الراديوقصص نجاح

قصة نجاح الشاعر السعودي الكبير محمد إبراهيم يعقوب.. “شاعر عكاظ”

أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج “قصة نجاح”، تناولت هذه المرة قصة نجاح إبداعية في مجال الشعر والأدب العربي، وهي قصة نجاح الأديب والشاعر السعودي الكبير محمد إبراهيم يعقوب، والمعروف بلقب “شاعر عكاظ”، بعد فوزه بالجائزة الدولية للشعر العربي الفصيح والتي تعدّ أحد أهم الفعاليات الثقافية التي تجمع كبار المبدعين والمثقفين العرب من الشعراء والأدباء والمفكرين في الوطن العربي.

الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، من مواليد عام 1972 بمدينة جازان جنوب السعودية، وصدرت له مجموعة من الدواوين بلغ عددها 12 ديوانًا بدءًا بديوان (رهبة الظل) عام 2001، ومرورًا بديوان (متاهات) عام 2017، ووصولًا إلى ديوان (مجازفة العارف) عام 2022 الذي تم ترشيحه لجائزة الشيخ زايد للكتاب، كما فاز يعقوب بالعديد من الجوائز الشعرية.

تناول اللقاء نشأته في مدينة جازان ورحلته الإبداعية مع عالم الشعر، وأهم شعراء العرب الذين تأثر بهم، وحصوله على المركز الثاني في مسابقة (أمير الشعراء)، وكذلك فوزه بجائزة عكاظ وارتداؤه عباءة عكاظ، كما تحدث عن عدد من أهم أعماله الشعرية وظروف كتابتها وفوز بعضها بالجوائز.

شاعر عكاظ
بدأت الحلقة بقصيدة بعنوان “قميصٌ لأوراق بيضاء” ألقاها الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، ثم انتقل للحديث عن فوزة بلقب شاعر عكاظ في عام 2019 كجزء من رحلة إبداعه الطويلة، حيث وصف مشاركته في تلك المسابقة بأنها كانت “تهورًا غير مسؤول”،

وأضاف: “دخلت المسابقة وأنا لدي 8 دواوين شعرية، وكانت هذه هي أول دورة للمسابقة تُقام بشكل علني، فإذا فزت سيقولون هذا طبيعي، وإذا لم أفز كانوا سيقولون هذه فضيحة كبرى”.

أوضح يعقوب مراحل المسابقة التي مرّ بها وصولًا إلى نهايتها، وروى موقفًا حدث قبيل المرحلة النهائية، حيث قال إن “لجنة المسابقة المسؤولة عن الجانب الفني كانت تتألف من مسؤولين من مركز الملك فيصل للبحوث، وقد سألوا كل الشعراء العشرين المشاركين عن توقعاتهم حول من سيفوز بالجائزة، وكان اللافت أن الجميع قالوا إن الشاعر محمد إبراهيم يعقوب هو من يستحقها”.

وأضاف: “طوال سنواتي السابقة كنت أتمنى دائمًا أن أفوز بهذه الجائزة، ولكن ما يكتبه الله لك هو أكبر مما تتمنى دائمًا، ولكنها كانت بالفعل لحظة تاريخية؛ فالتكريم كان من يد الأمير خالد الفيصل شخصيًا، والبث المباشر عبر قناة MBC التي يشاهدها الملايين، والتكريم ذاته يتم على صخرة عكاظ نفسها، وليس في مقر آخر”.

وأوضح يعقوب أن سوق عكاظ كان من الأسواق العربية القديمة التي كان يُلقى فيها الشعر الجاهلي، وكان الشاعر النابغة الذبياني هو من يُحكّم هذه القصائد، حيث كان الشعراء يُلقون أمامه الشعر، ولا تزال صخرة عكاظ التي كان الشعراء يقفون عليها موجودة منذ قديم الزمان حتى الآن.

نقلة فارقة
تحدث يعقوب عن النقلة الفارقة في شعره وأدبه وحياته التي حدثت بعد الجائزة، لافتًا إلى أن ديوانه “مجازفة العارف” يوضح الفارق بين شعره قبل جائزة عكاظ وبعدها.

وأضاف: “هذه الجائزة جعلتني كأنني أكتب الشعر من جديد، إذ بت أرغب في كتابة شيء يمثل هذه التجربة الكبيرة التي تعبت عليها لعدة سنوات”.

ثم ألقى يعقوب مقطوعة شعرية بعنوان “أعراس المواقيت”، قبل أن يتحدث مجددًا عن ديوانه “مجازفة العارف”، الذي وصفه بأنه تجربة خاصة جدًا ومختلفة عن شعره السابق.

وأضاف أن “المفارقة في عنوان الديوان هي أنه كيف للعارف أن يجازف؟!، وقد قسّمته إلى 3 أقسام: قلق إنساني، ثم فناء طوعي، ثم انكشاف ماثل.

وفي هذا الديوان تجربة هادئة لأنني صرت أكثر تركيزًا، صرت أكتب الشعر من أجل الشعر”، مشيرًا إلى أن هذا الديوان وصل إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد.

أمير الشعراء
في الفقرة التالية؛ تحدث يعقوب عن محطة أخرى هامة في مسيرته وهي جائزة برنامج أمير الشعراء في الإمارات العربية المتحدة، والتي نال فيها لقب وصيف الجائزة.

حيث قال: “كنت أعمل موفدًا في تركيا لمدة 4 سنوات، خلال تلك الفترة كنت قد انقطعت عن الشأن الثقافي واللغوي، ثم حدثت قصة ظريفة وهي أنني عندما عدت في نهاية عام 2007م قال لي بعض الأصدقاء أن صديقي جاسم الصحيح يشارك في برنامج أمير الشعراء في موسمه الأول.

وبينما كنت أنا وأمي نشاهد الحلقة النهائية لهذا الموسم، قلت لأمي: ستشاهدينني السنة القادمة في الحلقة النهائية على هذا الكرسي الأحمر بهذا البرنامج، وكانت المفاجأة أن هذا تحقق بالفعل”.

وأضاف يعقوب: “والدتي هي أول من آمن بي، حيث وثقت بأنني سأكون شيئًا ما في المستقبل”، ولفت إلى أنه حصل على أعلى درجة من المُحكّمين وهي 47 من 50، بينما من حصل على اللقب حصل على 28 من 50، والفارق حدث بسبب درجات تصويت الجمهور، وهي من 50 درجة أيضًا”.

وأشار يعقوب إلى أن هذا البرنامج أضاف له تجارب أدبية وشعرية كبيرة ومختلفة، كما أنه أتاح له الفرصة لعرض تجربته للعالم العربي، ولفت إلى أنه زار موريتانيا بعد انتهاء موسم البرنامج، واندهش لأن البعض هناك يحفظون قصائده، وحتى بعض اللقاءات الحوارية التي كانت ضمن البرنامج يحفظونها، وأضاف: “أنا أراهن دائمًا على الحب وعلى الإنسان، قبل أن أراهن على الشعر”.

عالمه الإنساني
نشأ يعقوب في جازان بجنوب المملكة العربية السعودية، والتي قال عنها يعقوب: “منذ القرن الرابع الهجري لم يتوقف مسار الشعراء عنها، وأحد الإعلاميين السعوديين يقول إذا كانت المملكة هي الاحتياطي النفطي للعالم، فإن جازان هي الاحتياطي الشعري للمملكة، فـ 80% من الفن والثقافة والأدب بالمملكة ينحدر من جازان، وجازان هي الوحيدة في المملكة التي تحتوي على كل التضاريس؛ جبل وسهل وبحر وصحراء وجزر”.

وتابع يعقوب: “أمريكا عظيمة في كرة السلة لأنها منتشرة في كل حي، ونحن في جازان لدينا شاعر أو متذوق للشعر أو ناقد في كل مكان”، وتحدث عن التقائه الشعري في بداياته بالشاعرين الكبيرين عبدالله البردوني وأمل دنقل.

الديوان الثاني
انتقل يعقوب إلى الحديث إلى ديوان آخر وهو ديوان “تراتيل العزلة”، والذي قال عنه: “تراتيل العزلة هو ديواني الثاني الذي كتبته وأنا في تركيا، حيث كنت معزولًا عن المشهد العربي بالكامل، وأنا دائما أقول إن الناس قد يعذرونك على أي خطأ في ديوانك الأول لأنه تجميع لما تكتبه في البدايات، ولكن الديوان الثاني هو محك لكل شاعر، لأنه من المفترض أنك نضجت وتعلمت من الديوان الأول”.

وتابع: “في هذا الديوان وجدت صوتي الخاص، حيث خفت ظل تقليدي لعبدالله البردوني وأمل دنقل وأحمد شوقي وغيرهم، لذلك فإن هذا الديوان يعني لي الكثير”، وألقى يعقوب مقطوعة من هذا الديوان.

وتحدث يعقوب أيضًا عن بداياته الشعرية، وعن تعلّقه بشعر أحمد شوقي بشكل كبير، وتابع: “كتبت نصوصًا نُشِرَت في الملحق الأدبي بجريدة الندوة في عام 1419هـ، وهو العام الذي كان يوافق مرور 100 عام على فتح الرياض.

وقد أقيم حينها احتفال كبير في جازان، وكنت قد كتبت قصيدة وطنية عن المناسبة، وخلال الاحتفال ورغم وجود شعراء كُثر إلا أنني ألقيت قصيدتي، وفي اليوم التالي وجدت عنوانًا في الجريدة (أحمد يعقوب يتألق في سماء الإبداع)، كتبوا اسمي بالخطأ، حينها لم يكن أحدًا يعرفني، وأنا لازلت أحتفظ بهذه الجريدة حتى الآن.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى