أخبار أميركاأميركا بالعربي

في ذكرى النكبة.. ماذا قال محللون مؤيدون لإسرائيل حول مستقبل القضية الفلسطينية؟

ترجمة: مروة مقبول– يصادف هذا العام 2023 الذكرى الخامسة والسبعين للنزوح الجماعي للفلسطينيين المعروف باسم “النكبة”، التي شهدت تحول أكثر من نصف السكان الفلسطينيين إلى لاجئين. وفي الوقت نفسه تحيي إسرائيل الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها.

وقد أجرت صحيفة Arab News استطلاعًا عبر الانترنت، شمل 953 فلسطينيًا في الفترة بين 28 أبريل و 11 مايو، يتعلق بالاحتمالات المتوقعة لحل هذه القضية.

واستضاف الصحفي راي حنانيا، في برنامجه الأسبوعي The Ray Hanania Show، إثنين من القادة السياسيين المؤيدين لإسرائيل، يمثلون تيار اليسار واليمين السياسي، لاستعراض رأيهما في نتائج الاستطلاع الذي كشف توجهات الرأي العام الفلسطيني حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك اتفاقيات التطبيع أو اتفاقيات أبراهام، ومن يمكن أن يلعب دور “الوسيط النزيه” خلال المرحلة القادمة: الولايات المتحدة، أم روسيا أم الصين.

وجد الاستطلاع أن 25% من المستجيبين يفضلون أن تقوم روسيا بدور الوسيط في الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

فيما رحب حوالي 18% بمبادرة تقودها الصين للمساعدة في التوسط لتحقيق السلام، مما يشير إلى فقدان الثقة في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة.

روسيا أم الصين؟

في هذا الإطار أعرب السيد جيسون غرينبلات، أحد مفاوضي اتفاقيات أبراهام والمبعوث السابق للشرق الأوسط خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، عن رفضه لما يُسمى “الوسيط النزيه”، قائلًا إنه “لا يوجد دولة على الساحة السياسية لا تنحاز إلى جانب أو آخر.”

وأوضح أن الولايات المتحدة “تنحاز لمصالحها”، حتى ولو كان هذا يعني أن تنحاز لإسرائيل. وفي المقابل أشار إلى قيام أمريكا بمنح مليارات الدولارات للفلسطينيين، وتبنيها موقفًا مؤيدًا للفلسطينيين، سواء من خلال سياسات الرئيس جو بايدن أو الرئيس الأسبق باراك أوباما.

ورغم أن السيد غرينبلات قال إن الولايات المتحدة ملتزمة بما هو في مصلحتها الخاصة، إلا أنه أثار تساؤلات حول إمكانية أن تلعب روسيا دور وسيط سلام محتمل، بينما استبعد أن تكون الصين من ضمن الاحتمالات المطروحة.

وحول نتيجة الاستطلاع التي كشفت أن العديد من الفلسطينيين يشعرون أن روسيا يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في قضيتهم، قال: “روسيا لديها حرب في أوكرانيا – ومعظم الناس يعارضون ما تفعله هناك من هجمات وغزو وموت ودمار – وإذا كانت هذه هي الدولة التي يعتمدون عليها من أجل السلام، فلا أعتقد أن لديهم فرصة لتحقيقه.”

وأضاف أن الفلسطينيين يدركون أن قيادتهم قد خذلتهم، وأن القيادة في غزة، التي يعتبرها إرهابية، تقوم فقط بإخضاع ما يقرب من مليوني فلسطيني يعيشون هناك ويعانون من ظروف حياة صعبة واقتصاد منهار. مؤكدًا أنه لن يكون هناك سبيل للسلام أو طريق لمستقبل أفضل في ظل هذه القيادة.

فجر جديد

واستضاف البرنامج أيضًا يوسي ميكيلبيرغ، وهو زميل مشارك في المعهد الملكي للشؤون الدولية، والذي كان له رأي آخر، حيث أكد على أن الصراع في حاجة ماسّة إلى “وسيط نزيه”، على الرغم من أنه غير متأكد من وجود دور محتمل لروسيا أو الصين.

وأوضح أن هناك حاجة إلى “وسيط نزيه” لعمل توازن في القوى، “فنحن نتحدث عن دولة ذات قوة عسكرية واقتصادية ودعم من دول مختلفة حول العالم، وشبه دولة وهي فلسطين المنقسمة بين غزة والضفة الغربية، وفتح وحماس.

وأشار إلى أن هذا هو ما يجعل الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية يبحثون عن دعم من الخارج، ولكن يتعين على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية تحديد أهدافهم وتبني خطة محددة، “فلا يكفي رمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي”.

وأضاف أن نتيجة الاستطلاع تكشف مدى الإحباط الذي يشعر به الفلسطينيون تجاه الولايات المتحدة،  فالجميع يعتقد أن أمريكا لديها القدرة على التأثير على إسرائيل، لكنها لا تريد أن تفعل ذلك لأسباب سياسية خاصة بها.

وتساءل عن احتمالات قيام الجمهوريين أو الديمقراطيين، خاصة قبل عام ونصف من الانتخابات الرئاسية، باتخاذ أي خطوة لمحاولة التأثير على إسرائيل.

وأكد أن الأمل يكمن في تدخل إيران والمملكة العربية السعودية، فربما يبعث ذلك “فجرًا جديدًا” لعملية السلام.

عينة جيدة

وفيما يتعلق بمصداقية الاستطلاع الذي أجرته Arab News عبر منصة YouGov- الإلكترونية، قال طارق علي أحمد، رئيس وحدة البحوث والدراسات لدى الصحيفة، إن الوكالة التي أجرت الاستطلاع التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، استندت على عينة واسعة من المستجيبين.

وأوضح أن 953 هي “عينة جيدة”، 55% منهم ذكور و 45% إناث، مشيرًا إلى أن النتيجة تُعبر عن الصوت الحقيقي للشعب ونبض الشارع الفلسطيني.

وقال “ضمن العينة لدينا مجموعة واسعة من الناس – فلسطينيون من كل من الضفة الغربية وغزة.. ولدينا مجموعة واسعة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى أكثر من 45 عامًا. ولدينا أشخاص موظفون وعاطلون عن العمل”.

الثقة في حكومة نتنياهو

وردًا على سؤال حول لوم الفلسطينيين على الحكومة الإسرائيلية بسبب تجنبها التوصل لأي اتفاق سلام نهائي، دافع السيد غرينبلات عن إدارة بنيامين نتنياهو، لكنه شدد على أنه يختلف بشدة مع آراء بعض الوزراء الإسرائيليين.

وقال: “لا أوافق على أن الاستطلاع أشار إلى أن حكومة يمينية في إسرائيل، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لن تكون قادرة على تحقيق السلام”.

وأشار إلى أن نتنياهو رجل يمكنه تحقيق السلام، لكنه لن يكون السلام الذي وعدت به القيادة الفلسطينية والقادة الآخرين حول العالم الفلسطينيين لأكثر من 70 عامًا.

وأوضح أن الحكومة اليمينية تحاول جاهدة إيجاد حل لهذا الصراع، لكنها تعمل في ظل ظروف صعبة لا علاقة لها بالفلسطينيين، بما في ذلك احتجاجات الإصلاح القضائي والتهديدات الأمنية الداخلية، فهو وقت مليء بالتحديات.

وأكد على أن التصريحات التي أدلى بها بعض وزراء هذه الحكومة لا تُعبر عن حكومة نتنياهو بشكل عام، متابعًا: “لا أعتقد أن الناس يجب أن يركزوا عليها”.

وعلى النقيض من ذلك، لا يعتقد السيد ميكيلبيرغ أنه يمكن الوثوق بحكومة نتنياهو، قائلًا “لقد وصلنا في الواقع إلى نقطة لا يثق فيها الإسرائيليون بنتنياهو، وأصبحوا يحتجون هناك في الشوارع.. فلماذا يجب أن يثق الفلسطينيون بحكومته؟، لقد شكّل الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ البلاد”.

وأشار إلى أن بعض الوزراء، منهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو أيضا وزير في وزارة الدفاع، يؤمنون بضم الضفة الغربية، وبالتالي لن يتفقوا أبدًا على حل الدولتين.

وأوضح أن اليمين المتطرف يحتجز نتنياهو “كرهينة”، بسبب تهم الفساد التي يواجهها أمام القضاء الإسرائيلي، على الرغم من أنه تمت تبرئته من تلك التهم.

الطرف الخاسر!

ودافع السيد غرينبلات عن الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق بمسألة اتفاقيات أبراهام، موضحًا أنها لم تكن مصممة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأضاف أنها “لم تكن مصممة لحل الحرب الأهلية المأساوية الرهيبة في سوريا، أو الوضع الرهيب في لبنان المحتل أساسًا من النظام الإيراني، أو أزمة اليمن، وأعتقد أن الناس يضعون مسؤولية أكبر على اتفاقيات أبراهام من الغرض الذي تم تصميمه لها”.

وأوضح أنها تسببت في بعض التوترات، ولكن في نهاية المطاف، هناك الكثير من الصراعات في الشرق الأوسط لا علاقة لها بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي لا يزال يمثل تحديًا، وسيكون حله صعبًا للغاية.

وفي إشارة إلى مبادرة السلام العربية، قال ميكيلبيرغ إن أفضل اقتراح سلام تم الكشف عنه في عام 2002 كان هذا الذي قدمته حكومة المملكة العربية السعودية. لكنه أضاف أن القيادة الفلسطينية تواجه تحديًا بسبب فشلها في أن تكون “استباقية”.

وقال إن الطرف الذي عليه أن يكون “سبّاقًا” في هذا الصراع هم الفلسطينيون، لانهم “لا يمكنهم الانتظار”، أما الإسرائيليون فليسوا بحاجة فعلاً إلى التسرع أو الاندفاع لإحراز أي تقدم في القضية الفلسطينية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى