أخبارأخبار العالم العربي

فايننشال تايمز: عودة بشار رسالة صادمة لضحاياه وتأكيد على الإفلات من العقاب

قالت صحيفة فايننشال تايمز إن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية التي شهدتها مدينة جدة السعودية اليوم الجمعة تبعث برسالة مرعبة لضحايا النظام السوري.

وأضافت أن الأسد وجد مقعدًا مخصصًا له بين القادة العرب اليوم لأول مرة منذ 12 عامًا، رغم أنه هو نفسه “المستبد الذي عذب وسجن وقصف وضرب بالغاز وحاصر الشعب الذي من المفترض أن يخدمه”.

وأكدت أن هذا المشهد يرسل رسالة مفزعة لضحايا فظائع النظام، هي أنه يمكن للأسد أن يستمر في الإفلات من العقاب رغم جرائمه وقمعه العنيف للانتفاضة الشعبية السلمية، بينما أدت محاولة نظام الوحشية لسحق الاحتجاجات إلى اندلاع حرب أهلية.

وأبدت الصحيفة اندهاشها من أن الدول التي دعمت المعارضة التي قاتلت للإطاحة بالأسد على مدى أكثر من 10 سنوات، اختارت الترحيب بعودته بعد مقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص، وإجبار 12 مليونًا آخرين على ترك منازلهم والنزوح واللجوء إلى أماكن ودول أخرى.

ووصفت الفايننشال تايمز قرار القبول بعودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية بأنه قرار يمنح انتصارًا دبلوماسيًا غير ضروري وغير مبرر “لمجرم حرب وشركائه في الجريمة – إيران وروسيا”.

وتناولت الصحيفة مبررات من يدفعون باتجاه إعادة الارتباط مع نظام الأسد بأنه نهج سياسي واقعي، خاصة بعد استعادته السيطرة على معظم البلاد بدعم عسكري من موسكو وإيران.

كما أن الدول العربية بحاجة إلى معالجة المشاكل التي تنتشر عبر الحدود، ومن بينها أزمة اللاجئين والاتجار غير المشروع بمخدر الكبتاغون، الذي يمثل شريان الحياة الاقتصادي للنظام السوري وصداعًا متزايدًا لبلدان مثل الأردن والسعودية.

وأكدت الصحيفة أن إعادة قبول سوريا في الجامعة العربية تمثل مكافأة لبشار الأسد دون تقديمه أي تنازلات لتخفيف معاناة السوريين وتأمين عودتهم لبلادهم.

وقالت الصحيفة إن الفكرة القائلة بأن 6 ملايين لاجئ سوري في الخارج سيقبلون على العودة إلى الوطن إذا ضخت دول الخليج أو غيرها أموالاً لإعادة بناء المدن التي دمرتها قوات الأسد هي فكرة خيالية، مشيرة إلى أن الكثير منهم يخشون على حياتهم، خاصة وأنه لا يزال هناك عشرات الآلاف من السوريين محتجزين بشكل تعسفي أو “مختفين”.

بل ويمكن أن يستغل نظام الأسد هذه المساعدات المالية في دعم جهوده لتعزيز سيطرته على باقي أجزاء سوريا، وستذهب الكثير من هذه الأموال لأتباع الأسد.

كما أنه لا توجد مؤشرات على أن الأسد على وشك تغيير سلوكه العنيف، حيث لم يظهر أي ندم على جرائمه، وتبددت الآمال في التوصل إلى تسوية سياسية بينه وبين المعارضة.

وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة وأوروبا يجب أن تبقيا متحدتين في فرض العقوبات على النظام السوري، مع استخدام نفوذهما مع الشركاء العرب للحد من الانجراف نحو التطبيع الكامل معه.

وأكدت أن ملايين السوريين لا زالوا يعانون بشكل مروّع في البلد الذي مزقته الحرب، واقتصاده في حالة انهيار، مشيرة إلى أنه لا توجد حلول للتخفيف من محنتهم ومعاناتهم طالما بقي بشار الأسد في السلطة، وإذا كان من الصعب إزاحته فبالتأكيد لن تكون مكافأة النظام المسؤول عن هذه الكارثة الإنسانية هي الحل.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين