الشديد من واقعة البصق المزعومة، وطالبت بفرض عقوبات رياضية وإدارية بحق أكايدين.

وعلى خلفية الواقعة قام الاتحاد التركي لكرة القدم بإحالة اللاعب أكايدين إلى لجنة الانضباط، بعد أن أكدت الصور التي ظهرت بعد المباراة قيامه بالبصق على تريزيجيه وهو ساجد.

وأدان نادي طرابزون سبور الواقعة، وقال في بيان له: “ندين بشدة التصرف اللاإنساني ضد لاعبنا محمود تريزيجيه خلال مباراة فنربخشة في 18 مايو 2023”.

وأضاف:” إنه لأمر مخز ومثير للاشمئزاز أن يبصق لاعب فنربخشة ساميت أكايدين على تريزيجيه بينما كان ساجدًا بعد احتفاله بهدفه”.

وتابع: “نتوقع أن تتفاعل جميع الأطراف سواء الاتحاد التركي لكرة القدم أو نادي فنربخشة لاتخاذ إجراءات على الفور مع ساميت أكايدين”.

واختتم النادي بيانه قائلًا: “ندعو المجتمع الرياضي بأكمله إلى التكاتف ورفض مثل هذا العدوان والأعمال الاإنسانية، وحماية القيم الحقيقية لكرة القدم، حتى يتم إعادة بناء الرياضة على أساس الصداقة والمحبة والاحترام”.

من جانبه قال اللاعب تريزيجيه في تصريحات نقلتها عنه صحيفة “الشروق” المصرية: “أنا آسف جدًا لما حدث، لم أرَ الحادث عندما وقع، في الواقع أنا محظوظ وإنه لأمر جيد أنني لم أشاهده”. وأضاف: “شعرت بالضيق عندما رأيت الفيديو، لكنني لا أريد الحديث كثيرًا عن الموضوع”.

فيما نشر اللاعب ساميت أكايدين بيانًا على تويتر قال فيه: “أنا أدين الإدعاءات اللاأخلاقية بالتلاعب بحركتي التي هي جزء من عادة الرياضيين”.

بينما عبر ناديه فنربخشة عن رفضه لقرار الاتحاد التركي لكرة القدم بإحالة أكايدين للجنة الانضباط، الذي وصفه بأنه تم اتخاذه بناء على “تصورات رواد مواقع التواصل الاجتماعي” مطالبًا بإعادة النظر فيه، وفقًا لموقع “الحرة“.

إساءات عنصرية لفينيسيوس

وفي الإطار نفسه أعلنت الشرطة الإسبانية إلقاء القبض على 4 أشخاص يُشتبه في أنهم قاموا في يناير الماضي بتعليق دمية لمهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور على جسر قرب مركز تدريب ريال مدريد قبل مباراة الفريق أمام أتلتيكو مدريد في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا.

وووفقًا لشبكة CNN يأتي اعتقال الأشخاص الأربعة في الأسبوع نفسه الذي تحقق فيه الشرطة بشأن هتافات عنصرية تعرض لها فينيسيوس في المباراة التي خسرها الفريق بهدف نظيف أمام فالنسيا في ملعب “ميستايا” ضمن مباريات الدوري الإسباني، الأحد الماضي.

وكان اللاعب قد تعرض بعد الدقيقة 70 لإساءات عنصرية من قِبل جمهور فريق فالنسيا المضيف، مما تسبب في توتر الأجواء في الوقت المتبقي من زمن المباراة.

وتوقفت المباراة مؤقتا بعد أن حاول فينيسيوس الإشارة إلى الذين كانوا يسيئون معاملته، وتم إبعاده من قبل زملائه ولاعبي فالنسيا، قبل أن يتحدث إليه الحكم ريكاردو دي بورغوس ومدير ريال مدريد كارلو أنشيلوتي.

ودخل فينيسيوس في شجار مع لاعبي نادي فالنسيا، عند الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، ليشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء بوجهه، لتورطه في مشاجرة جماعية بين مجموعة من اللاعبين.

وكتب فينيسيوس عبر حسابه على منصة إنستغرام بعد المباراة قائلًا: “الجائزة الّتي فاز بها العنصريون كانت طردي، إنّها ليست كرة القدم، إنّها الدوري الإسباني”.

وعانى اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً من ممارسات عنصرية ضده مرات عديدة، وسبق وأن تعرض لهُتافات مسيئة خلال مباريات عدّة في مسابقة الدوري الإسباني لهذا الموسم.

من جانبه أعرب المدير الفني لنادي ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، عن غضبه، بعد تعرض فينيسيوس للإساءة العنصرية، وقال إنّ ما حدث مع فينيسيوس أكثر أهمية من الهزيمة.

وأضاف: “ما حدث اليوم لا ينبغي أن يحدث، كيف تصرخ الجماهير بهتاف “قرد” في وجه اللاعب، ما حدث معه لم يكن عادلاً، لم يكن ذنبه، ولم يكن هو المسؤول، واصل اللعب، وحصل أيضاً على بطاقة حمراء لا معنى لها”.

وتابع : “فينيسيوس أحد أفضل اللاعبين في العالم، لا يمكن أن تحدث أحداث عنصرية مثل هذه معه، لا بد من إيقاف ذلك”. وأكد أنشيلوتي أن الرد على الإساءات العنصرية يجب أن يكون بإيقاف المباريات.

من جانبه أدان نادي فالنسيا ما حدث قائلًا: “يود النادي أن يدين علناً أي شكل من أشكال الشتم أو الهجوم أو الإهانة في كرة القدم، ومن منطلق التزامه بقيم الاحترام في الرياضة، يؤكد النادي موقفه الرافض للعنف البدني واللفظي في الملاعب، ويأسف للأحداث خلال مباراة الفريق أمام ريال مدريد”.

وقال نادي فالنسيا إنه سيحقق في الأمر وسيتخذ إجراءات صارمة. وأضاف أنه “على الرغم من أن هذه حادثة معزولة، إلا أن الإهانات التي يتعرض لها أي لاعب من الفريق المنافس لا مكان لها في كرة القدم ولا تتناسب مع قيم وهوية فالنسيا”.

وأصدر نادي ريال مدريد بيانًا رسميًا، رفض من خلاله ما فعله جمهور فالنسيا مع لاعبه، وأكد تقدمه بشكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام في إسبانيا.

وقال ريال مدريد في بيانه: “يؤكد نادي ريال مدريد رفضه الشديد وإدانته للأحداث التي وقعت أمس ضد لاعبنا فينيسيوس جونيور”.

وأضاف: “تشكل تلك الوقائع هجومًا مباشرًا على النموذج الاجتماعي والديمقراطي للتعايش في دولتنا على أساس سيادة القانون”.

وتابع: “يعتبر ريال مدريد أن مثل تلك الهجمات تشكل أيضًا جريمة كراهية، ولهذا السبب تقدّم بشكوى إلى مكتب المدعي العام للدولة، وتحديدًا إلى مكتب المدعي العام ضد جرائم الكراهية والتمييز، ليتم التحقيق في الوقائع وتوضيح المسؤوليات”.

وأوضح النادي قائلًا: “تنص المادة 124 من الدستور الإسباني على أن دور مكتب المدعي العام هو تعزيز السعي لتحقيق العدالة في الدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين والمصلحة العامة”.

وأضاف: “لهذا السبب، ونظرًا لخطورة الأحداث التي وقعت، لجأ ريال مدريد إلى النيابة العامة للدولة، وسيكون مدعٍ خاص في أي إجراء يتم الشروع فيه”.

من جانبه أعرب جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن تضامنه مع لاعب نادي ريال مدريد الإسباني، فينيسيوس جونيور، بعد تعرضه للإساءة العنصرية.

وقال رئيس “فيفا” في بيان “لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو في المجتمع، والفيفا تقف مع جميع اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم في مثل هذا الموقف، تظهر الأحداث الّتي جرت خلال مباراة ريال مدريد وفالنسيا أن هذا هو الحال”.

وأضاف إنفانتينو: “وهذا هو السبب في وجود عملية مكونة من 3 خطوات في مسابقات فيفا يوصى بها على جميع مستويات كرة القدم”.

وذكر جياني إنفانتينو الخطوات الثلاث في التعامل مع حالات العنصرية، قائلاً: “توقف المباراة أولاً، ثانياً يغادر اللاعبون الملعب ويعلن المذيع الداخلي أنّه في حال استمرار الهجمات سيتم تعليق المباراة، ثالثاً إذا استمرت الهجمات تتوقف المباراة وتذهب النقاط الثلاث إلى الخصم، هذه هي القواعد الّتي يجب تنفيذها في جميع البلدان وفي جميع البطولات”.

وأكد رئيس “فيفا”: “من الواضح أن قول هذا أسهل من فعله، لكننا بحاجة إلى القيام به ونحتاج إلى دعمه من خلال التعلم”.

كما أدان الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا، تعرض مواطنه فينيسيوس جونيور لهتافات عنصرية في مباراة فريقه أمام فالنسيا، ودعت الصحف البرازيلية لرحيله على الفور من الدوري الإسباني والتي وصفته بأنه لم يحترم المواهب.

وأعلنت وزارة المساواة العرقية البرازيلية أنها ستخطر السلطات الإسبانية ورابطة الليغا بالاعتداءات العنصرية الجديدة التي تعرض لها اللاعب.

لماذا اهتم العالم بفينيسيوس وتجاهل ترزيجيه؟

جدير بالذكر أن الصحف ووسائل الإعلام العالمية اهتمت اهتمامًا كبيرًا بالإهانة العنصرية التي تعرض لها البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد الإسباني.

وحظيت الواقعة باهتمام كبار الأندية العالمية وكبار نجوم كرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم والرئيس البرازيلي والكثير من الجهات التي عبرت عند دعمها لفينيسيوس.

بينما تجاهل كل هؤلاء ما حدث مع اللاعب المصري محمود تريزيجيه، رغم أن الواقعة أثارت الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يلق تريزيجيه مساندة إلا من ناديه، بينما لم ينظر اللاعبون العالميون لهذه القضية بنفس النظرة والاهتمام الذي حظيت به قضية العنصرية ضد فينيسيوس ،وفقًا لموقع “ياللاكوورة“.

العنصرية في الملاعب

ووفقًا لموقع “الإمارات اليوم” فقد أيقظت الإهانات العنصرية المتكرّرة لمهاجم ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذكريات السيئة للإساءات العنصرية التي تعرض لها العديد من نجوم كرة القدم في العقود الأربعة الماضية، ومن أبرزهم للكاميروني صامويل إيتو والبرازيليين رونالدو وداني ألفيش.

بينما أشار موقع mesr24 فإن هناك الكثير من اللاعبين الذين تعرضوا للعنصرية والإهانة بملاعب أوروبا ومن مختلف الجنسيات والألوان، مثل روميلو لوكاكو، مهاجم إنتر ميلان، الذي تعرض لهتافات عنصرية من جماهير يوفنتوس، فيما تعرض دوسان فلاهوفيتش، مهاجم يوفنتوس، لهتافات عنصرية من جماهير أتالانتا.

كما تعرض اللاعب المصري أحمد حسام ميدو للعنصرية حينما كان لاعبًا في فريق روما الإيطالي، حيث ألقى أحد المشجعين ثمرة الموز تجاهه، كما تعرض روبرتو كارلوس، أسطورة البرازيل وريال مدريد، للعنصرية حينما كان لاعبًا في فريق أنجي الروسي، حيث ألقى أحد المشجعين ثمرة الموز تجاهه في إشارة إلى تشبيهه بالقرود.

ولم يسلم النجم المصري محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي من العنصرية، حيث تعرض لهتافات عنصرية من جماهير تشيلسي في أحد مباريات دوري أبطال أوروبا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين